هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "صندي تايمز" تقريرا أعده نورمان كولينز، يقول فيه إن امرأة بريطانية اتهمت الشرطة في بلادها بزرع عميل في بيتها، واستخدامه الجنس سلاحا من أجل التجسس عليها.
ويقول كولينز: "كان مثل شهر العسل أكثر من إجازة عندما قام صديق ليندزي الشاب البريطاني الإيطالي الجذاب بأخذها في رحلة سحرية إلى البندقية، وهمس في أذنها أنه يحبها ويريد قضاء بقية حياته معها، وقضيا يومين وهما يأكلان الباستا، ويشربان الخمر الأحمر، ويتجولان في ساحة سان ماركو، ويقضيان لحظات عاطفية في الشقة التي سكنا فيها".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ليندزي المرحة البالغة من العمر 30 عاما، المهتمة بالسياسة الاشتراكية، ظنت أن كارلو نيري هو "الرجل" الذي كانت تبحث عنه، لكن ما لم تكن تعرفه أن كارلو كان ضابط شرطة في مهمة سرية لاختراق الحزب الاشتراكي، وكانت ليندزي هي هدفه.
وتحدثت ليندزي لأول مرة للصحيفة، وتبلغ من العمر الآن 47 عاما، وتقول إنها لم تتعرض للخيانة من الشرطة فقط، لكن من الحكومة البريطانية أيضا، وتضيف: "لم أرتكب جريمة، وعرفت الكثير من الأشخاص في الحزب الاشتراكي في لندن وليفربول".
وينقل الكاتب عن ليندزي، و"هذا ليس اسمها الحقيقي"، قولها: "لم أرتكب جريمة، كنت ناشطة وشاركت في التظاهرات، أوقفوا الحرب ومثل ذلك، ووجدت الشرطة أن من المناسب أن تجعلني هدفا لذلك الشخص، وحاولت فهم كيف فكرت الشرطة بهذه الحيلة"، وتضيف: "زرعت الشرطة جاسوسا في غرفة نومي، وكنت أظن أنني أحبه، وكانت الشرطة تستخدم الجنس سلاحا، وأشعر بالإهانة، وفكرت طوال الوقت أنني في علاقة حب، وكان في الوقت كله يكتب تقارير عن حياتنا معا وعن أصدقائي المقربين".
وتتابع ليندزي قائلة: "أخذني إلى البندقية، وكيف هذا سينفع دافع الضريبة البريطاني لينفق على رحلة ضابط شرطة يأخذ شخصا إلى فنيسيا لممارسة الجنس والتجول".
وتلفت الصحيفة إلى أن نيري (اسم مزيف)، كان يعمل في وحدة المظاهرات في الشرطة البريطانية، التي راقبت الناشطين السياسيين في ستينيات القرن الماضي حتى 2008، مشيرة إلى أن سير جون ميتنغ يقوم بإجراء تحقيق في سلوكه وزملائه.
ويستدرك كولينز بأنها بعد عامين من التحقيق لم تسمع لشهادات؛ بسبب المعوقات القانونية، والخلاف حول طريقة الاستماع، لافتا إلى أن الضابط بطلب تقدم إلى التحقيق في العمل السري ويطالب بإبقاء اسمه سرا؛ لأن كشف هويته سيترك آثارا خطيرة على أبنائه.
ويفيد التقرير بأن لجنة التحقيق لن تستمع من ليندزي ولا من 12 امرأة وقعن أسر إغراء الشرطة السرية، وبعضهن أنجبن أطفالا منهم إلا بحلول عام 2019 على الأكثر، حيث تقول مصادر مقربة من الشرطة إنها مترددة في الاستماع لأدلة، إن في السر أو في العلن حول عملياتها السرية ضد الجماعات السياسية والمدافعين عن البيئة، مثل: الحزب الاشتراكي وشباب ضد العنصرية في أوروبا.
وتذكر الصحيفة أن عدة نساء عبرن عن تعرضهن لخديعة جواسيس الشرطة من خلال استماع مدير اللجنة سير ميتنغ للأدلة في السر، وقال مصدر: "كانت الشرطة بطيئة وحريصة على الحفاظ على هوية ضباطها.. يجب التوقف عن جرجرة القضية".
وينوه الكاتب إلى أن نيري أقام علاقات مع ثلاث نساء، وانتهت علاقته مع ليندزي في عام 2002، وبعدها أقام علاقة مع ناشطة أخرى اسمها أندريا، التي قابلها في تظاهرة ضد الحرب، مشيرا إلى أن نيري حضر اجتماعات فرع الحزب الاشتراكي في هاكني وكامدين في لندن، ويعتقد أنه كان يقدم تقارير للشرطة عن حملات نقابات العمال وحملات الإسكان والإضرابات والنشاطات المعادية للفاشية في أوروبا.
وتقول ليندزي للصحيفة: "لقد أغراني لاعتقاده أنني سأقدمه إلى أعضاء في الحزب الاشتراكي.. لم تكن زوجته تعرف ماذا كان يعمل في وظيفته اليومية، وأراني صور ابنه، وقال إنه لم يره منذ أن كان طفلا، وقال إنه يريد أن يكون جزءا من حياة ابنه مرة أخرى، وظننت أنه كان يفتح قلبه لي، لكنها أكاذيب".
ويكشف التقرير عن أن ليندزي تعرفت عليه من خلال أصدقاء، حيث بدأ يقدم لها الهدايا، مثل الكاميرات الغالية والكتب السياسية، حيث تقول: "بدا وكأنه صريحا وصادقا، ولم يتحدث عن السياسة كثيرا، ولم أشعر أنه كان يريد الحصول على معلومات مني"، لافتة إلى أنها كانت خارجة من علاقة عاطفية وتبحث عن حياة مرح، فتقول: "وجدته جذابا، وكنت أراه ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع، وعادة في شقته، التي كان يملكها في هاكني (شرق لندن)، وكنا نخرج مع الأصدقاء نشرب ونفعل الأمور العادية، كما يفعل الأزواج".
وبحسب الصحيفة، فإن نيري غطى قصته بأنه يعمل في الحدادة في شمال لندن، ولم يقدمها إلى عائلته أو أصدقائه، وعندما نظم أصدقاؤها لها حفلة في عيد ميلادها في ليفربول حضر وكان في قلب الحفلة، حيث تعرف على والدها ووالدتها، وأحبه الجميع، وهي اليوم تشعر بأنها أهينت عندما قدمته لعائلتها، مشيرة إلى أن العلاقة انتهت عندما بدأ يغيب لأيام طويلة دون سبب، وبعدها أخبرها أن والدته في إيطاليا مريضة، وعندها ذهب كل واحد في طريقه.
وتختم "صندي تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن ليندزي لم تكتشف سر نيري إلا في عام 2015، عندما أخبرها أحد أصدقائها أن حبيبها السابق كان جاسوسا، ولم تصدق في البداية لكنها لا تزال، كما تقول، مصدومة، وتضيف: "لدي طفل ولا يعرف عنه، لكنني سأخبره عندما يكبر عن المدى الذي تذهب إليه الشرطة والحكومة للتجسس على مواطنيها".