هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا، تقول فيه إن وزيرا بريطانيا دعا لقتل المتطوعين في تنظيم الدولة في العراق وسوريا؛ حتى لا يعودوا إلى بريطانيا.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن الوزير روري ستيوارت، قوله إن من يعتنقون الإسلام ويسافرون للمشاركة في جماعات إرهابية مدانون بأبشع أنواع الإرهاب، والطريقة الوحيدة للتعامل معهم هي قتلهم "فردا فردا".
وتعلق الصحيفة قائلة إن تصريحات ستيوارت جاءت بعد أيام من مراجعة مستقلة لقوانين الإرهاب، قام بها المحامي ماكس هيل، دعا فيها للسماح بعودة الشبان الذين يتعرضون "لغسيل دماغ" إلى بريطانيا، ومساعدتهم على الاندماج من جديد في المجتمع.
ويورد التقرير نقلا عن هيل، قوله إن "جيلا من الشباب الذين سمحوا بطريقة ساذجة لأنفسهم بالسفر
والانضمام لتنظيم الدولة، قبل أن يحاولوا العودة إلى بريطانيا، لا يستحقون فقدانهم".
وقال ستيوارت: "لقد جنوا على أنفسهم فعلا، وسيواجهون جريرة ما فعلوا". وأضاف قائلا إن "هؤلاء تخلوا عن أي ولاء للحكومة البريطانية.. إن هؤلاء كرسوا أنفسهم بالمطلق للدولة الإسلامية وإنشاء الخلافة، ويؤمنون بعقيدة كراهية تدعوهم لقتل أنفسهم وقتل الآخرين، واستخدام العنف من أجل بناء دولة تعود للقرن السابع أو الثامن الميلادي".
وتابع ستيوارت، الذي كان يتحدث للمحطة الخامسة في راديو "بي بي سي" قائلا: "ولهذا يجب أن نكون جادين في مواجهة هؤلاء الناس، وهم يمثلون خطرا كبيرا علينا، وللأسف، فإن الطريقة الوحيدة للتعامل معهم هي قتلهم واحدا تلو الآخر".
وتشير الصحبفة إلى أن حوالي 850 بريطانيا سافروا إلى سوريا، حيث يعتقد أن نصفهم عاد الآن، لافتة إلى أن هناك مخاوف من عودة الكثيرين بعد خسارة التنظيم مناطقه في العراق وسوريا.
ويلفت التقرير إلى أن تصريحات ستيوارت أعقبت ما قاله وزير الدفاع مايكل فالون في بداية هذا الشهر، حين قال إن أي شخص اختار السفر والمشاركة في قتال تنظيم الدولة يواجه خطر القتل. وأضاف فالون:"لو كنت بريطانيا في العراق وسوريا، واخترت القتال مع تنظيم الدولة -وهو منظمة غير شرعية تقوم بإلهام أتباعها للقيام بأعمال إرهابية في شوارعنا- فإنك تكون قد جعلت نفسك هدفا، وفي كل يوم أو ساعة فأنت عرضة لصواريخ سلاح الجو الملكي أو الصواريخ الأمريكية".
وتفيد الصحيفة بأن دعوة المحامي هيل، الذي دعا إلى دمج المقاتلين من جديد في المجتمع، لقيت دعما من عضو لجنة الشؤون الداخلية في البرلمان النائب أندرو روزيندل، الذي قال: "الافتراض يجب أن يكون أن الناس الذين قرروا الانضمام لتنظيم الدولة يجب التعامل معهم من خلال القانون الجنائي، إلا في حال وجود سبب جيد لعدم فعل هذا"، وأضاف أن "تنظيم الدولة هو منظمة بربرية تريد القيام بأعمال إرهابية في بريطانيا، ويجب عمل كل شيء لوقف داعميها من المشاركة في هذه الجرائم".
ويستدرك التقرير بأن ستيوارت يرى أن الذين اعتنقوا عقيدة الجماعات الجهادية يؤمنون "بعقيدة كراهية متطرفة"، ويعتقد أن المئات من البريطانيين سافروا للانضمام إلى تنظيم الدولة في العراق وسوريا خلال السنوات الماضية.
وتنقل الصحيفة عن المبعوث الأمريكي الخاص لدول التحالف بريت ماكغيرك، قوله إن المهمة تقوم على قتل كل أجنبي سافر للمشاركة مع تنظيم الدولة، مشيرة إلى أن ستيوارت سئل عن تعليق ماكغيرك بأن المقاتلين الأجانب لن يعودوا إلى بلادهم الأصلية وأنهم سيموتون في الرقة أو أي مكان شاركوا فيه.
وينوه التقرير إلى أن قوات التحالف قامت بتزويد المقاتلين الأكراد بقائمة من الصور والأسماء التي يستطيعون من خلالها تحديد المقاتلين الأجانب قبل أن يتمكنوا من الفرار.
وقال ستيوارت، الذي عمل دبلوماسيا في السابق، إن "المقاتلين الأجانب هم قتلة يذبحون، ويأخذون النساء والأطفال رهائن، ويعذبون ويقتلون، ويحاولون فرض رؤيتهم بالعنف". وأضاف: "ردنا على هذا هو التعامل معه"، مؤكدا أن بريطانيا كانت واضحة في منع الانضمام لهذه الجماعة الإرهابية.
وقال ستيوارت: "لو كنت راغبا بخدمة وطنك، أو تريد محاربة الإرهاب، فما عليك إلا أن تقدم طلبا للانضمام إلى الجيش أو الشرطة أو خدمات الاستخبارات، وسندربك ونعمل معك بطريقة قانونية"، وأكد أن سياسة بريطانيا بتغيير بشار الأسد لم تتغير، وعلق قائلا: "أعتقد أنه لا شك بأن سيطرته ووحشيته تظل هشة".
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول ستيوارت: "سياسة بريطانيا تقوم على ضرورة تنحي الأسد عن السلطة، ونحن بحاجة لحكومة انتقالية؛ لأنه طالما ظل هذا الرجل في الحكم فإنه من الصعوبة بمكان الحفاظ على مستقبل سوريا".