وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، يانس
ستولتنبرغ،
ليبيا بأنها "لا تزال دولة فاشلة"، مطالبا الحلف بأن يكون "أكثر نشاطا هناك".
وأكد ستولتنبرغ أن "ليبيا تحتاج إلى مزيد من المساعدة من طرف المجتمع الدولي، وأن بعثة تدريبية للحلف يجب أن تصل إلى ليبيا لتساعد على تعزيز المؤسسات المحلية وتدريب قوات الأمن وتحقيق الاستقرار في تلك المناطق"، وفق تصريحات نقلتها وكالة "آكي" الإيطالية، السبت.
تدخل جديد
ورأى مراقبون أن تصريحات الأمين العام لحلف الناتو ووصفه لليبيا بالفاشلة يمكنه طرح تكهنات بنية الحلف للتدخل مجددا في ليبيا بعد 7 سنوات من إسقاط نظام
القذافي بمساعدة الحلف نفسه، كما أنه يمكن استغلال هذه التصريحات من قبل الرافضين لإسقاط القذافي للتأكيد على فشل الثورة الليبية، وفق تقديرهم.
وأثارت التصريحات عدة تساؤلات من قبيل: هل يناقض الحلف نفسه بوصفه ليبيا بالفاشلة وهو من ساهم فعليا في إنجاح ثورتها؟ وما مدى استغلال هذه التصريحات من قبل "فلول" القذافي؟ وهل تشكل ليبيا أهمية للحلف الآن؟
اقرأ أيضا: تحذيرات من استمرار الصراع والانفلات الأمني في ليبيا
ليبيا "فاشلة" فعلا
من جهته، أكد وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى تويجر، أن "ليبيا هي فعلا دولة فاشلة لسببين يشكلان أساس تعريف الدولة الفاشلة: الأول عدم قدرتها على السيطرة على كامل أراضيها والثاني عدم قدرتها على حماية حدودها".
وأشار في حديثه لـ
"عربي21"، إلى أن "هناك أصواتا تعالت منذ البداية بنقد "الناتو"، لأنه لم يخطط لما بعد الثورة لحماية النجاح الذي حققه بالمساعدة في إسقاط القذافي، لكن الليبيين أعطوا انطباعا خادعا في أعقاب الثورة لكل العالم بأن الأمور تسير على ما يرام خاصة بعد النجاح الباهر الذي حققته الانتخابات في يوليو 2012"، حسب قوله.
وتابع: "لكن فشل القطبين الفائزين في هذه الانتخابات (الإسلاميين والليبراليين)، في إدارة خلافاتهم ولجوئهم لإدخال قوى خارجية تسبب في انهيار العملية السياسية والتقاتل والانفصال الذي أدى عمليا إلى وجود دولتين، والعالم سيلجأ إلى مساعدة ليبيا إذا ما استمر متصدرو المشهد في غيهم الغريب"، كما قال.
أطماع
المدون الليبي، فرج كريكش، رأى من جانبه؛ أن "هناك مخططا لإفشال كل محاولات الإصلاح وأي جهود للاستقلال والسيادة في ليبيا تمكينا لانتقال الملف الليبي من الأمم المتحدة إلى الولايات المتحدة".
وقال لـ
"عربي21" إن "
حلف الناتو ليس مصلحا اجتماعيا ولا تهمه مصلحة الليبيين ولا معاناتهم، ما هو إلا مسدس في يد القوى العظمى التي لا تخفي أطماعها في هذا المنجم "النفيس" (ليبيا) في عيون العالم كله إلا أهله وذويه"، حسب كلامه.
اقرأ أيضا: قذاف الدم يبدأ التسويق لسيف القذافي.. ماذا طلب؟
قلق أوروبي
من جهته، أكد مدير منظمة "تبادل" الليبية، إبراهيم الأصيفر، أن "دول أوروبا هي المتضرر الأكبر من عدم سيطرة الأجهزة الأمنية الليبية على ملف "الهجرة غير الشرعية"، والخطأ الذي وقع فيه "الناتو" عند الإطاحة بالقذافي هو تدمير الأجهزة الأمينة وحرس الحدود".
وأوضح في تصريحات لـ
"عربي21"، أنه "من مصلحة دول جنوب أوروبا أن تبقى ليبيا دولة مستقرة وأن تكون لها أجهزة أمنية قوية وقبضة حديدية على الساحل البحري وهنا يكمن دور الناتو في تدريب قوات السواحل الليبية ودعمهم بالأسلحة المتطورة"، وفق قوله.
لكن الباحث السياسي الليبي، نزار ميلاد، أكد أن "هذه التصريحات ليست بجديدة، ولن يكون لها تأثير، فمنذ نهاية الثورة وهذه التصريحات تتوالى".
وأضاف لـ
"عربي21": "أعتقد أن الهدف منها الآن هو إرسال رسالة لتوجه "الناتو" تجاه قضية الهجرة غير النظامية، والاهتمام بما يحدث من تصدعات خطيرة في الاتحاد الأوروبي لكن مشكلة تمويل هذه المشاريع هي المعضلة الحقيقية".