هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قارن أحد الدبلوماسيين الإيرانيين، في مقال بموقع "Lobe Log" الأمريكي، بين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، وبين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ورأى سيد حسين موسى، في مقارنته، أن طبيعة تكوين الشخصيتين ستكون الحاسمة في الصراع بين الدولتين الإقليميتين.
واعتبر إن الأنماط القيادية بين ابن سلمان، الذي يعزز سلطته في الرياض، ويجهز نفسه ليصبح أقوى حاكم في التاريخ السعودي، وبين المرشد الأعلى لإيران، والخبرة التي عاشها كل منهما، سوف تقرر مستقبل السلم والاستقرار في المنطقة.
وقال موسوي إنه "قبل الثورة الإيرانية عام 1979، كان خامنئي ناشطا سياسيا، وسجن 15 عاما، وعذب ونفي، فيما ارتفعت مكانته إلى أن انتُخِب رئيسا عام 1981".
وأشار إلى دور خامنئي المحوري في الإشراف على الحرب الإيرانية العراقية (1980ـ 1989)، التي دعمت فيها واشنطن وقوى عالمية وإقليمية صدام حسين، أما محمد بن سلمان، فقد وُلِد عام 1985، وليست له أي خبرة يمكن مقارنتها بخامنئي.
ويقول إن السبب الآخر من أسباب نجاح إيران، هو خبرتها في محاربة الجماعات الإرهابية، مؤكدا أن إيران بأكملها واجهت موجة من الإرهاب.
أما ولي العهد السعودي، بحسب الكاتب الإيراني، فليس لديه تاريخ في مواجهة الإرهاب، وكان يستعد لتولي السلطة، في وقت كانت بلاده فيه "تقدم دعما سريا ماليا ولوجيستيا لتنظيم الدولة، وذلك بحسب رسالة إلكترونية من وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، تعود لعام 2014، كما يقول موسوي.
وأوضح أن إيران جعلت أيضا من معارضتها لإسرائيل محورا أساسيا لسياستها الخارجية، ودفعت ثمنا غاليا مقابل دعمها للفلسطينيين، أما محمد بن سلمان، فسارع في تعزيز علاقاته مع إسرائيل، في محاولة منه لمواجهة النفوذ الإيراني الإقليمي.
الاقتصاد والنشأة
ويقول الكاتب الإيراني إن خامنئي ومحمد بن سلمان يختلفان في الشأن الاقتصادي أيضا، فعلى الرغم من أن كلا من إيران والسعودية تعاني من الفساد والبطالة المزمنة وانخفاض أسعار النفط، فإن طهران قد اتخذت في مواجهة هذه التحديات خطوات لإصلاح نظام دعمها غير الكفؤ، وتنويع اقتصادها.
وحول نشأة الرجلين، يقول موسوي إن الزعيم الإيراني نشأ في أسرة فقيرة، وحافظ على نمط حياة متواضع منذ استلامه لمناصبه الرسمية بعد الثورة. أما محمد بن سلمان، فقد عاش منذ ولادته في قصور مزخرفة، ولم يشهد قط مصاعب شخصية أو فقرا، مذكرا بتقرير صحيفة "نيويورك تايمز"، الذي زعم أن ابن سلمان اشترى يختا بقيمة 500 مليون دولار.
ويتابع الدبلوماسي الإيراني السابق: "تزعَّم خامنئي 28 عاما دولة تعرَّضت لكل أنواع الضغوط الاقتصادية والسياسية والأمنية من قبل القوى الخارجية -بشكل أساسي الولايات المتحدة- بهدف تحفيز عملية تغيير للنظام، ومع ذلك، لم يثبت أمن إيران واستقرارها في هذه الفترة وحسب، بل وأصبحت البلاد قوة إقليمية مؤثرة.
وأضاف: "على النقيض من ذلك، تنظر الأسرة المالكة السعودية للولايات المتحدة بصفتها ضامن أمنها، واعتمدت على رعايتها العسكرية والسياسية والاقتصادية لعقود، مشيرا إلى توقيع السعودية أكبر صفقة أسلحة في تاريخ الولايات المتحدة، بقيمة 350 مليار دولار".