هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نفى حزب الحركة الوطنية المصرية، الذي يترأسه الفريق أحمد شفيق، صحة ما نشرته تقارير صحفية بوجود عرض إماراتي لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، يقضي بعودة "شفيق" إلى مصر مقابل عدم ترشح الأخير للرئاسة، مؤكدا أن هذا أمر عار تماما عن الصحة، وأنه تزييف لما وصفه بالحقائق.
وقال الحزب- في بيان له، الخميس، وصل إلى "عربي21" نسخة منه-: "الوحيد الذي بيده قرار الترشح للرئاسة وقرار العودة إلى الوطن هو الفريق شفيق ذاته دون غيره، وبالتالي فإن أي أكاذيب تروج حول هذا الشأن هي والعدم سواء".
وأضاف: "كل من شاركوا في حياكة تلك القصة الخبرية المزيفة المنسوبة للفريق، إنما هم قوم يعيشون فوق أرض تتنفس زيفا ورياء، وقريبا سوف ندع الحقيقة تصرخ بذاتها عاليا لترتقي نفوسنا التي أرهقت من الأكاذيب فوق القمم"، بحسب قوله.
من جانبه، أكد نائب رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية اللواء رؤوف السيد، أن الحزب يجهز لمؤتمر صحفي عالمي خلال الشهر الجاري، للرد على كل التساؤلات والأمور المثارة خلال الفترة الأخيرة، لافتا إلى أنه سيتم دعوة وسائل الإعلام كافة في الداخل والخارج.
وشدّد على أن "الحزب يسير بخطي ثابتة ويعمل وفق إطار مؤسسي، وجميع خطواته محسوبة في إطار من الدستور والقانون، وبما يخدم الدولة، ويثري الحياة السياسية، ويزكي التجربة الديمقراطية التي تحتاجها البلاد خلال الظرف الراهن"، مؤكدا أنهم يراهنون على "وعي وذكاء رجل الشارع، وندرك أن مصر تمر بمرحلة تحتاج فيها إلى تضافر جهود كل أبنائها".
بدوره، أكد الناشط السياسي المصري، حازم عبدالعظيم، وهو أحد المقربين من "شفيق"، أن المعلومات التي لديه تؤكد يقينا أن "شفيق" سيخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأن الإعلان عن هذا الأمر رسميا بات مسألة وقت ليس إلا، وعقب الانتهاء من بعض الأمور والترتيبات التي تخصه، لافتا إلى أن معلوماته يستقيها من "شفيق" نفسه ومن شخصيات قريبة جدا منه.
وأشار – في تصريحات خاصة لـ"عربي21"- إلى أنه على اتصال دائم بـ"شفيق"، وأنه تحدث معه منذ فترة قريبة جدا، مؤكدا أن "شفيق" جاد للغاية في ترشحه لانتخابات الرئاسة، وأنه لم يفكر قط في التراجع عن هذا الأمر، بل على العكس كل يوم يمر يصبح أكثر حماسا وإصرارا على موقفه.
وتوقع "عبدالعظيم" إعلان "شفيق" ترشحه بشكل رسمي للانتخابات قبل فتح باب الترشح للرئاسة بثلاثة أشهر أو قبل ذلك بقليل، وأن هذا "الإعلان قد يكون في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر أو 8 كانون الأول/ ديسمبر، حيث إنه من المقرر فتح باب الترشح للرئاسة في 8 شباط/ فبراير 2018"، داعيا "شفيق" إلى الخروج عن صمته والتحدث بنفسه وإعلان قراره في أقرب وقت.
وأكد أن "الفريق شفيق لايزال يتمتع بشعبية كبيرة وأرضية جماهيرية عريضة"، بخلاف "السيسي" الذي أكد أن شعبيته لا تزيد عن "40% بأي حال من الأحوال، وأن مصدر قوته الوحيد يتمثل في دعم مؤسسات الدولة له وليس الشعب".
وقال: "لست متحدثا باسم حملة شفيق أو عضوا فيها، ولن أكون، لأنني لن أشارك بأي حملات انتخابية مرة أخرى، بعد الخطيئة الكبرى التي وقعت فيها سابقا بمشاركتي في حملة السيسي الانتخابية، ولست محسوبا على أحد بعينه، وسأدعم أي مرشح للرئاسة بشرطين؛ أن يكون معارضا بشكل واضح للسيسي، وأن يكون لديه فرصة حقيقية للفوز في الانتخابات".
ورأى "عبد العظيم"، الذي شغل سابقا منصب أمين الشباب بالحملة الانتخابية للسيسي، أن "السيسي مرعوب جدا من شفيق، لأنه يتمثل الخطر والتهديد الحقيقي له"، مضيفا: "إذا كان السيسي خائفا من المعارضة بنسبة 50%، فهو في حالة رعب من ترشح شفيق وانضمام المعارضين بنسبة تتجاوز الـ 90%".
ونوه "عبد العظيم" إلى أن "شفيق يتوقع كل أنواع التشويه والتجريح من منظومة السيسي الإعلامية الفاسدة، التي تنفذ تعليمات الأجهزة السيادية، وهو الأمر الذي ظهر بوضوح عقب مداخلته مع الإعلامي وائل الإبراشي وتصريحه بشأن حادث الواحات".
وذكر أن وضع المعارضة في الداخل والخارج حاليا أصبح "أفضل كثيرا عما كانت عليه في السابق، حيث قلّت الخلافات والمزايدات بشكل كبير، بل وأصبح هناك اتصال وتنسيق مشترك بين الكثيرين منذ نحو شهرين، وقد ينعكس هذا التنسيق على العمل على أرض الواقع خلال الفترة المقبلة، وظهور مرشح قوي ضد السيسي، سيكون بمنزلة المغناطيس الذي سيلتف حوله الجميع لفتح صفحة جديدة، وبدء مرحلة مختلفة".
وشدّد على أن معركتهم مع السيسي "لن تكون سهلة بكل المقاييس، لأنه يدرك أن إبعاده عن كرسي الحكم سيكون له ما بعده، فضلا عن أن مصير الكثيرين أصبح مرتبطا بمصير السيسي"، مضيفا: "في حالة تأييد أغلبية الشعب لشفيق ربنا يستر على البلد، لأن ذلك معناه إنهاء نظام طنطاوي - السيسي برمته ومجموعة المنتفعين حوله، النافذين في أماكن مؤثرة في جهات سيادية في الدولة ومنظومة إعلامية فاسدة بالكامل ستسقط".
وفي 27 أيلول/ سبتمبر الماضي، انفردت "عربي21" بنشر معلومات تشير إلى أن "شفيق" حسم موقفه بشكل نهائي من المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وأنه قد يعلن قرار ترشحه رسميا للانتخابات خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر.
وفي 24 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قال "شفيق"، في تصريحات صحفية، إن قراره النهائي بشأن مشاركته فيها سيُعلنه خلال أيام. وهو الأمر الذي يأتي تأكيدا لانفراد "عربي21".
وتعرض "شفيق" لحملة انتقاد وتشويه واسعة، وذلك عقب بيانه الذي أدان فيه "التقصير" في حادث بالواحات، الذي أسفر عن وفاة 16 من قوات الشرطة وإصابة 13 آخرين، بحسب بيان وزارة الداخلية.
وأكد المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة أن "حملة الانتقادات التي وجهت إليه لا تشغل اهتمامه؛ لأنه لا ينظر خلفه".
وأحمد شفيق (76عاما)، وهو آخر رئيس وزراء لمصر في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، اتجه عقب خسارته في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة أمام محمد مرسي في 2012، مباشرة، لدولة الإمارات، ليشغل منصب المستشار السياسي لرئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وما زال يقيم فيها حتى الآن.