هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أطلق المجلس المصري للتغيير حملة بعنوان "لا والنبي ياعبدو"، بتوزيع ولصق منشورات الحملة في معظم ربوع البلاد، مطالبة بإسقاط الانقلاب العسكري، وتسْخر من ترشح قائده عبدالفتاح السيسي.
وأعلن المستشار السياسي والاقتصادي الدولي المصري، حسام الشاذلي، رسميا عن انطلاق فعاليات حملة المجلس المصري للتغيير؛ للمطالبة بإسقاط النظام العسكري، مؤكدا أن الحملة تشمل العديد من النشاطات السياسية والثورية المفاجئة، كما تحمل عنوانا من تراثنا المصري الأصيل، تحت اسم "لا والنبي يا عبدو".
وأضاف في بيان، الاثنين، حمل رقم (1) أن "وحداتنا الفرعية بأنحاء مصر بدأت في التواصل مع عموم الشعب، وتوزيع ملصقات ومنشورات الحملة، داعية الشعب للانتفاضة والثورة".
وكانت شخصيات مصرية معارضة من توجهات مختلفة قامت بإطلاق كيان مناهض للحكم العسكري في أيلول/ سبتمبر الماضي، حمل اسم "المجلس المصري للتغيير".
الحملة تحمل كثيرا من السخرية بالسيسي؛ حيث إن الاسم المختار لها يأتي من جذور شعبية، ويعود إلى أغنية تحمل هذا الاسم للمطربة الشعبية الراحلة خضرة محمد خضر، كانت متداولة بشكل كبير بين الراقصات.
وتحمل منشورات الحملة أهدافها وأسباب انطلاقها، ويتذيلها توقيع المشارك بها، المقر برفضه ترشيح السيسي، وتأتي في الوقت الذي تنتشر فيه حملة "علشان تبنيها"، المؤيدة لترشيح قائد الانقلاب لانتخابات 2018.
كما تعد الحملة الجديدة استعادة لحملات الكتابة على الجدران والتدوين الساخر عبر الحوائط وفي الميادين المصرية، التي اختفت منذ فترة؛ على إثر حملات السلطات الأمنية، والقمع المتواصل بحق شباب الإخوان المسلمين وبقية تيارات المعارضة.
الحملة تتشابه إلى حد كبير مع ما أطلقه المعارض المصري أيمن نور، إبان حكم المخلوع مبارك من حملة بعنوان "ميحكمش"؛ لمواجهة توريث جمال مبارك الحكم، التي نجحت في لفت انتباه المصريين لنية نجل مبارك في حكم مصر.
رفض وقبول وسخرية
ولاقى اسم الحملة اعتراضات عدة من بعض الناشطين والمتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبينهم الناشطة سها الشيخ، التي قالت عبر فيسبوك "حملة (لا والنبي يا عبدو)، الحملة بجد مش هزار"، مضيفة "مش عارفة أقول إيه الصراحة، كأنها مؤامرة؛ للتقليل من الثورة والثوار".
ولكن آخرين اعتبروا الحملة محاولة ضد النظام، بغض النظر عن المسمى، وقال الناشط إبراهيم فودة، عبر تعليق في فيسبوك: "أنا موافق على أي مسمى، المهم يعملوا شيء ضد القاتل".
وكعادة المصريين في السخرية من كل شيء، قال الناشط سامح يحيي، إن الحملة "تفكرني بحملة أيمن نور اللي كان اسمها (ميحكمش)"، ساخرا عبر فيسبوك بقوله: "الحملة الجاية سيكون اسمها (بشويش عليا)"، في إشارة إلى أغنية للمطربة الشعبية أمينة، فيما سخر حساب شهد، من الحملة بقوله: "ثوار الزمن الجميل!".
والسؤال: هل تنجح الحملة الساخرة في لفت انتباه المصريين وتوجيههم لرفض انتخاب السيسي؟ أم أنها ستكون مجرد حملة للتنفيس تنتهي بلا فائدة؟
ضعف يخالف الثورية
الناشط السياسي محمد نبيل، يرى أن "اسم الحملة مبتذل"، مضيفا أن "المصريين لا يحتاجون إلى حملات لفت انتباه؛ لأن السيسي بالفعل دمر حياتهم، وهم يدركون تلك الحقيقة، لكنهم خائفون".
ورغم تأكيد نبيل على أهمية أي عمل يقود للتغيير، إلا أنه أضاف لـ"عربي 21" أن وجه اعتراضه على الحملة ليس للخلاف حول أهدافها، وإنما "اسمها المبتذل"، موضحا أن كلمة (لا والنبي يا عبدو) تشعر معها أن عبدو هذا مسيطر، وهناك من يتزلل له، معتبرا أنه "تمثيل؛ حتى يدل على ضعف من يقول لا".
وقال نبيل إن "الثورة فكرة قوية ومقاومة حتى لو بكلمة، ويجب ألّا تكون في موقف ضعف أبدا (كفكرة) حتى لو أن أفرادها مستضعفون".
وحسب وجهة نظر نبيل، فإن "تثوير الشارع المصري أصبح أمرا غير متاح حاليا"، موضحا بقوله: "كأنك تطلب من سيارة معطلة أن تصل من سرعة صفر لسرعة 180 في ثانية واحدة"، مؤكدا أن "الثورة عمل تراكمي يحتاج إلى وقت".
وقال إن ثورة 2011 كانت نتيجة لعمل تراكمي؛ بدأ مع الحركة الطلابية التي ظهرت مرة أخرى بعد حادثة الطفل الفلسطيني محمد الدرة عام 2000، واحتلال أمريكا للعراق عام 2003"، مشيرا إلى أن "الانتخابات المقبلة نفسها، مع الرفض الواضح وتناقص شعبية السيسي، ممكن أن تكون بداية لتثوير الشارع ضد النظام".
تعبير عن رداءة المرحلة
وعلى الجانب الآخر، يري الناشط السياسي نزار السيد، أن "من لديه أي فكرة قد تفيد في مواجهة الانقلاب يمكنه تنفيذها فلينفذها"، مؤكدا أن "السخرية جاءت من فلكلور الشعب المصري، لكنها وحدها لن تسقط انقلابا، وإنما هي نقاط في مستوى الوعي الشعبي".
وفي حديثه لـ"عربي 21"، أكد الناشط المقرب من جماعة الإخوان المسلمين أن تلك الحملة وما يماثلها قد تأتي في إطار التنفيس، لكنه أضاف أنها "إن لم تنفع، فهي لن تضر؛ ولذا ينبغي عدم التقليل من أي جهد".
وحول اعتبار البعض اسم الحملة تقليلا من شأن الثورة والثوار، لما توحي به الأغنية الشعبية من ابتذال، قال السيد: "ليس هناك أسوأ من هذا الابتذال الرخيص الذي نعايشه كمصريين في الحياة السياسية"، مضيفا أن اسم تلك الحملة "خير تعبير عن رداءة المرحلة وقبحها".
وأوضح أنه مع "الاغتيال المعنوي الذي مارسته الثورة المضادة بحق رموز يناير، أصبح من حق الشعب استعمال هذا الحق بمواجهة النظام"، مؤكدا أن "الطاقة الانفجارية للثورة يتم اختزانها بجهد الكتاب والفنانين والشعراء"، مضيفا أنها "الطلائع المبشرة بقدوم الحدث".