هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال الكاتب السعودي جمال خاشقجي، الأحد، إن "لب المشكلة في المملكة العربية السعودية، يكمن في غياب المشاركة الشعبية، ونحن السعوديين نتمنى النجاح لولي العهد محمد بن سلمان ولخطط 2030، ولكن كيف لها أن تنجح بدون المشاركة الشعبية؟".
وأضاف في كلمة له في مؤتمر "السعودية.. أخطاء الماضي وخطر المستقبل" الذي بثته قناة "الجزيرة مباشر"، الأحد، أن "السعودية الآن، انتقلت تماما إلى حالة غير مسبوقة في الحكم المركزي، لم تكن المملكة يوما بلادا ديمقراطية، ولكن كان هناك قدر من مشاركة الوجهاء وزعماء القبائل ورجال الأعمال والتكنوقراط".
ولفت خاشقجي إلى أن "السبب في تحسر بعض السعوديين على أيام الملوك والأمراء من أبناء الملك عبد العزيز الذين كنا نعتقد أنهم كلاسيكيون وبطيئو الحركة، هو شعور الكثير بعدم قدرتهم على المشاركة في الوقت الذي تمر فيه المملكة بتحولات غير مسبوقة وخطيرة جدا سوف تنعكس على مستقبل السعودية".
وأوضح أنه "حتى مساحة المناقشة غير متاحة في الصحافة والرأي العام التي أصبحت باتجاه واحد، وعملية تخويف باعتقال المثقفين انعكست بصمت الجميع، ولو عملنا خريطة للمعتقلين المئة (دعاة وكتاب ومفكرين واقتصاديين) لن تجد هناك رابطا يجمعهم، لأنهم ليسوا أعضاء في تنظيم سياسي واحد أو أعضاء في توجه فكري".
ولفت خاشقجي إلى أن "الرابط الذي يجمعهم، هو أنهم يمثلون الطيف السعودي، فكل سعودي مستقل يستطيع أن يجد معتقلا يماثله في السجن. هذا أدى إلى تفرد بالقرار، اليوم محمد بن سلمان يتحمل كل المسؤولية سواء النجاح أو الفشل، ولا أتمنى له ذلك".
وأردف: "من المفيد جدا أن يدفع محمد بن سلمان نحو قدر من المشاركة الشعبية حتى يشترك الجميع معه بالرأي ويصوبوا المسار، لكن خطة 2030 عندما طرحت لم تجد المناقشة الحقيقية عليها في الصحافة، وإنما الثناء فقط".
وشدد على أن السعوديين "بحاجة إلى نوع من أنواع الديمقراطية، لكنها أصبحت معيبة في المجتمع السعودي، لسببين: الربيع العربي، والحملة الشرسة على موضوع الحريات والمطالبة بها، وأيضا ثقافة المجتمع السعودي المتشددة التي تكفر الديمقراطية وتراها معارضة للإسلام".
وحول أي نوع المشاركة السعودية يقصد، قال خاشقجي، إن "محمد بن سلمان لن يقبل بأي فكرة نطرحها في هذا المؤتمر. ولا توجد حركة سياسية في السعودية ضاغطة، وكل ما نفعله نحن السعوديين في طور التشكل نتيجة للتطورات الهائلة".
وتمنى الكاتب السعودي أن "تكون ديمقراطية برلمانية في السعودية، لكن المجتمع السعودي والرأي العام الداخلي غير متحمس لها، وحتى أكون واقعيا فإن هناك مقترحا قد يقبل به الأمير محمد بن سلمان هو إنشاء مجالس محلية".
وكشف خاشقجي أن "الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز أمر في عام 2011 مع بدء الربيع العربي، بتشكيل لجنة من العائلة المالكة لتدارس التحديات، وقدمت اللجنة وثيقة وافقت فيها على إنشاء مجلس شورى، لكن من اعترض عليها هما الأمير خالد بن فيصل، والملك سلمان الذي كان حينها أميرا للرياض".
ودعا الكاتب السعودي، ولي العهد محمد بن سلمان إلى "العودة لتلك الوثيقة ومناقشتها مع نخب من المثقفين والكتاب السعوديين، لكنه يبدو مقتنعا بشيء وحيد وهو نفسه أنه قادر على القيادة والإدارة، ربما تتغير وجهة النظر هذه، لكن أتمنى أن لا تكون بعد وقوع الكثير من الأخطاء".
وعن عدم تأييد المثقفين السعوديين للحراك في البحرين والمطالبة بالديمقراطية، قال خاشقجي إن "المعارضة البحرينية ضيعت فرصتها التاريخية عندما اصطفت طائفيا مع إيران، وأنا لا أستطيع أن أتعاطف مع معارضة تصطف مع إيران التي لا علاقة لها بالحرية والديمقراطية وإنما غارقة في الطائفية".
ودعا خاشقجي المعارضة في البحرين إلى "التحرر من إيران التي تحارب الحرية في سوريا وتقتل الأحرار فيها حتى يكونوا مقنعين بأنهم يريدون نظاما ديمقراطيا في بلادهم".
وبخصوص امكانية تغيير النظام في السعودية، قال خاشقجي: "أنا كسعودي أعلن تأييدي الكامل للنظام والأسرة المالكة السعودية، لأنها مفيدة جدا كونها تجمعنا وتحافظ على الوحدة السعودية، ولو انهار النظام فإن أسوء السيناريوهات، يمكن أن أتوقعه لوحدة بلادي وهي غالية وتستحق الدفاع عنها".
ورأى أن "للأسرة المالكة في السعودية فائدة وهي الحفاظ على وحدة البلاد، لذلك أنا لا أدعو إلى تغيير نظام الحكم في السعودية ولكن أدعو إلى إصلاح النظام. ولا نعول على الضغوط الأمريكية في الإصلاح الداخلي بالسعودية، ولا ننتظر منهم شيئا من ذلك".
واختتم حديثه بالقول: "ليس بالضرورة أن ندعو إلى تغيير نظام الحكم في السعودية، من أجل إصلاح موقفها من الربيع العربي والثورات العربية، لأن هذه المسألة تحتاج إصلاحا فقط، وأن الذهاب إلى أكثر من ذلك يعد عبثا".