نشرت صحيفة "الكونفدنسيال" الإسبانية تقريرا، تحدثت فيه عن القوات الأمريكية الخاصة، التي أصبحت ضحية لنجاحها في عهد
ترامب. ومن المثير للدهشة أن ترامب لم يتوقف عن إسناد القوات الأمريكية الخاصة
مهام جديدة بشكل دوري منذ الأيام الأولى من اعتلائه سدة الحكم.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن عناصر
القوات الخاصة الأمريكية المزودين بأفضل التكنولوجيا الحديثة، يقودون عمليات جوية في الصومال وأفغانستان، أو قد يجوبون شوارع صنعاء، في اليمن، في حين لا يتوانون عن طرق الأبواب ودخول الكهوف، وفي بعض الأحيان، تقوم هذه القوات بتمشيط نهر التشاد بحثا عن أعدائها المطلوبين للعدالة.
وأوردت الصحيفة أن القوات الخاصة الأمريكية كُلفت في عهد ترامب بالكثير من البعثات والمهام، في حين أن هذه القوات لم تعد قادرة على مقاومة المصاعب التي تواجهها. فضلا عن ذلك، استنفدت القوات الأمريكية كامل طاقتها، مما جعلها على حافة الانهيار.
وأوضحت الصحيفة أن نزعة الاستخدام المكثف لقوة العمليات الخاصة الابتدائية للبحرية الأمريكية، نافي سيلز، ليس بالأمر الجديد في الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن عدد العمليات التي كلفت بها هذه القوة قد تزايد وبشكل كبير في سنة 2017.
ومن المفارقات أنه خلال الأشهر الستة الأخيرة من ولاية باراك أوباما، أمرت واشنطن بتنفيذ 21 عملية خاصة في جميع أنحاء العالم. أما في الأشهر الستة الأولى من ولاية ترامب، فقد أمرت الإدارة الأمريكية بشن مائة عملية خاصة، أي بنحو خمسة أضعاف مقارنة بالإدارة السابقة. وفي الأثناء، كانت غالبية هذه العمليات في اليمن.
اقرأ أيضا: امرأة تقود فصيلا بالمارينز لأول مرة بتاريخ الولايات المتحدة
ونقلت الصحيفة على لسان ألكسندر باول، كبير المحققين في مركز التحليل البحري، أن "القوات الخاصة الأمريكية قد تمر بفترات صعبة، بشكل عام. وأضاف باول أن "العديد من قادة قوات العمليات الخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، قد سلطوا الضوء منذ وقت طويل على معدلات البعثات وعمليات نشر القوات الأمريكية الخاصة، التي لا يمكن تحملها، والتي تتبع وتيرة غير مستدامة. كما أشار هؤلاء القادة إلى خطر "حرق" القوات الخاصة الأمريكية. وعلى الرغم من تزايد عدد عناصر قوات العمليات الخاصة الأمريكية، إلا أن الطلب لا يزال أكبر بكثير من العرض".
وبينت الصحيفة أنه كلما ازداد عدد العمليات التي تشنها القوات الخاصة الأمريكية، كلما تنامى عدد الحوادث بين صفوفها. وتجدر الإشارة إلى أنه في شهر كانون الثاني/ يناير سنة 2017، توج الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بداية ولايته بعملية عسكرية غير متكافئة في اليمن، أدت إلى إلحاق جملة من الأضرار بالقوات الخاصة الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بدلا من تعزيز صفوف القوات الخاصة بالأفراد، قام البيت الأبيض بمضاعفة الأعباء والعمليات التي تكلف هذه القوات. فعلى سبيل المثال، تضاعفت ميزانية قيادة العمليات الخاصة في الجيش الأمريكي، أربع مرات. في المقابل، دعمت صفوف القوات الخاصة الأمريكية بنسبة 16 بالمائة فقط. وفي ذلك الوقت، لم يتردد الرئيس باراك أوباما في مضاعفة العمليات العسكرية.
وأضافت الصحيفة أن الاحتجاج في وجه الأعباء المبالغ فيها التي تثقل كاهل القوات الخاصة الأمريكية ليس بالأمر الجديد. ففي سنة 2013، كشف وليام مكرافن، الذي كان يرأس قيادة العمليات الخاصة للجيش الأمريكي آنذاك، أن "القوات الخاصة الأمريكية ما فتئت تتهاوى وفقا لوتيرة متسارعة". وفي سنة 2015، اعترف خلفه، الجنرال جوزيف فوتيل، أمام الكونغرس بأن "عناصر القوات الخاصة الأمريكية وعائلاتهم تعيش في ظل حالة من التوتر غير مسبوقة".
وبينت الصحيفة أن دونالد ترامب، يعمل، في الوقت الحالي، على اتباع الإستراتيجية ذاتها، التي ساهمت في تعميق حجم الأعباء المسلطة على القوات الأمريكية الخاصة التي أنهكت قواهم. من جهته، دافع المستشار الأول لشؤون الأمن القومي السابق، مايكل فلين، عن إستراتيجية ترامب عندما كان جزءا من إدارته، حيث أكد أنه "يجب البحث عن المتطرفين أينما كانوا...".
وأوردت الصحيفة تصريحات ألكسندر باول، الذي أوضح أن "الخبراء لم يتمكنوا بعد من بلورة "عقيدة ترامب"، لكن من الممكن القول إن منهج ترامب يميل إلى استخدام القوة. وعموما، منذ اعتلاء ترامب سدة الحكم، تضاعفت أعداد الهجمات الانتقائية، كما تزايدت الهجمات ضد تنظيم الدولة بشكل كبير.
وفي الختام، أقرت الصحيفة بأنه وفي الوقت الذي يرغب فيه البيت الأبيض في تعزيز الميزانية العسكرية بنسبة تسعة بالمائة، تعارض جهات أمريكية هذا القرار. في المقابل، ومما لا شك فيه أنه في عهد ترامب، تتفوق الصقور على الحمام، أي أن البقاء للأقوى دائما.