بمشاركة مقاتلات التايفون والرافال، التي تعاقدت
قطر على شرائها قبل أيام، وبعرضة موحدة لجميع قبائلها، احتفلت قطر بيومها الوطني، الاثنين، عبر عرض عسكري، شهده أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وألقى خلاله وزير الدولة للدفاع خالد العطية كلمة أكد فيها أن "قطر ليست دولة لينة فتعصر، ولا يابسة فتكسر".
العرض العسكري الذي أقيم على كورنيش الدوحة شهده أيضا أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني (والد الأمير الحالي)، وعدد من الوزراء والمسؤولين في الدولة.
وتحتفل قطر في 18 كانون الأول/ ديسمبر من كل عام بيومها الوطني، وهو ذكرى تولي الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، مؤسس دولة قطر، الحكم عام 1878.
ويأتي احتفال هذا العام تحت شعار "أبشروا بالعز والخير"، وهي مقولة لأمير قطر، في أعقاب
حصار بلاده، تعكس تفاؤل الدولة بنموها وازدهارها، رغم مقاطعة عدد من الدول لها.
ويأتي احتفال هذا العام في وقت تعصف بالمنطقة أسوأ أزمة خليجية، بعدما قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في 5 حزيران/ يونيو الماضي، علاقاتها مع قطر، بدعوى دعمها للإرهاب، ثم فرضت عليها "إجراءات عقابية"، تقول الدوحة إنها "حصار ينتهك القوانين الدولية"، بينما يعتبرها الرباعي "مقاطعة".
ونفت الدوحة الاتهامات الموجهة لها بدعم الإرهاب، واتهمت الرباعي بمحاولة فرض الوصاية على قرارها الوطني والتنازل عن سيادتها.
وأكد خالد بن محمد العطية، نائب رئيس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، في كلمة له خلال الاحتفال، إن "ذكرى اليوم الوطني تعود علينا هذا العام في ظرف خاص تعيشه المنطقة؛ بسبب تصرفات بعيدة عن الحكمة والرشاد"، في إشارة إلى الأزمة الخليجية.
وشدد أن "القوات المسلحة في طليعة المواجهين للأخطار والتهديدات التي تستهدف البلد وأمنه واستقراره".
وأردف، موجها حديثه لأمير البلاد: "إننا في أتم الجاهزية ورهن إشارتكم وسندكم الأساسي، لا نتخلف ولا نتردد(...) معكم في سلمك وحربك، لو خضت بها (القوات المسلحة) البحر لخاضته معك".
واختتم كلمته قائلا: "لكل عاقل نقول: هكذا هي دولة قطر، ليست لينة فتعصر، ولا يابسة فتكسر، وهكذا هم أهل قطر، لا يظلمون ولا يظلمون".
عرضة موحدة
وشارك أمير قطر ووالده في عرضة أقيمت في الساحة الخارجية للديوان الأميري بمنطقة كورنيش الدوحة.
و"العرضة" هي رقصة شعبية جماعية بالسيوف من التراث الشعبي واسع الانتشار في دول الخليج العربي.
وكانت "العرضة" تُؤدى في السابق خلال الحروب؛ بهدف إثارة الحماسة والحمية والغيرة الوطنية لدى المحاربين، بينما تؤدى حاليا في المناسبات الوطنية والاجتماعية السعيدة.
وتعد العرضة أحد أبرز ملامح احتفال قطر بيومها الوطني، وأقيمت هذا العام للمرة الأولى عرضة موحدة تحت اسم "عرضة أهل قطر"، وذلك تأكيدا على تلاحم الشعب القطري مع قيادته.
وتم اختيار هذا العام لأول مرة بأن تكون هناك عرضة واحدة تجمع أهل قطر، بدلا من تنظيم احتفالات وإقامة عرضة خاصة لكل قبيلة، وذلك نظرا لما تتعرض له الدولة من حصار من بعض دول الجوار، حيث جاءت القبائل القطرية تحمل شعارا واحدا "أنا قطري وقبيلتي قطرية".