هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في تصعيد مسلح، هو الأخطر من نوعه في توقيته وأهدافه، ضد أرفع قيادتين أمنيتين في نظام زعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي بمصر، تبنى تنظيم الدولة، الأربعاء، هجوما استهدف مطار العريش بمحافظة شمال سيناء، الثلاثاء أثناء تفقد وزيري الدفاع والداخلية للأوضاع الأمنية ما أسفر عن مقتل ضابط وإصابة آخرين وإلحاق أضرار بإحدى المروحيات العسكرية.
وغداة الهجوم قتل ضابط جيش برتبة رائد من كتيبة 103 صاعقة في انفجار عبوة ناسفة بمدرعة على الطريق الدائري بمدينة الشيخ زويد شمالي سيناء وخمسة مسلحين في اشتباكات قرب مطار العريش بعد يوم من استهدافه بالقذائف.
تساؤلات مثيرة
وفي العاصمة القاهرة، عقد السيسي اجتماعا مع المسؤولين الأمنيين لبحث الأوضاع في سيناء، وضم الاجتماع وزيريْ الدفاع صدقي صبحي والداخلية مجدي عبد الغفار، ورئيس الأركان محمد فريد ورئيس المخابرات العامة خالد فوزي.
اقرأ أيضا: مصر: هجوم بالقذائف على مطار العريش بوجود وزير الدفاع
وأثار الحادث تساؤلات حول قدرة تنظيم الدولة على اختراق شبكة الأجهزة الأمنية المعقدة في مصر والحصول على معلومات بشأن مكان وزمان زيارة وزيري الدفاع والداخلية للعريش، وشبهة تورط زعيم الانقلاب في الحادث للتخلص من أقرب مساعديه من خلال تسريب مكان وتوقيت الزيارة، التي لم تكن معلنة لوسائل الإعلام لسريتها، وفق مراقبين ومحللين.
سيناريوهات مخيفة
ووصف عضو لجنه الشؤون الخارجية والأمن القومي سابقا، محمد جابر، تلك المحاولة "بالحدث الخطير؛ كون المستهدفين هم أرفع قيادتين أمنيتين في نظام السيسي".
وقال لـ"عربي21": "الحادث ينطوي على ثلاثة سيناريوهات، أولا إذا صحت أنباء تبني تنظيم الدولة لها فإن ذلك يعني قدرتهم البالغة على تنفيذ عمليات دقيقة، وفي أماكن حساسة في سيناء؛ وهذا يعني انعدام السيطرة الأمنية على المنطقة".
وأضاف: "وإذا كان ذلك صحيحا. فما الذي يدفع وزيري الدفاع والداخلية إلى زيارة المنطقة في آن واحد إلا إذا كانت لديهم معلومات خاطئة عن طبيعة الوضع الأمني وهذا مشين في حقهم بدرجة كبيرة".
وتابع: "ثانيا، أن يكون هناك اختراق أمني عالي الدقة لدرجة معرفة توقيت الوصول وإحداثيات موقع الطائرة؛ ولهذا خطورته الكبيرة أيضا وينبئ عن الفشل الأمني التام للنظام. وأخيرا، أن تكون هناك إرادة للتخلص من وزيري الدفاع والداخلية، وهذا أيضا ينبئ بحالة تفكك سريعة، وعاجلة داخل النظام الحاكم".
التخلص من المنافسين
فيما شكك الكاتب المتخصص بالشأن السيناوي، يحيى عقيل، في حقيقة تبني تنظيم الدولة للعملية المسلحة "التي تفوق قدراته، وتأتي على درجة عالية من التنفيذ؛ وهو ما يثير علامات استفهام بشأن معرفتهم بموعد زيارة الوزيرين، ووجودهما بمطار العريش".
وتساءل في تصريحات لـ"عربي21": "لماذا اضطر صدقي صبحي للقيام بالزيارة التفقدية لشمال سيناء خاصة أن رئيس الأركان الجديد الفريق محمد فريد حجازي هو المكلف بمتابعة الأوضاع الأمنية هناك؟".
ورجح عقيل "وجود صراع داخل فروع النظام، ورغبة في التخلص من وزير الدفاع الرجل الثاني بعد السيسي في النظام العسكري، والذي أصبح عبئا بنص الدستور الذي يحميه من الإقالة لثماني سنوات، وليس هناك طريقة للتخلص منه غير تلك الطريقة".
وأشار إلى "حالة الغضب التي بدت على وجه صدقي صبحي بعد عودته للقاهرة والتي كانت ظاهرة للعيان، ولا تعبر عن خوف بل عن غضب شديد من مكيدة ما"، معربا في الوقت نفسه عن تخوفه "من أن تستخدم هذه الحادثة لشن حملات تهجير وتفزيع للمواطنين في مدينة العريش ".
إزاحة شركاء الأمس
النائب نزار محمود غراب، أكد أن "الحادث يثير علامات استفهام ضمن محورين لا ثالث لهما، الأول، وقوف السيسي وراء الحادث، ولو كان فهو بالفعل؛ فلن يستمر مطمئنا دون الإطاحة ليس بصدقي وعبد الغفار فقط ولكن بكل الشركاء الذين صعد بشراكتهم".
وأضاف لـ"عربي21" أن "جميع التجارب تقول إن العصابات التي لا خلاق لها لا يستمر تماسكها، ولا تؤمن جوانبها، ولا تسبر أغوارها؛ ما يفتح الباب أمام أسوأ التكهنات وأبعدها".
واستدرك قائلا: "أما المحور الثاني، هو حدوث تطور حقيقي في صفوف من يقاومون استبداد نظام السيسي في سيناء، وهو احتمال غير مستبعد سواء على مستوى الاختراق أو التطور القتالي".