نعى نائب المرشد العام لجماعة
الإخوان المسلمين،
إبراهيم منير، إلى الأمة الإسلامية ومن وصفهم بأحرار العالم أجمع، المرشد العام السابع للجماعة، محمد مهدي
عاكف، الذي قال إنه "لقي ربه اليوم صابرا صامدا محتسبا في سجون سلطة الانقلاب العسكري بمصر، بعد رحلة طويلة مع المرض داخل محبسه، بعد ثبات نادر أمام كل المحاولات لإثنائه عن رفض الانقلاب".
وأضاف – في بيان له مساء الجمعة-: "رغم تكالب الأمراض على جسده استمر تعنتهم معه بمنع زيارة أهله وأبنائه له، كما رفضوا مرافقة أي من ذويه وأهله للقيام على خدمته، وهو المريض بمرض عضال وقد شارف على سن التسعين، فحسبنا الله ونعم الوكيل".
وقال إن "محمد مهدي عاكف (89 عاما) صاحب مسيرة جهاد كبرى تحت راية جماعة الإخوان، وسجين كل عصور الظلم والطغيان من عهد فاروق إلى عهد الانقلاب الأسود، فكان مضرب الأمثلة في الصمود والثبات رغم أهوال التعذيب التي كابدها، والتي مزقت جسده حتى ظنوا في سجون عبد الناصر أنه قد مات، ورغم ذلك لم يتمكنوا من أن يظفروا منه بكلمة تأييد واحدة لهم".
واستطرد "منير" قائلا: "هو (عاكف) أحد قادة الحركة الطلابية المناهضة للاحتلال، ومن أبرز قادة مقاومة الاحتلال على ضفاف قناة السويس، وتشهد له مدن القناة ومعسكرات الجامعات
المصرية بتاريخ ناصع وسجل حافل في سبيل تحرير بلاده".
وأردف نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين: "عاش في مدرسة الإخوان المسلمين 77 عاما من حياته (1940- 2017م)، قضاها في مقدمة الصفوف قريبا من مؤسسها الإمام البنا، ثم المرشدين الستة الذين سبقوه ثم المرشد الثامن الدكتور محمد بديع فك الله أسره وإخوانه".
واختتم "منير" بيانه، بالقول: "اليوم فاضت روحه الطاهرة مسلما راية الحق والعدل والحرية خفاقة في السماء دون اهتزاز، للأجيال التالية جيلا وراء جيل محتسبا جهاده في سبيل الله المنتقم الجبار، ومدخرا جزاءه عند الله ليوم تشخص فيه الأبصار".
إلى ذلك، تقدمت أسرة الرئيس محمد
مرسي بخالص التعازي والمواساه للأمة الإسلامية في وفاة "عاكف"، الذي وصفته بالمجاهد العظيم، سائلين الله أن "يتغمد فضيلته بواسع رحمته، وأن يجعل مقعده مع النبيين والصديقين والشهداء، ولا نزكيه على الله".
وقالت أسرة "مرسي"- في بيان لها الجمعة-: "نحسبه عاش عمره مجاهدا، عاكفا وصابرا على نصرة دينه ووطنه، ولم يعط الدنية في دينه، ولم يخضع طول حياته لطاغية، فقد كان قائدا ومثالا في نصرة الحق وإعلاء دين الله ومناهضة الباطل"، مؤكدة أن وفاة "عاكف" تعد "قتل عمد، نتيجة التنكيل به والإهمال الطبي المتعمد من سلطة الانقلاب، وهذه جريمة لن تسقط بالتقادم".
من جهته، استنكر الناطق الإعلامي باسم المكتب العام لجماعة الإخوان داخل مصر، أحمد سيف الدين، منع "أجهزة أمن الانقلاب أسرة عاكف من تنظيم صلاة الجنازة، وإجبار أسرته على دفنه ليلا دون جنازة، وهو ما تعتبره الجماعة إمعانا في التنكيل بالشهيد المجاهد، فبعد أن قامت سلطة الانقلاب بحبسه والتنكيل به رغم مرضه المزمن وعمره الذي يناهز الـ 90 عاما، تعمل الآن على منع صلاة جنازته".
وقال – في بيان له مساء الجمعة- إن "أجهزة الانقلاب القمعية التي تستعرض قوتها العسكرية ليلا نهارا، تخشى من صلاة جنازة على شيخ مجاهد قد فارق الحياة، لتسقط ورقة التوت عن عورتها، ويظهر خوفها وجبنها وخستها أمام إرادة مجاهد صلب حتى بعد وفاته، وكأنها تخشى أن تسري صلابته وشموخه في نفوس المصلين عليه ومودعيه، ونقول لكم إن مات القائد المجاهد، فقد خلف من بعده ألف قائد سيزأرون في الميدان".
ودعا "سيف الدين" كافة "أبناء الحركة الإسلامية، وكافة الأحرار كافة، لتنظيم صلوات الغائب على روح فقيد الأمة الإسلامية"، مضيفا: "فلن تتمكن أجهزة القمع والطغيان من منع الملايين من الصلاة على الأستاذ عاكف، فإن منعوا صلاة الجنازة أقمنا غيرها مئات الآلاف، وإن أغلقوا ميدان خرجنا في ألف شارع وحارة وميدان، فالثورة قادمة لا محالة، ستشعل قلاع الظلم وتقتلع الظالمين".