اتهم حزب المؤتمر الشعبي العام (جناح الرئيس
اليمني المخلوع
علي عبد الله صالح) مساء الاثنين، جماعة "أنصار الله" (
الحوثي)، بالالتفاف على الشراكة بينهما، كما شكى من حملة تخوين وتحريض تتعرض لها قيادات بارزة في الحزب بينهم "المخلوع صالح".
جاء ذلك في بيان صدر عن اجتماع استثنائي عقدته اللجنة العامة للحزب وأعضائه في المجلس السياسي ومجلس النواب. وفقا لموقع "المؤتمرنت"، الناطق باسم الحزب.
وقال حزب صالح في بيانه إنه دخل في شراكة سياسية مع "أنصار الله" وحلفائهم، لإدارة شؤون الدولة من خلال اتفاق تشكيل المجلس السياسي الأعلى في 28 تموز/ يوليو 2016، حرصا منه على تقوية الجبهة الداخلية في مواجهة ما أسماه بـ"العدوان"، أي التحالف الذي تقوده السعودية.
وأضاف أن تدخل "الحوثي" مستمر في عمل مؤسسات الدولة والتهرب من الالتزام بأدائها لمهامها وفقاً لنصوص الدستور والقوانين، بل والعمل خارج إطار وهياكل مؤسسات الدولة والسعي لشرعنة تلك التدخلات.
وأكد الحزب أن الحوثيين التفوا على الشراكة بينهما عبر "إنتاج كيانات لا شرعية لها". في إشارة منه إلى اللجنة الثورية التي حلت بموجب اتفاق تشكيل المجلس السياسي في يوليو 2016.
وتشهد العلاقة بين حليفي الانقلاب في صنعاء، أزمة عميقة، وصلت إلى حد الاشتباكات بين قيادات موالية لصالح ومسلحي الحوثي، أسفرت عن مقتل ضابط موال للأول، وثلاثة مسلحين حوثيين.
وبحسب حزب المخلوع فإنه حرص على تجاوز تلك الخلافات عبر الحوارات والتفاهمات المستمرة.
لكنه استدرك قائلا إن تجاوزات الحوثيين متواصلة لكل ضوابط ونصوص ومقتضيات الشراكة، والانفراد بإصدار القرارات، وضرب التوافق بينهما عرض الحائط سواء المجلس السياسي الأعلى أو على مستوى حكومة "الإنقاذ"، اللذين يشتركان في تشكيلهما.
واتهم جناح صالح، الحوثيين بشن حملة تحريض وتخوين وتكفير ممنهجة ومخطط لها مسبقاً ضد المؤتمر وقيادته، بدأت قبيل احتفاله بالذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس الحزب في 24 آب/ أغسطس الماضي.
وشكى من استمرار هذه الحملة التي تتصاعد وبوتيرة عالية عبر وسائل الإعلام الموالية للحوثيين، وإلى المساجد والفعاليات الثقافية والمهرجانات ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي، محذرا من تداعياتها الكارثية على التحالف بينهما.
وأشار إلى أن المؤتمر جنح إلى التهدئة حرصا منه على تماسك الصف الداخلي وتفويت الفرصة على المتربصين بتحالفهما في الداخل والخارج.
ولفت بيان حزب صالح إلى إصدار القرارات والتعيينات بشكل انفرادي وبعيداً عن مبدأ التوافق الناظم لمفهوم الشراكة وآخرها القرارات التي صدرت يوم أمس الأول السبت وما سبقها من قرارات أحادية لا تنم إلا عن سلوك مستغرب لا يخدم تماسك الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان
وأكد جناح المخلوع صالح بحزب المؤتمر أن الممارسات والإجراءات التي يمارسها الحوثيون، تنسف مفهوم ومقتضيات ومتطلبات الشراكة. منوها إلى أن تلك القرارات غير ملزمة ومخلة بمبدأ الشراكة والتوافق وتخدم أهداف قوى ما أسماه بـ"العدوان".
وكان رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي"، صالح الصماد، وهو قيادي حوثي، قد أطاح يوم السبت، بقيادات موالية لصالح من مناصب مهمة في القضاء والمالية والتأمين.
وأعلن الحزب رفضه كل محاولات الاستفزاز وضرب التوافق، كما اتهم حلفاءه بـ"تعديل مناهج التعليم".
وطالب بتوحيد آليات جباية وتحصيل الموارد وتوريدها إلى الخزينة العامة وفقاً للدستور والقوانين، وصرف مرتبات موظفي الدولة من قبل حكومة "الإنقاذ" غير المعترف بها في صنعاء.
وقال الحزب الذي يتزعمه المخلوع صالح إن التفاهم والتنسيق بين القوى المناهضة للعدوان الرافعة الحقيقية للتعاطي السياسي مع أي حوارات أو مشاورات أو مفاوضات خارجية. مجددا رفضه أي تفاهمات أحادية من قبل أي طرف، لا تقود إلى التوصل إلى سلام شامل وكامل وعادل يوقف العدوان ويرفع الحصار ويحافظ على وحدة وسيادته.
وأقر حزب صالح ببقاء "اللجنة العامة للحزب" في حالة انعقاد دائم.