بوتين يكشف عن خططه بعد إعلان ترشحه لولاية جديدة (فيديو)

عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤتمرا صحفيا، الأربعاء، في أول ظهور علني له منذ إعلان ترشحه لولاية رئاسية رابعة، في انتخابات آذار/ مارس المقبل.

وأراد بوتين أن يتركز الاهتمام هذه السنة على نواياه بشأن ولايته المقبلة التي سيفوز بها ما لم تحدث مفاجأة، ليبقى في الرئاسة حتى 2024، أي بعد ربع قرن على اختياره من الرئيس الأسبق بوريس يلتسين.

بث مباشر لمؤتمره الصحفي على القناة الحكومية "روسيا اليوم":

وقال الخبير السياسي كونستانتين كالاتشيف: "ستكون بداية الحملة الانتخابية. لن يجري المؤتمر الصحفي بدون مراجعة العمل الذي جرى، ولا بدون وعود انتخابية".

وفي الإجابة عن أول سؤال طرحه عليه الصحفيون، جدد بوتين التأكيد على أن برنامجه الانتخابي "سيعبر عن رؤيته التي تطمح لأن تبقى روسيا في تجدد مستمر، وباقتصاد يقوم على التكنولوجيا" على حد قوله.

مرشح مستقل

وبحسب "ورسيا اليوم"، فإن بوتين تحدث عن برنامجه الانتخابي، بالقول إنه لن يفصح عنه الآن، ولخصه في أنه سيركز على تطوير البنى التحتية والتعليم والصحة وتحسين إنتاجية العمل بما يخدم زيادة دخل المواطن في روسيا.

وعلى صعيد ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة إن كان مستقلا أو ممثلا لحزب "روسيا الموحدة"، كشف أنه سيخوض الانتخابات "مرشحا مستقلا".


وشدد بوتين على أنه سيسعى للاستمرار في تطوير جيش بلاده وأسطوله.

وقال: "لم ننسحب من المواثيق الأساسية للأمن الدولي قياسا بواشنطن. الولايات المتحدة عمليا انسحبت من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وتحاول اتهامنا الآن بخرق هذا الاتفاق".

وأضاف: "هم نشروا منصاتهم المضادة للصواريخ في رومانيا، والأهم أنه يمكن تزويد هذه البطاريات بصواريخ هجومية متوسطة".

وتابع: "سنضمن أمن بلادنا دون الانجرار وراء سباق التسلح. الإنفاق على التسلح ضروري لحماية أمننا وننطلق من مبدأ ألا يؤثر ذلك على الاقتصاد. رصدنا في الموازنة العامة 2,8 تريليون روبل، وهو اثنان ونيّف من إجمالي الناتج القومي الروسي".

وأوضح أن "قيمة ما رصدناه 46 مليار دولار فيما رصدت واشنطن 700 مليار دولار. روسيا لن تسمح لنفسها بهذا الإنفاق، ولكننا قادرون بـ46 مليارا على ضمان أمننا. سوف نطور الجيش والأسطول ولن ننساق وراء سباق التسلح".

مدح ترامب

وامتدح بوتين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقال إنه "يتمتع بثقة الأمريكيين"، مضيفا: "مع احترامي للمعارضة الأمريكية، هذه حقيقة لا يمكن إنكارها".

وقال: "الاتهامات المنسوبة لروسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية، باطلة واختلقتها معارضة ترامب لإسقاط الشرعية عن نشاطه وهذا ما يدهشني، حيث من يقومون بذلك يضرّون ببلادهم من الداخل ولا يحترمون مواطنيهم ممن اختاروا ترامب".

أزمة القرم

وعلى صعيد القرم، قال بوتين "إن السلطات السوفيتية قد أخطأت حينما ألحقت شبه جزيرة القرم بقوام جمهورية أوكرانيا السوفيتية الاشتراكية. أهل القرم قالوا كلمتهم، وقضية القرم لم تعد مادة للنقاش".

وقال إن "ممارسات ميخائيل ساكاشفيلي الرئيس الجورجي السابق في أوكرانيا، تمثل بصقة في وجه الشعبين الجورجي والأوكراني، وأتعجب كيف لا يزال الأوكرانيون يتحملونه إلى اليوم، وهل نفد الأوكرانيون الحقيقيون؟ آسف لما نراه، وقلبي يطفح بالدم لما يحدث هناك".

ومع أن ترشحه كان لا شك فيه، فقد سعى الرئيس إلى الإبقاء على بعض الغموض حتى السادس من كانون الأول/ ديسمبر للانتخابات التي ستجرى في 18 آذار/ مارس.

وأشار آخر استطلاع للرأي لمركز "ليفادا" المستقل، إلى أن الرئيس يأتي في الطليعة من الآن، بحصوله على تأييد 75 في المئة من الناخبين، متقدما بفارق كبير على الشيوعي غينادي زيوغانوف والقومي فلاديمير جيرينوفسكي اللذين يتحفظان على انتقاد الكرملين علنا.

والرجل الذي بدا المعارض الأول لبوتين، الليبرالي أليكسي نافالني، لن يتمكن من الترشح، بسبب ملاحقات قضائية ضده، يؤكد أنها سياسية.

تأثير سوريا

ويرشح المعسكر الليبرالي نجمة التلفزيون كسينيا سوبتشاك، لكن استطلاعات الرأي تشير إلى أنها لن تحصل على أكثر من واحد في المئة من الأصوات. وقد استفادت من عملها صحفية في قناة "دويد" المعارضة للحصول على اعتماد للمؤتمر الصحفي الخميس.

ومنذ إعلان ترشحه، سعى الرئيس الروسي إلى الظهور كقائد عسكري، ورمز لعهد عادت فيه روسيا بقوة إلى الساحة الدولية، من الأزمة الأوكرانية إلى النزاع في سوريا، وكذلك في أجواء الحرب الباردة مع الغربيين.

فقد أعلن الاثنين الماضي من قاعدة روسية في سوريا، انسحاب الجيش الروسي الجزئي من هذا البلد الذي دمرته الحرب، بعد سنتين من بدء مشاركته دعما لنظام الرئيس بشار الأسد الذي تمكن من استعادة سيطرته.

وقال كالاتشيف إن "بوتين سيحاول إظهار أن الوضع عاد إلى طبيعته".

من جهته، رأى المحلل السياسي يفغيني مينتشينكو أن بوتين يدرك أن العملية في سوريا، خصوصا بالمقارنة مع كارثة الحرب السوفياتية في أفغانستان (1979-1989) "فعالة جدا لصورته".