نشرت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية تقريرا حول فوائد فطور الصباح وفعاليته في حماية
صحة الإنسان، فقد بعد صدرت دراسة جديدة أثبت فيها الخبراء أن فطور الصباح يحمي من المرء من الإصابة بتصلب وضيق الشرايين.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمه "
عربي21"، إن عدم تناول فطور الصباح يؤدي إلى مضاعفة احتمال الإصابة بأمراض الشرايين، مثل التصلب والتكلس والضيق، وذلك بقطع النظر عما إذا كان الشخص يتعرض لعوامل أخرى قد تتسبب في إصابته بأمراض القلب مثل الكوليسترول والتدخين والإجهاد.
وذكرت الصحيفة أن النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة الجديدة حول كيفية الكشف المبكر عن مشاكل الشرايين، قد أنجزها المعهد الإسباني لأبحاث القلب والشرايين، بالتعاون مع مؤسسة ستاندارد بانك، وقد تم نشرها في المجلة الأمريكية لطب القلب.
ونقلت الصحيفة عن فالنتي فوستر، الطبيب المشرف على هذه الدراسة ومدير المعهد الإسباني لأبحاث القلب والشرايين، تصريحا أفاد فيه بأنه "لطالما قدم خبراء التغذية أدلة كثيرة على أهمية فطور الصباح، والآن أثبتت هذه الدراسة، بالاعتماد على صور ثلاثية الأبعاد للشرايين، أن احتمال إصابة هذا الجزء من جسم الانسان بعدة مشاكل يرتفع عند أولئك الذين لا يتناولون الفطور أو يتناولون شيئا خفيفا، بينما يقل عند من يركزون في هذه الوجبة على أغذية الطاقة.
وأكد الدكتور فوستر أن هذه الدراسة الجديدة مميزة وفي غاية الأهمية، لأنها قامت على عملية ملاحظة طويلة المدى دامت لأكثر من عقد من الزمن. كما اعتمدت هذه الدراسة على تقنية مبتكرة ودقيقة لتصوير الشرايين. وقد شارك في الأبحاث حوالي 4000 من موظفي المستشفيات الذين تلقوا تدريبا في هذا الصدد، وقاموا بمراقبة انتشار وتطور مشاكل الشرايين، في مراحلها المبكرة، التي عادة لا يتم اكتشافها لأنه لا ترافقها أي أعراض معروفة.
وأضافت الصحيفة أن الدراسة ركزت على العلاقة بين هذه المشاكل الصحية وعوامل الحياة اليومية، مثل تناول فطور الصباح، وممارسة النشاط البدني، فضلا عن الخصائص النفسية والذهنية لكل إنسان، ومدى تعرضه للملوثات الضارة بجسمه.
وأوضحت الصحيفة أن هذه الدراسة الجديدة، التي أجريت على أشخاص ليس لديهم تاريخ مع أمراض القلب والأوعية الدموية، حللت العلاقة بين مختلف الأغذية التي يتناولها الأشخاص في فطور الصباح، ووجود مشاكل في الشرايين مثل الشريان الأبهر والشريان السباتي.
ومن بين الشريحة الواسعة التي شملتها الدراسة، لا يوجد سوى 20 بالمائة من الذين كانوا يتناولون فطور صباح صحي ومليء بالطاقة، أي أنهم يستهلكون خمس الحريرات اللازمة يوميا خلال هذه الوجبة فقط. في المقابل، كان 70 بالمائة من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة من الذين يختارون فطورا خفيفا يضمن لهم حوالي خمسة بالمائة فقط من السعرات الحرارية اللازمة ليوم كامل. أما ثلاثة بالمائة من هؤلاء الأشخاص، لا يتناولون فطور الصباح وبالتالي لا يحصلون على أي سعرات حرارية تقريبا.
وأفادت الصحيفة بأن الأطباء خلال عمليات فحص الأوعية الدموية بالرنين المغناطيسي، لاحظوا أن صحة الشرايين لدى من يفوتون فطور الصباح أسوأ بكثير مقارنة بأولئك الذين يحرصون على تناول هذه الوجبة.
وأكدت الصحيفة أن هذه الفروق أكثر وضوحا لدى من لا يتناولون الفطور أصلا، إذ أن نسبة وجود لويحات تصلب الشرايين عندهم أعلى بمرة ونصف من غيرهم. وترتفع هذه النسبة إلى مستوى مرتين ونصف أكثر عند البعض. في مقابل، وجد العلماء أن مستويات لويحات تصلب الشرايين عادية لدى من يتناولون فطور الصباح بشكل منتظم.
وفي هذا الإطار، أفاد المشرف على هذه الدراسة، أنطونيو فرنانديز أورتيز، "لقد كنا في حاجة إلى تحديد عوامل مبكرة ودقيقة للكشف عن أمراض الشرايين في مراحلها الأولى، وهو ما سيساعدنا على الوقاية منها، وتجنب خطر الأزمات القلبية والجلطة والموت المفاجئ، ومن المؤكد أن هذه الدراسة تخدم هذا الهدف".
وبينت الصحيفة، وفقا للدكتور فرنانديز، أن تناول الأغذية المليئة بالطاقة في الصباح يعد طريقة فعالة لتجنب تكاثر الصفائح الدهنية والمواد المرتبطة بمشاكل الشرايين في مراحلها الأولى. ويبدو أن سبب ذلك يكمن في أن اكتساب طاقة كبيرة في الصباح له علاقة بالساعة البيولوجية للإنسان ويؤثر على عمل الغدة النخامية.
وأوضحت الصحيفة أن العلاقة بين هذه الوجبة والغدة النخامية المسؤولة عن الحالة النفسية للإنسان ومزاجه، تظهر من خلال ميل الأشخاص الذين لا يتناولون الفطور، إلى التهام
الطعام بشراهة في أوقات الأخرى من النهار. وبالتالي، يبدو أن تفويت فطور الصباح سبب لهم نوعا من الاضطراب في الساعة البيولوجية، مع العلم أن هؤلاء الاشخاص يميلون أكثر لعادات أخرى سيئة مثل التدخين وشرب الكحول وعدم ممارسة أي أنشطة بدينة.
وأوردت الصحيفة أن هنالك العديد من الدراسات الأخرى التي ربطت بين فطور الصباح والحالة الصحية، إذ أن تناول هذه الوجبة بانتظام يقي الإنسان من عدة أمراض على غرار السمنة، وارتفاع معدلات الكولسترول، وضغط الدم ومرض السكري.
وفي الختام، شددت الصحيفة على ضرورة أن يستفيد الأطباء وخبراء التغذية من هذه النتائج، حتى يتم توعية الأشخاص بأهمية الالتزام بالعادات الغذائية الصحية كما وكيفا، مع ضرورة الحرص على عدم تفويت فطور الصباح ومنح الجسم العدد الكافي من الحريرات.