هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بطرق مختلفة وصلت حد "الحضيض"، يواصل الاحتلال الإسرائيلي شن حرب لا هوادة فيها ضد الـ"BDS"، وهو ما رأى فيه مختصون أنه سيعود عليه بالسلب، عبر انتشار وتوسع تأثير حركة المقاطعة عالميا.
نمو حركة المقاطعة
ونشرت وزارة الداخلية الإسرائيلية الأحد الماضي، قائمة تضم أسماء 21 منظمة وجمعية في أوروبا والولايات المتحدة، قررت حظر دخول أعضائها، لمساندتهم حملة المقاطعة العالمية ضدها.
وكشفت أمس صحيفة "هآرتس" العبرية، عن تأسيس وزارة الشؤون الاستراتيجية والإعلام الإسرائيلية، وهي شركة إسرائيلية خاصة، تعمل بإشراف جنرالات إسرائيليين من أجل "تنفيذ بعض أنشطة الوزارة المتعلقة بمكافحة ظاهرة نزع الشرعية ومقاطعة إسرائيل".
وأكد عمر البرغوثي، وهو أحد مؤسسي حركة مقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، والتي باتت تعرف اختصارا بـ"BDS"، أن "نظام الاحتلال والاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري الإسرائيلي، يشن حربا استخباراتية ودعائية وقانونية على حركة مقاطعة إسرائيل".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "هذه الحرب وصلت بعد منع مؤسسات وناشطي حقوق الإنسان من دخول فلسطين المحتلة، إلى حضيض جديد"، لافتا أن هذا المنع يأتي بسبب "مواقفهم المؤيدة لحقوق شعبنا الفلسطيني، أو تلك المنددة بسياسات إسرائيل الغارقة في العنصرية وجرائم الحرب".
وتوقع البرغوثي، أن "يسهم هذا الفصل الجديد في حرب إسرائيل على BDS، التي تعتبرها إسرائيل خطرا استراتيجيا، بسبب تسارع نمو وانتشار تأثير الحركة عالميا".
تمس شرعية الاحتلال
ولفت إلى أن "بعض أهم الكنائس وصناديق الاستثمار العالمية والنقابات العمالية والحركات الاجتماعية، بدأت في إنهاء تورطها في انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان"، مؤكدا أن "هذا التوجه سيزداد بعد أن أسقطت إسرائيل القناع وأظهرت وجهها الحقيقي؛ كنظام اضطهاد يعتبر أسوأ وأكثر وحشية من نظام "الأبرتهايد" البائد في جنوب أفريقيا".
من جانبه، أوضح الكاتب والمحلل السياسي، حسام الدجني، أن ما يقوم به الاحتلال من أجل محاربة حركة المقاطعة، "ليس هو الخطوات الأولى، فقد طرحت قضية BDS في مؤتمر هرتسليا، وقدم وزير الداخلية آنذاك خطة متكاملة لمحاربة ومواجهة تلك الحركة في عقر دارها".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "ما تقوم به إسرائيل، يؤكد أن مسار المقاطعة الاقتصادية والأكاديمية وغيرها من أشكال المقاطعة التي تقوم بها BDS، هو سلاح مجد ومؤلم جدا لإسرائيل التي تقوم على مرتكزي الأمن والشرعية، وهو نموذج راق في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني وتحالف الشعوب في مواجهة الاحتلال".
وأكد الدجني، أن "ما تقوم به حركة المقاطعة، يمس بشكل كبير شرعية الاحتلال كدولة طبيعية تعيش في المنطقة"، منوها أن تلك الحركة "تحاول أن تفسر للرأي العام الغربي الذي طالما ضلل؛ بأن إسرائيل دولة عصرية وديمقراطية..، وهو ما تخشاه تل أبيب وتمارس كل ضغوطاتها لمحاربة تلك الحركة ومحاولة إفشالها".
زيارة دعم الحركة
وحول إمكانية تطوير تلك الحركة من أدواتها في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة ضدها، قال: "إسرائيل ومن خلال ما تقوم به من ممارسة ضغوطها المختلفة عليها وعن غير قصد، تلفت انتباه الكثيرين ممن لا يعلمون عن تلك الحركة ودورها وأهمية ما تقوم به".
وتوقع المحلل السياسي، أن تساهم الإجراءات والضغوطات الإسرائيلية، في "زيادة وتيرة مساندة ومؤازرة القائمين على تلك الحركة وأهدافهم، وهو ما قد ينتج عنه انطلاق حركة المقاطعة في مناطق جديدة في العالم".
وشدد على أهمية أن "تقوم الدبلوماسية الرسمية والشعبية الفلسطينية والعربية، بمساندة تلك الحركة ودعمها، كي نضغط على الاحتلال الذي يقوم على الغطرسة والقوة، في معلب ليس بملعبه"، منوها أنه "مع أهمية تراكم القوة لدى فصائل المقاومة الفلسطينية، فإننا بحاجة لملاعب أخرى لمواجهة هذا الاحتلال وتسجيل أهداف في مرماه"، وفق وصفه.
وتابع: "قرارات الاحتلال ضد الـ BDS، قد ترد عليه سلبا"، لافتا أن "حركة المقاطعة والمقاومة الناعمة، ساهمت في تغيير أمزجة العديد من أساتذة الجامعات في أوروبا، الذين بدأوا بتخريج بعض الطلاب ممن لديهم ميل نحو تأييد الحق الفلسطيني، وكشف صورة الاحتلال الحقيقية أمام العالم".