هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يشهد إقليم كردستان العراق حراكا سياسيا، تقوده أكبر أحزاب المعارضة الكردية داخل الإقليم لإيجاد مخرج للأزمة بين بغداد وأربيل، حيث يطالب بحل رئاسة الإقليم وتشكيل حكومة جديدة تدير المفاوضات مع بغداد.
لكن صحيفة تركية، ذهبت إلى أبعد من ذلك، إذ نشرت "يني شفق" تقريرا قالت فيه إن جهودا حثيثة تجري في مدينة السليمانية لإنشاء حكومة جديدة في كردستان العراق، للإعلان بعدها عن جعل السليمانية عاصمة جديدة للإقليم بدلا عن أربيل.
ونقلت الصحيفة عن الخبير السياسي التركي، صبحي ساتجي، قوله إن "الاستفتاء غير توازن القوى في إقليم كردستان العراق معقل البارزاني، فإن جهودا حثيثة تبذل في منطقة السليمانية التي يتمتع فيها الطالباني بتأثير واسع لإنشاء حكومة جديدة، والإعلان بعدها عن جعل السليمانية، وليس أربيل عاصمة في المرحلة الجديدة التي تمرّ بها المنطقة".
وشدد على أنه "لا مفرّ من نظام إدارة ذات مجلسين في كردستان، عاصمتها السليمانية وليس أربيل، لأن الاستفتاء كان بمثابة انتحار سياسي لمسعود بارزاني"، متوقّعا "انتهاء دور البارزاني في السنوات القليلة القادمة".
اقرأ أيضا: في ظل تعنت الأطراف.. أزمة بغداد وأربيل إلى أين؟
"حل الرئاسة"
وتعليقا على الموضوع، قال النائب في البرلمان العراقي عن الجماعة الإسلامية الكردية، زانا سعيد لـ"عربي21" إن "إقليم كردستان يشهد حراكا سياسيا، وأصدرت ثلاث حركات سياسية بيانا مشتركا تضمن نقاطا عدة عن المرحلة المقبلة".
وأوضح أن "حركة التغيير، والجماعة الإسلامية، والتحالف من أجل الديمقراطية والعدالة بزعامة برهم صالح رئيس حكومة الإقليم السابق، وهي أكبر أحزاب المعارضة، دعت في بيانها للحفاظ على الكيان السياسي لإقليم كردستان".
ودعت أيضا، بحسب سعيد، إلى "مواصلة الجهود مع القوى والأطراف السياسية في إقليم كردستان لتشكيل حكومة مؤقتة عبر البرلمان لإدارة ملف التفاوض والحوار الشامل مع الحكومة الاتحادية والتهيئة لإجراء انتخابات نزيهة بإشراف منظمات دولية، وإنجاز مشروع مسودة إقليم كردستان الذي يضمن تثبيت النظام البرلماني".
وأشار إلى أن "هذه الأحزاب تشدد على أن يكون التعامل مع الحكومة العراقية مع المناطق المتنازع عليها وفق الدستور وأن تعمل لتهدئة الأوضاع في تلك المناطق".
وأردف سعيد قائلا إن "الحركات الثلاث طالبت بحل مؤسسة رئاسة إقليم كردستان وإعطاء صلاحياتها إلى برلمان وحكومة كردستان، وأن يكون برلمان كردستان هو مصدر القرار وتشريع القوانين ولا أي سلطة سياسية فوقه".
وأضاف أن "السعي مستمر في هذا الإطار، لأن الحكومة الحالية التي تسببت في أزمة مع بغداد غير قادرة على الدخول في تفاوض وحل المشاكل، ولابد من وجود وجوه جديدة لقيادة هذه العملية".
ونفى سعيد أن تكون السليمانية هي كردستان الجديدة، بالقول إنه "ليس هناك أي تخطيط لأن تكون السليمانية عاصمة جديدة، وإن أي قرار يجب أن يتخذ من أربيل، لكن السليمانية هي مركز لقيادة هذه التحركات باعتبار أن قيادات هذه الحركات أغلبها متواجد فيها".
اقرأ أيضا: أحزاب كردستان تخرج بموقف موحد حول إلغاء الاستفتاء والحوار
"نيجيرفان المنقذ"
وبشأن التواصل مع أطراف من الحزب الديمقراطي الكردستاني، قال سعيد: "لا يمكن تهميش الحزب الديمقراطي ويجب مخاطبة الجناح المعتدل داخله، حتى يكون عاملا مساعدا لتمرير هذا المشروع والمرحلة الصعبة في الإقليم".
وتابع: "نعلم أن هناك أصواتا معتدلة داخل الحزب الديمقراطي وعلى رأسهم نيجيرفان البارزاني رئيس الحكومة، والذي من المؤمل أن يكون هو المنقذ للوضع الذي تسبب فيه الحزب الديمقراطي الكردستاني".
وعلى الصعيد ذاته، قال النائب عن حركة التغيير الكردية محمود رضا، الثلاثاء، إن مباحثات سياسية كثيفة تجري لتشكيل تحالف كردي واسع لإسقاط حكومة الإقليم، لافتا إلى أن حركات سياسة وأحزابا تتبنى ذلك الموضوع بشكل مطلق.
وأوضح في تصريح لمواقع محلية أن "الهدف من إعلان التحالف هو التهيئة والاتفاق على إسقاط نظام الحكم في الإقليم وطرد مسعود البارزاني ورئيس الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني بدعم من الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي".
اقرأ أيضا: أول رد من نجل الطالباني على تهم الخيانة وتسليم كركوك (شاهد)
وبين رضا أن "التحالف سيعمل على إزاحة من تسبب في تجويع وتهجير وانتكاسة الأكراد"، مردفا: "في حال امتناع الأحزاب الرئيسية عن الاستجابة سيتم النزول إلى الشارع واتخاذ جميع الخيارات الدستورية والقانونية لمنع تفرد عائلة البارزاني في السلطة".
ولفت إلى أن "التحالف وبعد تشكيل الحكومة سيفتح باب الحوار على مصراعيه مع الحكومة الاتحادية التي ترحب بأي مبادرة سياسية كردية دون البارزاني فضلا عن تحديد موعد لإجراء انتخابات شفافة تحت إشراف الحكومة الاتحادية والأمم المتحدة".
وحاولت "عربي21" أخذ تعليق من كفاح محمود، المستشار الإعلامي لرئيس إقليم كردستان العراق، لكنه اعتذر عن التصريح.
وكان بافل طالباني، نجل زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني الراحل، جلال طالباني، أعلن الاثنين، أنه سيزور بغداد قريبا لفتح حوار بناء وفق الدستور، مؤكدا عدم وجود أي اتفاق مع بغداد حول أحداث كركوك الأخيرة.
وقال الطالباني إن أولوية الحوار ستكون في حل أزمة كردستان وكركوك، مشددا على أن "تقسيم إقليم كردستان أمر كارثي"، نافيا في الوقت ذاته وجود أي اتفاق مع بغداد حول أحداث كركوك الأخيرة، حسبما نقلت قناة "تي آر تي" الكردية.