هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا أعده أوليفر وينرايت، يقول فيه إن مصمما معماريا مكسيكيا اتهم دبي بسرقة تصميم له، وبناء ما أسماه "أطول مبنى مسروق في التاريخ".
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن دبي معروفة بأنها المكان الذي يضم أعلى ناطحة سحاب في العالم، وأطول خط قطارات دون سائق في العالم، وأضافت صيغة مبالغة أخرى هذا الأسبوع، لافتا إلى أنها ستتمتع الآن بأكبر إطار صورة في العالم، بالإضافة إلى الجوائز الدولية التي حققتها.
ويقول الكاتب إن البناء الجديد يرتفع 150 مترا فوق متنزه زعبيل، المرصع بالنقوش والزخارف العالمية التي تلمع فوق الصحراء، حيث تم افتتاح "برواز" دبي بعد عقد من تصميمه، مشيرا إلى أن الزائر يدفع خمسين درهما "10 جنيهات إسترلينية"، للدخول والتجول في معرض عن تاريخ الإمارات، قبل أن يصعد في المصعد إلى غاليري طوله 93 مترا على قمة البرواز، حيث يسير الزوار على ممر زجاجي، ويتمتعون بمشاهد للمدينة القديمة، الديرة، في الشمال إلى أبراج شارع زايد في الجنوب.
وتبين الصحيفة أن الزائر ينتقل بعد ذلك عبر نفق مضاء بنيون، حيث يتجول الزائر في معرض تفاعلي حول مستقبل دبي، ويقدم ملامح عن شكل دبي بعد خمسين عاما من الآن.
ويلفت التقرير إلى أن البرواز يعد من أكثر الرموز التي تمزج الواقع بالخيال، التي تظهر في فضاء المدينة في السنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن المعلم الجديد أصبح مشهورا بين السكان، ومكانا لالتقاط صور الـ"سيلفي"، حيث ظلوا يتساءلون عن وقت الانتهاء منه.
ويستدرك وينرايت بأن البرواز أصبح أيضا محلا للجدل، فالمبنى المكون من 50 طابقا على شكل بوابة، وهو الأطول في العالم، إلا أن المصمم المعماري يريد إضافة وصف آخر، له وهو "أطول بناية مسروقة في العالم".
وتنقل الصحيفة عن المصمم المعماري فرناندو دونيس، قوله: "لقد أخذوا مشروعي، وغيروا التصميم وبنوه دون وجودي"، حيث فاز تصميمه في مسابقة دولية عام 2008، لأفضل تصميم يعبر عن الوجه الجديد لدبي. وقد نظمت المسابقة، التي شارك فيها نحو 900 مشروع مقترح من مختلف أنحاء العالم، شركة "ثايسنكروب" الألمانية بالتعاون مع الاتحاد الدولي للمعماريين، المنظمة المرتبطة باليونسكو، التي أشرفت على مسابقات تصميم مبنى أوبرا سيدني في أستراليا ومركز بومبيدو في فرنسا.
ويكشف التقرير عن أن المصمم حصل حينها على مبلغ الجائزة، وهو 100 ألف دولار، وسافر للإمارات لحضور مأدبة غداء مع ولي عهد دبي، لكنه يقول إنه تسلم بعد فترة قصيرة عقدا من بلدية مدينة دبي، يحدد مشاركته في دور استشاري، ويطلب منه التنازل عن حقوق الملكية الفكرية للتصميم، وعدم زيارة موقع بنائه، وعدم الترويج للمشروع على أنه من أعماله، ويشير إلى أن البلدية وضعت في العقد بندا يعطيها الحق في إلغاء الاتفاق في أي وقت.
ويفيد الكاتب بأنهم أخذوا المشروع، وغيروا التصميم، وبنوه دون المصمم المعماري المكسيكي فرناندو دونيس، الذي يقول إنه رفض توقيع العقد؛ لذا كلفت البلدية مكتب "هايدر" الاستشاري، وهو فرع في المجموعة الهندسية الهولندية العملاقة "أركاديس"، ومضت في تنفيذ المشروع دون وجود المصمم.
وتورد الصحيفة نقلا عن المحامي المقيم في نيويورك إدوارد كلاريس، الذي رفع دعوى قضائية نيابة عن المصمم المعماري في المحكمة الفيدرالية الأمريكية العام الماضي، اتهامه للإمارات بانتهاك حقوق الملكية الفكرية، واصفا ما حدث بأنه فعل يمثل "أعلى أشكال الغطرسة"، وقال إن "الإمارات قدمت نفسها على أنها البلد الذي يحترم حقوق الملكية الفردية، لكنها تقوم بانتهاك الملكية الفردية بشكل صارخ، ويعقد النظام القضائي من مهمة تقديم بلدية دبي للمحاكمة، فأعطوا أنفسهم حصانة من المحاكمة".
ويذكر وينرايت أن "الغارديان" اتصلت ببلدية دبي عدة مرات خلال العام الماضي، لكنها رفضت التعليق على القضية، لافتا إلى أن دونيس لم يعد إلى دبي، لكنه أقام عددا من المشاريع المهمة في بلده المكسيك، وتابع تطور المشروع على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يقول: "كان رائعا أن تراه قد تحقق".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى قول دونيس: "يبدو متساوقا مع الفضاء الذي اقترحناه، بالطبع كنا نود لو كانت هناك الملامح اللطيفة التي وضعناها، لكنه تماما كما رسمته، وكنت أحب أن أكون جزءا منه".