تحدثت كاتبة
إسرائيلية، عن تصرفات رئيس الولايات المتحدة دونالد
ترامب، "المشاكسة" ومزاجه "الصبياني"، والتي تضع
العالم أمام تهديد دولي حقيقي قد تتسبب بحرب شاملة.
ترامب المشاغب
وأوضحت الكاتبة الإسرائيلية تسفيا غرينفيلد، أن "الجميع يضحكون، يبكون ويغطون وجوههم بأيديهم بيأس، وهم يرون ترامب يشاغب وكأنه في روضة أطفال".
وأشارت في مقال لها بصحيفة "هآرتس" العبرية، إلى أن بعض المحللين "يعتقدون أن ترامب يرفض الاتفاق النووي مع إيران، لأنه مصمم على تحطيم أي ذكر لإرث سابقه براك أوباما، وآخرين، يعتقدون أنه دفع العالم نحو الخطر بسبب مزاجه الصبياني المشاكس، وذلك مثلما حدث في الصراع مع كوريا الشمالية".
ونوهت غرينفيلد، إلى أن "آلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، احتفلت بالانتصار الكبير لنتنياهو، وولدت انطباعا بأن ترامب سُحر برئيس الوزراء واقتنع تماما بادعاءاته"، موضحة أن "الحقيقة التي لها علاقة أكثر من غيرها بالتطورات الأخيرة؛ هي أن إدارة ترامب تخشى أساسا من تداعيات تهديدات إيران على دول النفط السنية".
وأضافت: "لهذا فإن ترامب يحتج على العيوب البارزة في الاتفاق التي تبقي السعودية وإسرائيل في خطر، في حين تعتبر التهديدات هي الطريقة الوحيدة لإقناع طهران بقبول قيود أخرى على حرية نشاطها، وهذا هو سبب المشهد السياسي الذي يجري أمام ناظرينا".
ولفتت الكاتبة، إلى أن ما يجري حاليا من قبل ترامب "قد يؤدي إلى كارثة، وهذا ما يخشاه منتقدوه، وربما تقتنع إيران أنه من الأفضل لها أن لا تبالغ، فالمقامرة ليست سهلة"، مضيفة: "لقد أثبت التاريخ؛ أن التنازل بأي ثمن تقريبا هو الذي أجل قليلا موعد الدفع، لكنه لم يؤد بالضرورة إلى نتائج أفضل".
وسبق أن قال رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ونستون تشرتشل، عن فرنسا عشية الحرب العالمية الثانية: "كان يجب عليها الاختيار بين الإهانة والحرب؛ وهي اختارت الإهانة وستحصل أيضا على الحرب".
الهدف الخفي
ومنذ الحرب العالمية الأولى، "تفضل الديمقراطيات الغربية اجتثاث التوترات في مهدها، التي يمكن أن تقود العالم لحرب شاملة"، بحسب غرينفيلد التي لفتت إلى أن "استراتيجيات الاحتواء وضبط النفس تشكل جزء بارزا من هذه المقاربة، التي حققت بهذه الطريقة 70 سنة من الهدوء النسبي للعالم"، وفق قولها.
وتابعت: "حتى المواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي بسبب أزمة الصواريخ في كوبا عام 1962، أثبتت أنه عندما يصل التهديد لشواطئ الولايات المتحدة فإن هذه الاستراتيجية تفقد صلاحيتها".
وأكدت أن "عودة ترامب للنماذج القديمة المتمثلة بالتصريحات العلنية عن مواجهة عسكرية، تخيف بدرجة كبيرة العالم، لأن معظم الدول الغربية تؤمن بأنه حتى إذا أصبحت إيران دولة نووية وابتلعت السعودية أو إسرائيل، وإذا قامت كوريا الشمالية بابتزاز وتهديد كوريا الجنوبية واليابان؛ فإنه لن يحدث لهذه الدول أي شيء، فهي بعيدة عن تلك الصراعات المحلية".
ورأت أن الأمر المهم، و"هو منع الخلافات الدولية التي ستجرها رغم أنفها إلى الحرب"، مؤكدة أن "ترامب لا يلعب وفق هذه القواعد، وتصرفاته المشاكسة تجتث كل معنى عقلاني في تصرفاته، وتضعه كتهديد دولي فقط".
ولكن "من اعتادوا خلال عشرات السنين الماضية على خطاب هدفه الخفي الأساسي الدفاع عن الغرب، حتى بثمن جرائم غير محتملة في الهوامش، لا يخطر ببالهم أن هناك خطا متطرفا واضحا، يوجهه، ولا يرتبط بمواقف الجمهوريين أو الديمقراطيين"، وفق الكاتبة الإسرائيلية.
وأكدت غرينفيلد، أن "ترامب يرى نفسه بصورة واضحة كمندوب الجماهير، وكمن انتخب لمنصبه من أجل تحطيم أنظمة الكذب الاجتماعية والسياسية المتفق عليها، التي سيطرت على العالم منذ الحرب الباردة".