من المنتظر أن يكشف الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب قراره النهائي بشأن
الاتفاق النووي بين القوى الكبرى وإيران اليوم الجمعة، في ظل انتقاداته المستمرة لهذا الاتفاق الذي توصلت إليه القوى الغربية مع
إيران في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، ووصفه لهذا الاتفاق بأنه ليس في صالح الولايات المتحدة.
في المقابل تؤكد الدول الأوربية الموقعة على الاتفاق النووي رفضها لمحاولات ترامب انتهاكه ما دامت طهران تواصل الالتزام به، وأنه في حال انسحاب واشنطن من الاتفاق فسوف يفعلون كل ما في وسعهم لحماية أي شركة أوربية تستمر في التعاون مع إيران، من إعادة تطبيق العقوبات الأمريكية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن وزير خارجيتها محمد جواد ظريف في محادثات مع نظريه الألماني، التزام
أوروبا بخطة العمل المشترك الشاملة والعمل بالاتفاق النووي ما دامت إيران ملتزمة به.
اقرأ أيضا: ترامب يعتزم اتخاذ قرار نهائي بشأن الاتفاق النووي
وحذّر رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، مضيفا "انسحاب واشنطن من الاتفاق قد يشيع حالة من الفوضى في العالم".
وشدد لاريجاني في تصريحات نقلتها وكالة "تاس" الروسية الجمعة، أنّ انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي يعني نهاية الاتفاق الدولي، معربا في لقائه مع رئيس مجلس النواب الروسي عن أمله بحل الوضع الذي يكتنف الاتفاق النووي.
ورجحت "رويترز" أن ترامب سوف يتخذ خطوة واسعة ضد الاتفاق النووي مع إيران، منتهجا خطا يبدي اعتراضا أشد على الأنشطة الإيرانية في الشرط الأوسط، مما قد يعقد علاقات الولايات المتحدة مع الدول الأوربية.
في حين يواجه الرئيس الأمريكي ضغوطا هائلة لأجل عدم اتخاذ خطوات تصعيدية بشأن الاتفاق النووي، وستكون قراراته ضد الاتفاق تجاهلا لتحذيرات من داخل إداراته وخارجها، بأنّ مثل هذه الخطوة ستؤدي لزعزعة الثقة بمصداقية الولايات المتحدة.
اقرأ أيضا: ترامب: الاتفاق النووي من بين الصفقات الأقل اكتمالا
وتتركز أهم بنود الاتفاق الدولي الذي تم التوصل إليه في 14 تموز/ يوليو2015 بتعهد إيران باستخدام أجهزة الطرد المركز القديمة لتخصيب اليورانيوم لعشر سنوات، وتحديد اليورانيوم المخصب في الـ15 عاما المقبلة، 300 كيلو غرام، وبنسبة تخصيب لا تزيد عن 3.67%، وتشرف روسيا على تأمين الوقود النووي، وستستخدم إيران اليورانيوم المخصب بنسبة 20% في المفاعلات المخصصة للأبحاث العلمية، إضافة لتحويل مفاعل أراك الذي يعمل بالماء الثقيل للعمل بالماء الخفيف وأن يكون ذا أهداف سليمة للبحث العلمي، وبطاقة 20 ميغاوات، وتتعهد ايران بعدم بناء أي مفاعلات تعمل بالماء الثقيل خلال الأعوام الـ15 القادمة.
كما وتشمل بنود الاتفاق عدم ممارسة إيران في السنوات الـ15 القادمة أي أنشطة متعلقة بالوقود المستنفذ، باستثناء إنتاج بطاريات النظائر المشعة، وإعطاء التصاريح اللازمة لمفتشي وكالة الطاقة الذرية، والسماح للمفتشين بالبقاء في أراضيها لمدة طويلة، ومقابل ذلك ترفع كافة العقوبات عن إيران وتتعهد الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي بعدم فرض أي حظر جديد على إيران وترفع العقوبات الأوربية بشكل فوري، والأمريكية بعد نظر الكونغرس فيها، والدولية تدريجيا بعد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وينص الاتفاق على إعادة العقوبات على إيران خلال 65 يوما في حال عدم الالتزام به، ويدعو للسماح بدخول الأمم المتحدة إلى كل مواقع إيران النووية.
اقرأ أيضا: سفير بريطانيا بطهران يشرح موقف بلاده من الاتفاق النووي
وفي وقت سابق، أعلن سفير بريطانيا في واشنطن كيم داروتش عن جهود تبذلها بلاده لإقناع ترامب للتراجع عن محاولاته لانتهاك الاتفاق النووي، مؤكداً أنّ بريطانيا ترى الاتفاق مسألة أمن قومي.
وتتفق الدول الأوربية أنّه ما دامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ترى التزام إيران بالاتفاق، فستبقى تدعمه ولن تقبل ما ينادي به "ترامب"، مما سيؤدي إلى زيادة العزلة الأمريكية على الصعيد الدولي.