هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
طرحت الغارات التي تعرضت لها مدينة درنة (شمال شرق ليبيا)، والتي أسفرت عن قتلى منهم أطفال تساؤلات حول هوية الطيران الذي نفذ الهجمات الليلية.
وذكر مصدر في المدينة لـ"عربي21"، أن "حصيلة القتلى ارتفعت منذ الصباح إلى 18 شخصا بعدما توفى طفلين داخل غرفة العمليات، ووصل عدد الجرحى إلى ما يقرب من 30 جريحا، مبينا أن الوضع الأمني مستقر".
طيران مصري
مسؤول الملف الأمني في درنة، يحيى أَسطى عمر، أكد أن الطيران الذي شنّ هذه الغارات هو طيران مصري، وأنه قصف المدينة للمرة الخامسة، لافتا إلى أن الغارات استهدفت عائلتين كانتا مجتمعتين في مناسبة شعبية.
من جهته، دان المجلس الرئاسي الغارات على المدينة، متوعدا بكشف من يقف خلفها واتخاذا الإجراءات اللازمة لمعاقبته، دون ذكر هوية الطيران أو توجيه اتهامات لأحد بعينه.
وكان عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري حماد القسط، صرح الإثنين أن "هناك ترتيبات بين القوات المسلحة المصرية والليبية لتوجيه ضربات عسكرية ضد بقايا تنظيم "داعش" في ليبيا.
طيران "حفتر"
وكشف رئيس المجلس العسكري صبراتة (غرب ليبيا)، العميد الطاهر الغرابلي، أن "الطيران لايعدو كونه تابع لـ"خليفة حفتر" وأنه خرج من مطار بنينا أو مطار الأبرق الخاضعين لحفتر، وأن الأخير لديه عدد من الطائرات التي يمكنها تنفيذ هذه الغارات الليلية، هذا من ناحية".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21"، أنه "يتوقع أيضا أن يكون الطيران مصريا خرج من قاعدة محمد نجيب الجديدة، والتي تبعد عن ليبيا 400 كيلو مترا فقط، وهذا هو المرجح أكثر، وأنه تم تنفيذ 6 غارات تقريبا"، حسب قوله.
وعن سبب استهداف "درنة" تحديدا، أشار العميد الليبي التابع لحكومة الوفاق، إلى أن "السبب هو رفض المدينة للحكم العسكري ووجود حفتر في المشهد، ولأن درنة مدينة متحررة وبها تركيبة سكانية تشمل كل قبائل ليبيا، كما أن منطقة الفتائح المستهدفة هي معقل قبيلة العبيدات والتي يريد حفتر سر شوكتها وإخضاعها، كونها تساند اللواء سليمان العبيدي (المنشق عن حفتر مؤخرا)".
جريمة حرب
وأكد عضو المؤتمر الوطني السابق، فوزي العقاب، أن "الهجوم الإرهابي على درنة يعد جريمة حرب كاملة الأركان ويجب على مجلس الأمن المسؤول عن حماية المدنيين في ليبيا أن يقوم بحماية الأبرياء".
وأضاف لـ"عربي21"، أن "مدينة درنة تتعرض للإبادة حصارا وقصفا، ورغم أن بعض الروايات تؤكد أن الطيران مصري، لكن لم يتم التأكيد رسميا حتى الآن".
وقال رئيس منظمة التضامن الليبية لحقوق الإنسان، جمعة العمامي، إن "القصف ليس بجديد، فهو تكرار لما حدث من قبل، والمعلومات الأولية تشير إلى أن الجهات التي قامت بهذا القصف هي نفسها التي قامت بالقصف من قبل أي هي مصرية".
وتابع لـ"عربي21": "كالعادة ستبرر هذه الضربات باستخدام شماعة الإرهاب، أما بخصوص تأثير ذلك على العلاقة بين مصر وحكومة الوفاق، فلا أظن ذلك فـ"الوفاق" لم يدين الأحداث السابقة إلا من باب أنه لم يتم التنسيق معه، أي أنه موافق على هذه الاعتداءات ويعتبرها جزء من الحرب على الإرهاب"، وفق رأيه.
عملية أميركية
ورأى عضو منظمة "تكاتف" الليبية لمكافحة الفساد (مستقلة) أحمد التواتي، أن "هجوم درنة تزامن مع قيام فرقة أمريكية بعملية نوعية في مصراتة، واعتقلت أحد المطلوبين لديها في حادثة اغتيال السفير الأمريكي، وقد يكون لهذه الضربة رابط بتلك ومحاولة لتشتيت الانتباه عن تلك العملية".
لكنه استبعد أن "تكون زيارة السيسي لفرنسا لها أي علاقة أو أن تكون فرنسا أعطت الضوء الأخضر لمصر في ضرب أي أهداف في ليبيا، رغم تشديد السيسي أنه مضطر لذلك لحماية أمنه القومي"، كما قال لـ"عربي21".
لكن الناشطة في المجتمع المدني الليبي، غالية بن ساسي، رأت من جانبها؛ أن "هذا القصف قد ينسف مسار الحوار ويؤجج الصراعات"، مضيفة لـ"عربي21": أن "هدفه كسب الوقت حتى شهر ديسمبر وهي مدة انتهاء الاتفاق السياسي، حتى تصبح ليبيا دولة تحت حكم العسكر"، حسب تقديرها.
وتواصلت "عربي21" مع مسؤولين أمنيين وسياسيين في مدينة درنة للوقوف على طبيعة وهوية الغارات الليلة لكنعهالم نتلق أي تأكيدات حتى كتابة هذه السطور.
من جهتها، نفت القوات التابعة للبرلمان الليبي بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، منذ قليل علاقتها بالضربات، أو قيام طيران تابع لها بالقصف، واصفة ما حدث بأنه عمل إرهابي من قبل إرهابيين في ضواحي مدينة درنة الشرقية، وأمرت القوات بفتح تحقيق فني في الواقعة"، حسب بيان.
نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على تويتر أكدوا أن بصمات القوات المصرية التي تتبع نظام الانقلاب تظهر واضحة على هجوم درنة، مؤكدين أن السيسي ونظامه يريد خلق أعذار واهية له بأنه يحمي أمنه القومي، وبالتالي يوجه بوصلة هجماته تجاه النساء والأطفال في ليبيا.
طيران الاحتلال يقصف غزة...
وفي ذات الوقت طيران السيسي يقصف درنة في ليبيا...
والضحايا بالعشرات...
تشابه الإجرام والحقد
— د. ابراهيم حمامي (@DrHamami) 30 أكتوبر، 2017
قصف جوي جديد على #درنة الليبية.. مقتل 14 مدنيا وجرح أكثر من 25 معظمهم من النساء والأطفال ومسؤولون يؤكدون أن الطائرة مصرية pic.twitter.com/G292NcU5Fr
— قناة الجزيرة (@AJArabic) 31 أكتوبر، 2017
#درنة
ارتفع عدد شهداء القصف الجوي المصري على مدينة #درنة مساء الْيَوْمَ الى 22 شهيدا بينهم 5 نساء ، وأكثر من 46 جريحا حتى الآن
#ليبيا#مصر
— مصراته الصمود (@j1_q5) 30 أكتوبر، 2017
السيسي سيناء مش قادر يسيطر عليها. وحفتر الجثث مرمية في بنغازي ويجي يقصفلك درنة بحجة انها مليانه ارهابيين !!
والمستحمر يبرر !!
#درنة_تقصف
درنه تحت القصف— عبدالله (@HerrEsharif) 31 أكتوبر، 2017
— جيهان السادات باليبي (@jely20201414) 30 أكتوبر، 2017