هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حصلت "عربي21"، الثلاثاء، على معلومات تفيد بأنه تم نقل عدد من المعتقلين اليمنيين المضربين في سجن تديره دولة الإمارات في مدينة عدن (جنوبا) إلى المستشفيات، بعد تدهور حالتهم الصحية جراء الإضراب المفتوح عن الطعام الذي دخل يومه الرابع.
وقال مصدر من داخل السجن إن "120 معتقلا في سجن ما يعرف "بئر أحمد" غربي عدن، الذي تشرف عليها القوات الإماراتية المشاركة ضمن قوات التحالف العربي بقيادة السعودية، يعيشون ظروفا صعبة للغاية، بسبب الانتهاكات التي يتعرضون لها على مدى أكثر من 19 أشهر.
وأكد المصدر أن الإضراب تسبب في تدهور بعض المعتقلين الذين تم نقلهم إلى المستشفيات من قبل القوات الإماراتية وحلفائها المحليين، دون أن يكشف عن عددهم".
وأضاف المصدر، مشترطا عدم ذكر اسمه لحساسية الأمر لـ"عربي21" أن السجن الواقع وسط معسكر تابع للتحالف، والذي يتألف من 60 زنزانة، في مساحة تقدر بنحو أربعين مترا مربعا.
وبحسب المصدر، فإنه يتم معاملة السجناء الذي أعلنوا إضرابا مفتوحا عن الطعام قبل أيام، معاملة سيئة جدا، يتعرضون فيها لكل أساليب التعذيب النفسي والجسدي، والتي انتهت بوفاة أحد المعتقلين ويدعى "البراء".
وأشار المصدر أنه تناوب على إدارة السجن، شخصيتين يمنيتين مواليتين لحكومة "أبوظبي"، الأول "عبد الله الفضلي" والحالي "غسان العقربي".
وقفة احتجاجية
بموازاة ذلك، نظمت أسر وأهالي المعتقلين في السجن الذي تديره القواتِ الإماراتية ، وقفة احتجاجية في عدن، المدينة التي تتخذ منها الحكومة الشرعية مقرا لها، تضامنا مع أبنائهم الذي أعلنوا إضرابا مفتوحا عن الطعام، قبل أربعة أيام، وسط تأكيدات بتدهور الأوضاع الصحية لبعضهم.
الوقفة احتجاجية التي نفذت أمام المجمع القضائي ومقر المحكمة العليا للجمهورية بمدينة عدن، الثلاثاء، طالبت في بيان صادر عنها، بتقديم ذويهم للمحاكمة، وتحديد تهم ضدهم ومعاقبتهم أو إطلاق سراحهم.
وحمل البيان قوات التحالف العربي ودولة الإمارات والحكومة الشرعية المسؤولية الكاملة عن صحة وسلامة المعتقلين خصوصا بعد تردي أوضاعهم الصحية جراء الإضراب ونقل جزء منهم إلى مستشفيات خارج السجن.
واتهم البيان إدارة السجن بممارسة انتهاكات جسيمة بحق المعتقلين لإجبارهم على إنهاء الإضراب، محذرا من التمادي في الانتهاكات وحملتهم مسؤولية سلامتهم.
كما ناشدت الأسر والأهالي كل المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية بـ"إنقاذ حياة" المعتقلين المضربين عن الطعام في سجن بئر أحمد.
تحريك المياه الراكدة
من جهته، قال الصحفي والناشط الحقوقي أدهم فهد، إن إعلان المخفيين قسرا اضرابا مفتوحا عن الطعام في عدن، يعد تطورا لافتا ويعكس مدى تدهور الوضع الحقوقي، بعد مضي أكثر من عام على احتجاز العشرات منهم.
وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21" أن هذه الخطوة تأتي بعد أن يأس المخفيون من نتائج متابعات أهاليهم لدى الجهات الحكومية، والتي لم تعترف أصلا بالسجون السرية، سجن "بئر أحمد" واحدا منها.
وبحسب الصحفي فهد فإن هؤلاء المعتقلين يعيشون ظروفا إنسانية صعبة، فلا يسمح لهم بالزيارات، أو حتى التواصل مع أهاليهم، فضلا عن توجيه أي تهم ضدهم.
وأبدى تفاؤله بأن يحرك هذا الإعلان من قبل المعتقلين المياه الراكدة في ملف الانتهاكات بالمحافظات الجنوبية، وعلى رأسها العاصمة المؤقتة عدن. لافتا الى أن الإماراتيين قد يرضخوا في حال ما تواصل الضغط الشعبي الموازي لضغط المنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام، وهذا ما يتمناه المخفيون قسرا وأهاليهم في الأساس. حسب وصفه
ودخل الإضراب المفتوح الذي أعلنه معتقلون ومخفيون قسر في سجن بئر أحمد، يومه الرابع، وهو الأولى من نوعه في السجون السرية التي تديرها قوات إماراتية، احتجاجا على سوء معاملتهم وعدم تقديمهم للقضاء أو إطلاق سراحهم.