نشرت صحيفة "نوفال أوبسرفاتور" الفرنسية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على الفئة من المواطنين الألمان الذين منحوا أصواتهم للحزب اليميني المتطرف،
حزب البديل من أجل ألمانيا.
ومن المرجح أن العديد من التغيرات الجذرية قد طرأت على بلد المستشارة أنجيلا ميركل، خاصة بعد نجاح حزب متطرف في الوصول إلى البرلمان الألماني، وذلك في سابقة من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إن حزب البديل من أجل ألمانيا قد حقق سابقة تاريخية، بعد أن حظي بنحو 12.6 بالمائة من أصوات الناخبين، أي بزيادة تقدر بحوالي 7.9 بالمائة مقارنة بانتخابات سنة 2013. ونتيجة لذلك، أصبح الحزب اليميني المتطرف ثالث قوة برلمانية تشريعية في ألمانيا.
وذكرت الصحيفة أن حزب البديل من أجل ألمانيا قد دخل البوندستاغ معتمدا على 94 نائبا معارضا للنخبة الألمانية وللإسلام في ألمانيا فضلا عن الاتحاد الأوروبي، في واقعة تعتبر الأولى من نوعها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية. وفي الأثناء، تمكن هذا الحزب من تحقيق هذا النجاح بفضل حملته القوية جدا المعادية للمهاجرين.
والجدير بالذكر أنه ومنذ تأسيسه في سنة 2013، أبدى حزب البديل معارضته للوضع الحالي في أوروبا، ثم ما فتئ أن حول خطابه الشرس نحو التنديد بدخول المهاجرين واللاجئين إلى ألمانيا، مكثفا، في الآن ذاته، هجماته ضد المستشارة أنجيلا ميركل.
ولم يتوان بعض قيادات الحزب عن توظيف الدعاية النازية. وفي النهاية، نجح الحزب من خلال مختلف إستراتيجياته في استقطاب المزيد من الأنصار في شرق ألمانيا، حيث تحصل على 22 بالمائة من الأصوات، بزيادة تقدر بنحو 17 بالمائة مقارنة بسنة 2013.
وأفادت الصحيفة أن الفارق الواضح بين أعداد الناخبين الداعمين لحزب البديل من أجل ألمانيا بين الشرق والغرب، وقع تلافيه بفضل الناخبين من الذكور في الشرق. فقد بلغت نسبة الأصوات الداعمة للحزب اليميني المتطرف في صفوف الرجال في خمس محافظات في ألمانيا الشرقية، 27 بالمائة.
في الواقع، استفاد حزب البديل من أجل ألمانيا من تنامي عدم المساواة الاجتماعية وانعدام الشعور بالأمن في الجزء الشرقي من ألمانيا، بالإضافة إلى الصعوبات الاقتصادية التي تعتبر أشد وطأة على المواطنين في المناطق الشرقية مقارنة بغرب ألمانيا. وفي الأثناء، عمد الحزب إلى توظيف كل هذه العوامل في حملته الانتخابية.
وأضافت الصحيفة أن حزب البديل من أجل ألمانيا نجح في استغلال سياسة اللجوء التي أعلنتها المستشارة أنجيلا ميركل لصالحه، مع العلم أن هذا الأمر قد أثر سلبا على شعبية ميركل في شرق ألمانيا، التي تعتبر بمثابة بوابة اللاجئين. فضلا عن ذلك، استفاد الحزب المتطرف من تراجع شعبية ميركل في المناطق الواقعة على حدود جمهورية التشيك، على غرار ساكسونيا وبافاريا.
ليس ذلك فحسب، فقد استقطب الحزب اليميني المتطرف الناخبين الذين كانوا يناصرون ثلة من الأحزاب الأخرى، على غرار الأحزاب اليسارية. وفي الوقت ذاته، نجح الحزب في افتكاك أصوات الذين امتنعوا عن التصويت في السابق أو الذين صوتوا لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي. وقد منح هؤلاء أصواتهم، بأعداد غفيرة، الأحد الماضي، لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا.
وأوردت الصحيفة أن قرابة 1.2 مليون ناخب ألماني رفض المشاركة في الانتخابات سنة 2013، قد صوت، هذه المرة، لفائدة الحزب القومي. بالإضافة إلى ذلك، مثل الناخبون الممتنعون عن التصويت في الانتخابات الماضية، اليوم، ثلث الناخبين الجدد لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن ثلثا آخر من الناخبين الذين صوتوا للحزب المتطرف، كان في السابق من أنصار أنجيلا ميركل. ففي الحقيقة، فضل قرابة مليون ناخب صوت لحزب المستشارة في سنة 2013، أن يدلوا بأصواتهم، هذه المرة، لفائدة حزب البديل من أجل ألمانيا. وبالتالي، وعلى الرغم من أن الانتخابات ضمنت لميركل ولاية رابعة، إلا أنها جعلت حزبها الأكثر تضررا، في ظل بروز ونجاح حزب البديل من أجل ألمانيا.