توقع وزير التخطيط والتعاون الدولي في حكومة الرئيس محمد مرسي،
عمرو دراج، ظهور قوى جديدة من داخل المجتمع
المصري بعيدا عن كل الكيانات القائمة، تستطيع إقناع الشعب بأنها مؤهلة لقيادة المرحلة والعمل الثوري لتغيير الواقع الراهن.
وقال دراج، في مقابلة مع
"عربي 21"، إن هذه القوى الجديدة قد تكون في مرحلة الإعداد حاليا، لافتا إلى أن أكثر من 70% من المصريين حاليا مقتنعون تماما بمساوئ الانقلاب، وأنه ينبغي له أن يرحل.
وطالب دراج من وصفهم بالمعنيين بالتخطيط للمستقبل بأن يبحثوا عن آليات للبناء على حالة الوعي واستغلالها بالشكل المطلوب، كي يتم الانتقال من مرحلة استعادة الوعي إلى مرحلة الحركة والتغيير.
وانتقد دراج أداء
المعارضة المصرية، قائلا: "النظام لا يخشى المعارضة بأي صورة من الصور، وهي منذ فترة طويلة ليس لديها أية فعالية، خاصة أنها لم تنجح في أي شيء للأسف، ولو ظاهريا".
وبشأن رؤيته لانعكاسات
الأزمة الخليجية على مصر، أضاف: "صمود قطر بشكل قوي حتى الآن هو بدون شك مكسب لثورات الربيع العربي ومن يؤيدها ويدعمها، ويصب في خانة هزيمة قوى الثورة المضادة، وبالتالي تطورات تلك الأزمة سلبية بالنسبة للنظام المصري ومشجعة وجيدة بالنسبة للقوى الداعمة للثورة في مصر".
كما توقع دراج حدوث شيء ما فارق في المشهد المصري خلال الفترة المقبلة، مضيفا: "دائما تحدث أمور خارج التوقع، ويكون لها انعكاسات جسيمة، لكن المطلوب هو الاستفادة من مثل هذه الأحداث والمتغيرات كي تكون فاعلا في المشهد".
وفيما يلي نص المقابلة:
كيف ترى تصاعد وتيرة التصفيات الجسدية خلال الفترة الأخيرة؟
النظام المصري يثبت كل يوم توحشه وساديته في التعامل مع الشعب، حيث أنه يمارس أكبر قدر من القمع والقهر والوحشية، وهذا ليس فقط في ملف التصفية الجسدية، بل على مختلف الأصعدة، فمثلا في المجال الاقتصادي يوجه النظام يوميا ضربات موجعة للمواطن البسيط من خلال إلغاء الدعم ورفع الأسعار وزيادة التضخم، فلا يدري المواطن كيف يكفي نفسه واحتياجات أسرته ويسدد ديونه، وهو نوع من التعذيب اليومي يتعرض له معظم المصريون.
والنظام يحاول ردع أي نوع من أنواع رفض ممارساته بأي شكل من الأشكال، فبدلا من اللجوء كالمعتاد إلى اعتقال الشباب وتعذيبهم ومحاكمتهم، يقوم اختصارا للوقت ولتحقيق المزيد من الردع بتصفيتهم جسديا بشكل مباشر بدم بارد ودون وازع من ضمير، وهو يتوهم أنه بذلك يلقي الرعب والخوف في قلوب باقي المصريين، إلا أن هذا غير صحيح على الإطلاق، فعلى العكس تماما، مثل تلك الممارسات تزيد من الثأر لدى المصريين ويدفع قطاعات كبيرة من الشباب للجوء إلى بعض ممارسات العنف لمواجهة هذه التصرفات الإجرامية، بكل ما في ذلك من آثار سلبية على المجتمع واستقراره.
والتصفية الجسدية تحدث يوميا، غير أنها زادت بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، وبلغت العشرات خلال الشهر الأخير فقط، وتتم بنفس الطريقة دون وجود أي أدلة على تورط هؤلاء الشباب في أي أعمال عنف، وبعضهم كان مختفيا قسريا أو معتقلا سابقا قبل تصفيته، وأصبح هذا منهجا قذرا لدى سلطة الانقلاب، لا تتورع أن يكون معلوما عنها، فالهدف هو بث الرعب وإسكات الأصوات المعارضة أو الساعية للتغيير.
ووتيرة رفض النظام لدى المصريين تزداد يوما بعد الآخر، وهو يريد قتل هذه التوجهات بأكبر درجة ممكنة من العنف والقمع، كي يخاف الناس، ويحول دون تطويرهم هذا الرفض والغضب المكتوم إلى أساليب مقاومة حقيقية على الأرض تتسبب في إسقاطه والقضاء عليه.
هل ضعف وتشرذم المعارضة كان دافعا لاستمرار النظام في ممارساته؟
المعارضة السياسية المصرية منذ فترة طويلة مع الأسف ليس لديها أية فعالية، وبالتالي فالنظام لا يخشى المعارضة بأي صورة من الصور، فضلا عن أنه استطاع استقطاب بعض المعارضين في أوقات كثيرة، وجزء كبير من هؤلاء الشباب الذين تتم تصفيتهم لا علاقة لهم بتنظيمات أو جماعات سياسية أو دينية، ولا علاقة لهم بالعمليات التي تحدث.
والقتل أصبح ثقافة راسخة ومنتشرة ومتغلغلة لدى النظام، خاصة أن السيسي وعد رجال الأمن بألا يُحاسبوا على جرائمهم، بل على العكس تتم تهنئتهم ومكافأتهم على ما يرتكبوه، دون وجود أي رد فعل للأسف تجاه ما يحدث. ولنتذكر جميعا ما قاله السيسي في أحد تسريباته أن "الجيش أداة قتل"، وهو يسعى لجعل ذلك أسلوبا للسيطرة وواقعا في حياة المصريين علي الدوام.
ما هو تقييمك للجبهة الوطنية المصرية التي تم الإعلان عنها مؤخرا؟ ولماذا لم تشارك فيها؟
تكوين تجمعات تضم أكبر عدد من أبناء الجماعة الوطنية وقوى ثورة يناير على اختلاف توجهاتهم وأيدولوجياتهم، ليس فقط لرفض النظام الاستبدادي ولكن للسعي إلى تغييره، أمر جيد وطيب ومحمود، وكنّا ندعو إليه ونسعى لتشكيله وبلورته منذ فترة طويلة، وأنا لم أشارك في الجبهة لأنني أعلنت سابقا اعتزال العمل السياسي التنفيذي.
ونرجو من هذه الجبهة ألا تصبح تكرارا للمحاولات السابقة، أو للكيانات الأخرى القائمة، بالاكتفاء بمجرد إصدار بيانات في المناسبات، التي يمكن أن تصدر دون الحاجة لوجود جبهة، فالأمر أكبر من ذلك بكثير، وننتظر منها أن تطور أساليب عملها وتُقنع الشعب المصري أنها تمثله سياسيا بشكل مناسب، بل وتقوده نحو تحقيق أهدافه، لكني حتى الآن لم أجد أية دلائل واضحة على هذا، وأرجو أن يكون ذلك لانشغال أعضاء الجبهة في مرحلة التخطيط والإعداد التي يعقبها سعي وعمل حقيقي على أرض الواقع بإذن الله.
وينبغي جمع طيف واسع من التوجهات السياسية في هذه الجبهة كي تمثل فئات كثيرة، وفي نفس الوقت عليها إثبات أنها أهل لهذا التمثيل، فالأمر ليس مسألة طيف واسع فقط، ولابد أن يقوم هذا الطيف الواسع بأعمال سياسية حقيقية تُقنع الناس بضرورة تأييدهم والسير خلفهم، وهو ما لم يحدث حتى الآن، لكن هذا ما ننتظره منهم بقوة.
وكيف تنظر لمستقبل الجبهة الوطنية وفقا للواقع والمعطيات على الأرض؟
لو استطاعت استجماع قوتها وزيادة التمثيل بداخلها، وخاصة في داخل مصر، وقامت بأعمال تتسم بالفعالية، فإنها ستكسب ثقة الناس وستستمر وسيكون لها دور مؤثر وفعال، أما لو ظلت في إطار اتفاقات موجودة بين بعض الأشخاص والقوى وأجواء احتفالية وبيانات في مواقف مختلفة فلن يكون لها أي تأثير لاحقا ولن تؤدي الدور المأمول منها، ونحن نثق في أشخاص القائمين على الجبهة وقدرتهم على أن يضعوا تصورات ورؤى واضحة يستطيعوا تنفيذها على أرض الواقع، كي يكتسبوا ثقة الشعب.
لماذا لم تعلن جبهة المكتب العام للإخوان عن رؤيتها الخاصة بها رغم أنها وعدت منذ شهور بقرب الإعلان عنها؟
لست مسؤولا بالمكتب العام للإخوان أو متحدثا باسمه، وليس لي أي منصب إداري أو تنفيذي بجماعة الإخوان، لكن نحن ننتظر إصدار مسودة هذه الرؤية، حتى نستطيع إبداء الرأي فيها.
البعض يقول إن هناك تفاعلات داخل جماعة الإخوان لمحاولة حلحلة الأزمة الداخلية.. ما مدى صحة ذلك؟
مثل هذه المحاولات موجودة منذ ظهور الخلافات، وليس هناك جديد في هذا الصدد، لكني أظن أن الشكل الحاد للخلافات القوية التي كانت موجودة سابقا قد هدأ، والطرفان أدركا أنه لا يوجد طرف يستطيع استمالة الطرف الآخر إلى أجندته أو مساره، وبالتالي فكل طرف يمضي قدما في طريقه بصرف النظر عما يقوم به الطرف الآخر.
وما نأمله أن يكون هناك نوع من أنواع التعاون والتفاهم بينهما لمصلحة الوطن، حتى بدون حل الخلافات التنظيمية، مثلما نتحدث عن تعاون وتنسيق بين مختلف القوى الوطنية الأخرى، خاصة أن المطالبين بالتغيير داخل الإخوان غير مستعدين للتراجع عن مسارهم التصحيحي، وللأسف ما يعرف بالقيادات التاريخية أو التقليدية لا يظهر منهم أي شكل من أشكال الاستيعاب للقوى المنادية بالتغيير داخل الجماعة، ولذلك أصبح لدينا فريقان متمايزان بشكل واضح، وما نرجوه أنه في حال عدم الوصول لاندماج مرة أخرى يحدث تنسيق وتعاون بينهما على الأقل لمصلحة الوطن.
قلت سابقا إن تيار التغيير يكسب كل يوم أرضا جديدة لكن أمين عام الجماعة محمود حسين قال إن الأزمة الداخلية انتهت وحُسمت لصالحهم؟
لا أحد يستطيع القول إن الأمور قد حُسمت لصالحه، والأرض الجديدة التي نتحدث عنها كانت انطلاقا من الانتخابات الشاملة التي تمت بالداخل وأفرزت مجلس شورى جديد ومكتبا عاما للإخوان، وهما يعملان بشكل حقيقي على الأرض، بينما لا نشعر بفعالية مثل هذه المؤسسات لدى الطرف الآخر.
إزاء تعقيدات المشهد المصري وحالة الجمود التي يشعر بها كثيرون، البعض يطالب بإيجاد حل من خارج الصندوق لمحاولة حلحلة الأزمة الراهنة على الأقل.. ما تعقيبكم؟
أي حلول يجب أن تكون من خارج الصندوق، فهذا أمر بديهي، لأنه لو كان موجودا داخل الصندوق لتم طرحه منذ فترة طويلة، المهم ما هي إبداعات من يعملون على هذا الملف.
مع الأخذ في الاعتبار أن الملفات كلها مترابطة ومتشابكة، فلا يمكن فصل الملف المصري عن السوري أو اليمني أو الليبي، بالإضافة للفشل الذريع المتكرر الذي يمر به النظام المصري، كل هذه أشياء يمكن أن تُقرب إمكانية أن ينتظر الناس الوصول لحلول تنهي هذه الأزمة.
وما هي طبيعة هذا الحل في تقديرك؟
لو كنت أمتلك حلا كاملا للأزمة التي يمر بها مسار الربيع العربي لطرحته وسعيت لتنفيذه، لكن بالتأكيد هناك مراحل تمت بالفعل، مثل مرحلة استعادة الوعي التي كانت مطلوبة لقطاعات من الشعب كي يدركون حقيقة الانقلاب وخطورته، وكنت أقدر الوقت المطلوب لتلك المرحلة بسنتين أو ثلاث، وهو ما حدث بالفعل، ويمكنني القول إن نسبة الوعي بطبيعة الحكم العسكري الاستبدادي أصبحت عالية جدا لدى المصريين حاليا.
وأرى أن أغلبية الشعب، بما يتجاوز في وجهة نظري التقديرية نسبة 70% من مختلف التوجهات، مقتنعة تماما بمساوئ هذا الانقلاب وأنه ينبغي له أن يرحل، ويجب على من يخططون للمستقبل أن يبحثوا عن آليات للبناء على حالة الوعي تلك واستغلالها بالشكل المطلوب، كي ينتقل المصريون من مرحلة استعادة الوعي إلى مرحلة الحركة والسعي للتغيير.
والشعب أثبت سابقا أنه مستعد للحركة والتضحية رغم القمع، لكنه بحاجة ضرورية لوجود رؤية متكاملة وواضحة سواء لمرحلة إسقاط الانقلاب أو ما بعدها، وما هو البديل الأفضل الذي يستحق التضحية من أجله، كي لا تتكرر التجارب السابقة.
ولماذا لم يتبلور البديل المناسب حتى الآن؟
حالة النضج كان يفترض أن تكون موجودة بالنسبة للسياسيين، ونأمل أن تُبلور الجبهة الوطنية هذا المشروع بشكل واضح، ويجب التفكير جيدا في حال سقوط النظام كيف ستُدار المرحلة الانتقالية، فأكبر خطأ وقعت فيه ثورة يناير أنها لم تمتلك تصورا لمرحلة ما بعد سقوط مبارك، مما أدى لانتقال كل شيء إلى أيدي الجيش والمجلس العسكري.
ونحن في المعهد المصري – مثل باقي مراكز الدراسات- نعمل على بعض الملفات مثل العدالة الانتقالية والعلاقات المدنية العسكرية والحكم التشاركي والوضع الاقتصادي والأمور الحيوية الأساسية التي على رأسها كيفية البناء على أسس سليمة، والتي نحن بحاجة لمعالجتها في مرحلة ما بعد إسقاط الانقلاب.
ومن الصعب جدا استمرار حكم الانقلاب العسكري بهذا الشكل لفترات طويلة، فهذه ليست طبيعة الأمور، إلا أننا لا نعلم متى يثور الشعب، الذي لا يثور بقرار ما، بل تندلع الثورات عموما بدون موعد، وهناك الكثير من الأسباب التي تؤكد أن الثورة حتما ستندلع أما عاجلا أو آجلا، ولا أعتقد أنه ينبغي لنا أن ننشغل أكثر من اللازم بكيفية اندلاع الثورة بقدر الانشغال بمرحلة ما بعد اندلاع الثورة وكيفية التعامل معها لاحقا.
وصفت سلطة الانقلاب بأنها فشلت على كل المستويات فما هو تقييمك لواقع المعارضة المصرية؟
أنا لا أفضل استخدام لفظ المعارضة لأنه يضفي نوعا من الشرعنة للنظام، لكن عموما القوى السياسية الرافضة للحكم العسكري بالتأكيد في وضع غير ناجح أيضا، بل على العكس النظام يبدو أحيانا أنه يحقق نجاحات - ولو ظاهريا- لكن المعارضة لم تنجح بشكل عملي ولو ظاهريا، ولذلك أتوقع ظهور قوى جديدة من داخل المجتمع المصري بعيدا عن كل الكيانات القائمة، ولعلها تكون في مرحلة الإعداد حاليا، وهذا شيء ضروري وواجب حدوثه.
وقد تستطيع تلك القوى إقناع الشعب بأنها مؤهلة لقيادة المرحلة والعمل الثوري لتغيير هذا الواقع، وخلال ثورة يناير ظهرت الكثير من الشخصيات التي لم تكن معروفة سابقا، فما يجري حاليا كفيل بإبراز شخصيات من جميع الاتجاهات وأيضا من غير ذوي الاتجاهات، ليكونوا أهلا لقيادة الحراك الثوري حال اندلاعه، وهذا الحراك سيحدث لا محالة.
البعض يرى أن الحراك ينبغي أن يكون مسلحا وكثيرون يشدّدون على ضرورة سلميته.. ما رؤيتكم لهذا الأمر؟
عسكرة الثورة أكثر شيء يمكن أن يضر بالثورة، ورأينا نماذج واضحة لهذا الأمر في بلاد أخرى مثل سوريا وغيرها، لأنك ببساطة لن تستطيع أن تكافئ القوى العسكرية والأمنية، بل على العكس النظام السوري هو الذي دفع لعسكرة الثورة ووضعها في موقف ضعيف جدا، وفي مصر كان النظام الانقلابي يحاول فعل الشيء ذاته، كي يقول إن لديه مبررا لممارساته، فهذا شيء ضار جدا.
والأصل في الثورات أن تكون سلمية في إطار مقاومة شعبية ومدنية، والتي لها أساليب كثيرة موجودة ومعروفة، ويمكن إبداع أشياء أخرى كثيرة، وبعض أعمال العنف التي يقوم بها بعض الشباب- كما يقولون- ليست إطارا لتغيير النظام، بل لمحاولة إيلامه وتوجيه ثمة ضربات له، ولا يمكن القول إنها موجودة في إطار استراتيجي سيتحول لمواجهة النظام بشكل عسكري.
هل تتوقع حدوث شيء ما فارق خلال الفترة المقبلة؟
طبيعة المرحلة التي نشهدها، نجد أحداثا كثيرة فارقة سواء بالنسبة للمشهد المصري أو غيره تحدث بشكل متسارع، وبالتالي فهذا التوقع موجود دائما، والجميع ينتظر ذلك، فدائما تحدث أمور خارج التوقع ويكون لها انعكاسات جسيمة، لكن المطلوب هو الاستفادة من مثل هذه الأحداث والمتغيرات كي تكون فاعلا في المشهد.
ما هي انعكاسات الأزمة الخليجية على الملف المصري برأيك؟
هذه الأزمة هي إحدى حلقات الثورة المضادة ضد الربيع العربي وجميع من يؤمنون به ويسعون لدعمه، ولهذا كان من الطبيعي اصطفاف النظام المصري مع الدول الأخرى التي تواجه قطر من هذا المنظور، وصمود قطر وأداؤها على المستوى الدبلوماسي والإعلامي والاجتماعي والاقتصادي كان متميزا، حيث ظهرت بمظهر طيب للغاية، واكتسبت مصداقية عالية جدا.
وصمود قطر بشكل قوي حتى الآن هو بدون شك مكسب لثورات الربيع العربي ومن يؤيدها ويدعمها، ويصب في خانة هزيمة قوى الثورة المضادة، وبالتالي تطورات تلك الأزمة سلبية بالنسبة للنظام المصري ومشجعة وجيدة بالنسبة للقوى الداعمة للثورة في مصر، كما أن حدوث أية نجاحات جديدة لقوى الثورة في مصر ستسهم بدون شك في إحداث نقله نوعيه في مسار مواجهة قوى الربيع العربي لقوى الثورة المضادة.
وكيف تنظر لمآلات الأزمة الخليجية خلال الفترة المقبلة؟
استمرار قطر في الصمود مُبشّر بأن مآلات تلك الأزمة ستكون إيجابية، وما رأيناه من قوى الثورة المضادة خلال الفترة السابقة أنهم لا يهدأون ويلعبون في ملفات مختلفة، وإذا واجهوا فشلا ينتقلوا إلى محاولة أخرى في ملف آخر، وأتوقع أن يكون هناك تركيز كبير على الملف الليبي مستقبلا، فهناك ضغوط كبيرة جدا لمحاولة حسم هذا الملف لصالح قوى الثورة المضادة التي يتزعمها خليفة حفتر، وبالتالي فقوى الثورة المضادة لن تهدأ ولن تستسلم بسهولة.