هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لم تتأخر تركيا في تحديد موقفها المعلن من طبيعة ما يجري من تظاهرات في إيران، وظهر أول تصريح رسمي يعبر عن الموقف التركي على لسان المتحدث باسم الحكومة التركية بكر بوزداغ والذي قال في حسابه على "تويتر" "إن بلاده تعارض تولي وتغيير السلطة في بلد ما عن طريق التدخلات الخارجية، أو استخدام العنف، أو الطرق المخالفة للدستور والقوانين".
وأبرز موقف "بوزداغ" محددات السياسة التركية تجاه التظاهرات، وأنها - أي الدولة - تتابع عن كثب الأحداث وتولي أهمية لحفظ الهدوء والسلم والاستقرار في إيران، إلى جانب دعوة الحكومة والشعب معا " إلى التحرك بحكمة وحذر أمام التحريض والاستفزازات المخطط لها".
نفى طوسون أن يكون الموقف التركي الرسمي نابعا من تخوفات انتقال عدوى الاحتجاجات إلى تركيا متسائلا لماذا تنتقل الاحتجاجات الى تركيا فليس هناك أي داع لمثل هذه الاحتجاجات في تركيا "وقد مرت تركيا بأحداث مشابهة في عام 2013 في أحداث جيزي تقسيم فهذه ألاعيب إمبريالية أمريكية وإسرائيلية وصمدت تركيا ضدها وانتهت
لكن موقفا لافتا طرأ على محددات التعاطي التركي مع التظاهرات مع استمرار أيام الاحتجاج ودخولها اليوم الخامس، حين صرح وزير الخارجية تشاوش أوغلو أن "هناك شخصان يدعمان ما يجري هما الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو"، في تموضع وتماه جديد للموقف التركي الرسمي حيال ما يجري اقتربت فيه تركيا أكثر من الرواية الرسمية للحكومة بطهران.
وجاء اتصال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بنظيره الإيراني حسن روحاني، والذي عبر فيه عن موقف تركيا حيال ما يجري وأنها "تولي أهمية للمحافظة على السلم والاستقرار الاجتماعي في إيران"، ليعطي تأكيدا آخر على رغبة تركيا بهدوء الأوضاع و"تجنب انتهاك القوانين خلال استخدام الشعب حقه في التظاهرات السلمية".
وفي هذا الشأن قال عضو البرلمان التركي السابق والكاتب الصحفي رسول طوسون إن الموقف الرسمي التركي عبرت عنه الخارجية التركية والمتحدث باسم الحكومة إلى جانب ما دار باتصال الرئيس أردوغان مع روحاني.
اقرأ أيضا : أنقرة تدعو طهران لتغليب الحكمة تجنبا للتدخلات الخارجية
ورأى طوسون فى تصريحات لـ"عربي21" أن الاحتجاجات الحالية التي اندلعت تريد من خلالها القوى الخارجية مثل أمريكا وإسرائيل إدخال إيران في فوضى تنتقم من خلالها من المنطقة بأكملها.
وأضاف طوسون: "نحن الآن لا ننظر إلى إيران على أنها دولة شيعية وسياستها خاصة لكن الواقع يقول إنها دولة مستهدفة من الصهيونية والإمبريالية العالمية ورغم أننا لا نوافق على سياستها الخارجية نتطلع إلى الاستقرار السياسي والسلم الأمني وانتهاء الاضطرابات".
ونفى طوسون أن يكون الموقف التركي الرسمي نابعا من تخوفات انتقال عدوى الاحتجاجات إلى تركيا متسائلا لماذا تنتقل الاحتجاجات إلى تركيا فليس هناك أي داع لمثل هذه الاحتجاجات فقد مرت تركيا بأحداث مشابهة في عام 2013 في أحداث جيزي تقسيم فهذه ألاعيب إمبريالية أمريكية وإسرائيلية وصمدت تركيا ضدها وانتهت.
وأكد طوسون على أن "المنطقة بأكملها تخضع لتهديدات عالمية كبيرة من الإمبريالية العالمية الغربية والروسية ليس إيران فحسب بل تركيا أيضا وإن كانت سياساتهم مختلفة إلا أنهم يصمدون في مواجهة التهديدات".
من جهته أعرب الدبلوماسي الإيراني السابق ومستشار وزير الخارجية السفير صباح زنكنة عن امتنانه لموقف تركيا الرسمي وقال إنه موقف مشرف وأخوي صادق يدل على أن المسؤولين في الجمهورية التركية يدركون حقيقة الأوضاع في المنطقة وما يراد من قبل أمريكا وإسرائيل.
وأشار زنكنة إلى أن هذا يأتي "من أجل الاستقرار والأمن في العراق وسوريا والمنطقة بأكملها ويبدو أن نتنياهو وترامب يشعرون بالإحباط نتيجة عدم نجاحهم بالعمل على ديمومة عدم الاستقرار في المنطقة حيث لديهم شعور أن جهود إيران وتركيا ستصل إلى استقرار المنطقة على خلاف رغبتهم".
وأضاف زنكنة في اتصال مع "عربي21" أن أمريكا وإسرائيل يعملون بشكل دائم على دعم المشاكل واثارة القلاقل والشغب في المنطقة ومن ضمنها تركيا وحاولوا معها في السابق ولم ولن ينجحوا دبالطبع لأن هذه الدول قوية وثابتة القدم وتعي وتعرف مصلحتها ومصلحة أمتها أكثر من الدول التي لا تريد الخير لمنطقتنا".
محمد حسني : الموقف التركي مبني بالطبع على مخاوف عدو انتقال الاحتجاجات التي تغذيها حالة الاضطراب وعدم الاستقرار السياسي منذ الانقلاب في 2016 على غرار الخشية من انتقال عدوى التمرد الكردي