هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير معصوم مرزوق، دعمه الكامل للناشط الحقوقي، والمرشح المحتمل للرئاسة، خالد علي، في الانتخابات المقبلة المقررة منتصف العام المقبل، مشدّدا في الوقت ذاته على أنه ملتزم بالقرار النهائي الذي سوف تتخذه الجبهة المعارضة التي يُجرى تشكيلها داخل مصر حاليا.
وقال في بيان له، الثلاثاء، وصل "عربي21" نسخة منه: "مع اقتراب الموعد الدستوري لانتخابات الرئاسة في مصر، تزايدت التكهنات وبدا واضحا أن سلطة الحكم لا تريد إجراء هذه الانتخابات نظرا لإدراكهم بالانخفاض الهائل لشعبية الرئيس التي ترتبت على الفشل الواضح في إدارة شؤون البلاد خلال السنوات الماضية، فتارة يعلن أنصار الحاكم في مجلس النواب عزمهم على تعديل الدستور بهدف زيادة عدد سنوات الحكم إلى ستة أعوام وربما أكثر، وتارة يتم دس أخبار عن نية البعض الآخر التقدم بتعديل يضمن للرئيس الحالي البقاء في منصبه مدى الحياة".
وأضاف: "عندما ووجهت هذه الاقتراحات المنافية للدستور وللعقل باعتراضات شديدة، شهدت مصر على مدى الأشهر السابقة حملات تشويه واغتيال معنوي لأي شخصية يشتبه في أن لديها شعبية بين الجماهير بما يؤهلها لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، ووصلت هذه الحملات إلى درجات متدنية من البذاءات والشتائم والاتهامات الكاذبة".
وتابع: "لم يكتف بعض زبانية الإعلام والمتسلقين على جدران السلطة بذلك، فقد بدأوا في إطلاق حملات انتخابية لدعم الرئيس الحالي، بالمخالفة لقانون الانتخابات نفسه الذي يحدد موعد بدء مثل هذه الحملات، ومن المحزن أن تلك الحملات شهدت ضغوطا على بعض العاملين في مؤسسات الدولة للتوقيع على استمارات بتأييد الرئيس، كما عُقدت اجتماعات وندوات في مقار أجهزة رسمية وشبه رسمية مثل النقابات وغيرها لنفس الغرض" .
وأردف:" يعلم شعب مصر أنني أعلنت في أكثر من مناسبة أنني سوف أسعى إلى بناء توافق يضم أكبر مساحة من الجماعة الوطنية في شكل جبهة تكون أولي مهامها إنقاذ مصر من التدهور المتتالي في كل أوضاعها السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والثقافية، على أن يكون من ضمن مهامها أيضا الاستعداد والتمهيد للتقدم بمرشح رئاسي توافقي في مواجهة الرئيس الحالي، وقد تم قطع شوط كبير في بناء هذه الجبهة في ظل تضييقات أمنية وحصار خانق للحياة السياسية في مصر".
واستطرد مرزوق قائلا:" لقد أوضحت في لقاءات عديدة دعمي لمبدأ خوض هذه الانتخابات في مواجهة رأي آخر محترم كان يري ولا يزال ضرورة المقاطعة لأن البدايات تنذر بالمآلات والنهايات، ولأن هذه السلطة لن توفر المناخ السياسي الذي يفترض توفره لأي انتخابات حرة ونزيهة".
وزاد: "مما لا شك فيه، أن كل القوي السياسية في مصر تتمسك ليس فقط بأهمية إلتزام السلطة بالضمانات الدستورية والقانونية لهذه الانتخابات، وإنما أيضا – وهو ما لا يقل أهمية – بتوفير المناخ السياسي الملائم لإجراء هذه الانتخابات، بما في ذلك الحياد المطلق لأجهزة الدولة وعدم تدخلها أو تأثيرها على العملية الانتخابية، بما في ذلك أجهزة القوات المسلحة والشرطة، مع توفير الحماية اللازمة للمرشحين سواء من الأخطار الأمنية أو من التشويه السافر والسافل الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام" .
وواصل مرزوق حديثه بالقول إن "الأخ المحامي المناضل خالد علي قد أعلن بالأمس عن رغبته وإرادته للتقدم لخوض الانتخابات الرئاسية، فإنني أود أن أعلن اليوم عن دعمي الكامل له، وهو رفيق رحلة نضال ظافرة من أجل الدفاع عن أرض مصر في تيران وصنافير، وأعلم جيدا مدى وطنيته وحرصه على بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة في مصر، مع احترامي بالطبع للقرار النهائي الذي سوف تتخذه الجبهة التي أشرف بعضويتها".
وأردف: "سوف يكون موقفي دائما ملتزما بما تعهدت به من عدم السماح بتمزيق جبهة الجماعة الوطنية، والحرص على عدم تكرار أخطاء الماضي بنزول أكثر من مرشح يمثل التيار المدني الديمقراطي، ومن أجل تكثيف الدعم لمرشح واحد كي يظفر بالتوفيق في هذه المعركة" .
ووجه مرزوق، الشكر لكل من كان يطالبه بالترشح، وخاصة هؤلاء الذين بذلوا جهدا في وسائل التواصل الاجتماعي في هذا الصدد، مطالبا الجميع برص الصفوف والتوافق على دعم المرشح التوافقي الذي تقدمه الجماعة الوطنية، لأن الأخطار التي تهدد الوطن قد وصلت إلى حدود خطيرة يتعين معها المسارعة بالتكاتف لوقف هذا الانهيار، وربما تكون رئاسة الجمهورية موقعا هاما لإنجاز هذه المهمة، ولكنها ليست الموقع الوحيد الذي نستطيع منه خدمة هذا الوطن العزيز .
وأضاف أن "التحديات التي تواجه شعب مصر تتطلب من الجميع التحلي بالإيثار وببذل كل الجهد من أجل إنقاذ الوطن، وليس لدي شك أن الشعب القائد سوف يكون الضمان الحقيقي للانتخابات وما بعدها، فقد عرفت معدن هذا الشعب بين رفاقي ونحن نعبر قناة السويس قبل 44 عاما، وسوف ينجلي هذا المعدن ويتجلى في الفترة القادمة كي يغلق صفحة الاستبداد وحكم الفرد، ويرفع المظالم عن كل المظلومين".
واختتم مرزوق بتأكيده أن "هذا البيان لا يعني بأي حال من الأحوال انسحابي من الحياة العامة، فلم نكن يوما طلاب سلطة لذاتها، ولسوف أظل جنديا أخدم مصر الغالية إلى آخر أيام حياتي من أي موقع يرى شعب مصر أنني قد أكون مفيدا فيه".