النائب العام يحقق في اتهام زعيم حزبي بالتآمر ضد ملك المغرب

تتجه قضية اتهام رئيس حزب الأصالة والمعاصرة (يمين الدولة)، وجهة طنجة تطوان الحسيمة، من طرف دفاع معتقلي حراك الريف، بالتحريض على التآمر على الملك إلى التصعيد، بعد طلب دفاع الرئيس فتح تحقيق، ورد دفاع المتهمين بالسؤال عن ملفات أخرى للتحقيق.

وكان المحامي، إسحاق شارية، عضو هيئة الدفاع عن معتقلي حراك الريف، قد أعلن الثلاثاء أثناء جلسة محاكمة معتقلي حراك الريف بالدار البيضاء (وسط) أن ناصر الزفزافي، قائد حراك الريف، رفض التآمر ضد الملك، اقترحه عليه رئيس حزب الأصالة والمعاصرة (يمين موالي للدولة)، ورئيس جهة طنجة تطوان الحسيمة، إلياس العماري.

التحقيق

 
وقررت النيابة العامة، فتح تحقيق في الاتهامات التي وجهها دفاع معتقلي حراك الريف، ضد رئيس حزب الأصالة والمعاصرة إلياس العماري.

وكشفت مصادر متطابقة لـ"عربي21" أن "النائب العام أمر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالتحقيق مع قائد حراك الريف ناصر الزفزافي على خلفية الاتهامات التي وجهها دفاعه إلى إلياس العماري".

وتابعت مصادر "عربي21"، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن "النيابة العامة باستئنافية البيضاء أعطت تعليمات للفرقة الوطنية من أجل التحقيق مع ناصر الزفزافي، المعتقل على ذمة الأحداث التي عرفتها مدينة الحسيمة، عقب الاحتجاجات التي تلت وفاة بائع السمك محسن فكري".

طلب التحقيق

من جهته طلب دفاع إلياس العماري، في بلاغ تتوفر "عربي21" على نسخة منه، من النيابة العامة فتح تحقيق في الاتهامات الموجة ضد رئيس الحزب والجهة.

وقال البلاغ المقتضب: "فوجئنا زوال الثلاثاء بنشر تصريحات خطيرة على لسان محاميين يؤازران بعض المتابعين في ملف أحداث الحسيمة أمام محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، استوعب فيها السياسي ما هو مهني".

وتابع البلاغ الذي وقعه أحمد أرحموش، المحامي بهيئة الرباط: "وعليه، وبالنظر إلى مضمون التصريح الذي يتضمن اتهامات مفبركة، فإن المنوب عنه إلياس العماري وبصفته الشخصية والمؤسساتية يدين التصريحات المذكورة ويستنكرها جملة وتفصيلا". 

وزاد: "يطالب إلياس العماري بفتح تحقيق عاجل في الموضوع، لتتضح الخلفيات والأهداف الكامنة وراء ترويج مثل هذه الأخبار الزائفة، ويحتفظ لنفسه بالحق في المتابعة القضائية".

نعم لتحقيق يجيب عن هذه الأسئلة 

 
وأعلن إسحاق شارية المحامي بهيئة دفاع قائد حراك الريف ناصر الزفزافي ومفجر قضية التآمر ضد الملك، عن سعادته لفتح تحقيق في المنسوب إلى موكله.

 وقال في تدوينة نشرها على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك": "لقد سعدت كثيرا بقرار الوكيل العام بالبيضاء فتح تحقيق في موضوع علاقة إلياس العمري باحتجاجات الحسيمة".

وسجل إسحاق شارية: "كنت أفضل أن يمنح القاضي الكلمة للزفزافي وسط الجلسة حماية له وللحقيقة".

وتابع: "غير أني ومادام التحقيق مفتوحا أطالب بأن يذهب إلى أبعد مدى، ويعود ليجيب المغاربة عن أسئلتهم الحارقة والمحيرة ومنها؛ ماذا دار في لقاء إلياس العماري مع قيادات كردستان العراق، والحزب الكردستاني ذي التوجهات الانفصالية؟".

وزاد: "ماهي العلاقة العائلية والسياسية التي كانت تجمع العماري بالمدعو شعو ذو التوجهات الانفصالية والمطلوب للعدالة وطنيا؟ وهل العلاقة لازالت مستمرة؟ أو ما هي الأسباب الحقيقية لانقطاعها؟".

وأضاف: "هل هناك متورطون من الحسيمة في أعمال تخريبية وتحريضات على العنف ينتمون لحزب الأصالة والمعاصرة؟".

وأوضح: "ما هي علاقة إلياس العماري بمسيرة (ولد زروال ـ قبيل انتخابات 2016) التي نظمت وسط الدار البيضاء واتفق الجميع على أنها كان من الممكن أن تشعل المدينة وتؤدي لما لا يحمد عقباه؟".

وأفاد: "ما علاقة إلياس العماري بملف أكديم إيزيك (أسفر عن مقتل عدد من القوات العمومية المغاربة على يد صحراويين)؟".

ومضى يقول: "ما علاقة إلياس باتهامات وجهها له السي بنكيران وشباط حول المخدرات، وما مدى إمكانية ارتباط هذه الاتهامات بتطور الاحتجاجات في الريف؟".

وسجل: "كيف وصل السي إلياس إلى منصب رئيس جهة طنجة الحسيمة، دون أي امتداد شعبي في منطقته الحسيمة؟ وكيف سيطر حزبه على غالبية المجالس المنتخبة؟ رغم أن الساكنة لا تكن أي تعاطف مع هذا الحزب؟".

وشدد: "لماذا لم يقم منتخبو الأصالة والمعاصرة بالحسيمة والسي إلياس باي مبادرة ميدانية لتهدئة الأوضاع، بل التزموا الصمت؟ وسافروا خارج الوطن؟ ولماذا لم يصدروا أي بيان يمنع مناضلي حزبه من المشاركة في الاحتجاجات؟".

واستطرد: "ما هي التيارات والحركات السياسية داخل المغرب وخارجه التي كانت ولا زالت تختلف مع توجهات ناصر الزفزافي حول الملف المطلبي، وتحاول رفع سقف المطالب وتدفع نحو العنف والتطرف؟".

 ومضى يقول: "ما سر تدوينة السي إلياس حول لقائه السيد بيرنارد ليفي عراب الفتن العربية والحركات الانفصالية في أحياء مدينة طنجة؟".

وزاد: "من منح الحق لسي إلياس والسيدة وداد ملحاف من أجل الركوب على انتصار منتخب كرة القدم، والركوب معهم بنفس الطائرة؟ والتقاط صور وسطهم؟ رغم أن ذلك المكان يبقى حصريا لجلالة الملك؟ والانجازات الرياضية تبقى بعيدة عن الاستغلال السياسي؟".

وتابع: "ما مدى صحة التسريبات التي تناقلت أن إلياس صرح في إحدى اجتماعاته بأنه لا يمكن الرهان على الملكية لأنها تبحث عن مصالحها؟ وما هي الدوافع والغايات من وراء هذه التصريحات؟".

وأفاد: "ما حقيقة الأخبار المتداولة حول تهريب أموال إلى الخارج؟ وبيع عقارات في طنجة؟".

وختم كلامه قائلا: "لا شك أن التحقيق المعمق في هذه التساؤلات وجواب الفرقة الوطنية على هذه الاستفسارات المشروعة سيكون له بالغ الأثر في كشف كافة الحقائق الملتبسة والخفية فيما يعيشه المغرب الحديث من توالي الأزمات السياسية والاجتماعية دون توقف، غير أني مطمئن بأن المغرب يخرج دائما منتصرا من كافة المؤامرات التي تحاك ضده".