نشرت مجلة "ميخور كون سالود" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن عدد الساعات التي يقضيها المرء أمام
التلفاز، حتى لا يكون لهذا النشاط
تأثير سلبي على
الصحة.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن عدد ساعات مشاهدة التلفزيون يختلف من شخص إلى آخر وفقا للسن، ومن المؤكد أنه لا يمكن لأحد أن يتخيل الحياة اليومية دون ساعات قليلة من التلفزيون، فهو الوحيد القادر على مؤانسة وحدة الكثيرين، ناهيك عن أنه يعد بمثابة رفيق مثالي ومصدر لراحة الكثيرين بعد يوم من العمل الشاق.
وأوردت المجلة أن هناك بعض العائلات التي تستخدم التلفاز كوسيلة لإلهاء الأطفال، حيث يرون أن "إهداء" الطفل ساعات طويلة من التلفزيون خير وسيلة لضمان راحتهم الشخصية. وعلى الرغم من أن التكنولوجيات الجديدة قد أتاحت لنا أجهزة ترفيهية مختلفة، خاصة بالنسبة للأطفال الصغار، إلا أن التلفزيون لا يزال موجودا في حياتنا وبشكل لافت.
وذكرت المجلة أن الأطفال دون سن الثانية لا ينبغي لهم قط مشاهدة التلفاز، بينما ينبغي ألاّ يقضي الكبار أكثر من ساعتين في اليوم أمام التلفاز. من جانب آخر، من الضروري توخي الحذر إزاء بعض البرامج التربوية المخصصة للأطفال، لأنها تحمل آثارا سلبية على نفسيتهم وسلوكهم خاصة عند الإفراط في مشاهدتها.
وأوضحت المجلة أن الإفراط في مشاهدة هذه البرامج يمكن أن يسبب اضطرابات في النوم، نظرا لأن الأطفال غالبا ما يؤخرون وقت نومهم مقابل تمضية أكثر وقت ممكن في مشاهدة برامجهم المفضلة.
وهذه المشكلة تظهر خاصة عند الأطفال الذين لديهم تلفزيون في غرفهم الخاصة. وبالتالي، من المهم أن نأخذ بعين الاعتبار أن الإفراط في مشاهدة بعض البرامج يعيق راحة الجسم ويسبب اضطرابات في النوم.
وأضافت المجلة أن التلفاز يمنح الشخص نظرة مثالية عن العالم لا تتوافق مع مقتضيات الواقع. فغالبا ما تقدم برامج الأطفال العالم وكأنه خال من المشاكل والشرور، وهو ما لا يتوافق أبدا مع بيئتهم الخاصة. وعند المقارنة بين العالمين، تتولد لدى الطفل حالة من الإحباط والاستياء الذي يمكن أن تؤدي به إلى الإصابة بالاكتئاب.
وأفادت المجلة بأنه من المحتمل أن تتسبب مختلف صفات الأشخاص، الذين يظهرون في التلفزيون، في انخفاض تقدير الطفل لذاته وعدم إحساسه بالأمن. ويعود سبب ذلك، إلى أن الطفل غالبا ما يميل إلى التعاطف مع الشخصيات التي تجسد الأدوار في شاشة التلفاز، لكن اكتشافه أن هذه الشاشة تبث صورة مختلفة تماما عن العالم الحقيقي يمكن أن تتسبب له في نوع من الاضطراب.
وأوردت المجلة أن إفراط الطفل في مشاهدة التلفاز يمكن أن يكون له تأثير سلبي على تحصيله العلمي المدرسي، نظرا لأن الطفل يعيش مع الصور التي يراها في التلفزيون، وهو ما يجعله يواجه صعوبة في التركيز عند القيام بواجباته المنزلية.
من جهة أخرى، يمكن أن تؤدي هذه العادة إلى تأخر تطور اللغة لدى الطفل، حيث يقتصر الطفل على استخدام مفردات محددة وخاصة بالبلد المنشئ للبرنامج، والتي لا علاقة لها بلغة موقعه الجغرافي.
وبينت المجلة أن قضاء كثير من الوقت أمام التلفاز يولد في أغلب الأحيان سلوكا عنيفا لدى الأطفال، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يشاهدون بكثرة برامج الأطفال وأفلام الكرتون التي تتحدث عن الحروب والصراعات.
وأشارت المجلة إلى أن التلفزيون يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الكبار أيضا، إذ إن قضاء ساعات طويلة أمامه يمكن أن تؤدي إلى الإصابة باضطرابات في النوم، فضلا عن تأثيرها على التفكير النقدي للشخص. إلى جانب ذلك، يؤثر التلفزيون على رغبة الأشخاص وشهواتهم ويؤثر بشكل خاص على أولئك الذين لديهم موارد اقتصادية محدودة، ما يولد لديهم إحساسا بالحسد والإحباط وعدم الرضا.
وفي الختام، نوهت المجلة إلى أن التلفاز ساهم في تقليص الحوار بين أفراد الأسرة، فحتى لو كانوا مجتمعين أمام نفس الجهاز، يبقى التواصل منعدما أو نادرا. لهذا السبب، من الضروري أن يحرص الأولياء على تنظيم أوقات مشاهدة أطفالهم للتلفاز، إلى جانب اختيار البرامج المناسبة لهم ولأعمارهم بشكل دقيق، ومن المستحسن أيضا الجلوس معهم للحديث عن أنواع ومحتوى البرامج التي يشاهدونها.