أحصت
بنغلادش أكثر من مليون لاجئ من
الروهينغيا المقيمين في
مخيمات قرب حدودها مع
بورما، ما يفوق توقعات سابقة، بحسب ما أعلنه المسؤول عن مشروع تسجيل اللاجئين، فيما بدأت الاستعدادات لإعادتهم إلى ديارهم.
وبدأ الجيش البنغلادشي تسجيل البيانات البيومترية للاجئين العام الماضي بعد نزوحهم بأعداد كبيرة من بورما، حيث واجهت هذه الأقلية المسلمة عقودا من الاضطهاد.
وهدف عملية التسجيل في جزء منها المساعدة في إعادة اللاجئين إلى ديارهم، وهي مسألة مثيرة للجدل إذ يؤكد معظمهم أنهم لا يريدون العودة.
وتقول بنغلادش إنها تريد البدء بإعادتهم الأسبوع المقبل وتوصلت إلى اتفاق أولي مع بورما لإنجاز العملية في غضون سنتين.
وقال الجنرال في الجيش البنغلادشي سيد الرحمن الذي يرأس مشروع التسجيل: "قمنا لغاية الآن بتسجيل 1,004,742 من الروهينغيا. تم إعطاؤهم بطاقات تسجيل بيومترية"، وأضاف أن آلافا آخرين لم يتم تسجيلهم بعد.
وتفوق الأرقام تقديرات الأمم المتحدة عن وجود 962 ألفا من الروهينغيا في جنوب شرق بنغلادش قرب الحدود مع بورما.
ويشمل ذلك الرقم 655 ألف لاجئ تقدر الأمم المتحدة أنهم وصلوا إلى بنغلادش بعد 25 آب/ أغسطس 2017 عندما شن الجيش البورمي عملية عسكرية في ولاية راخين ردا على هجمات لمتمردين من الروهينغيا. وقد أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" أن 6,700 من الروهينغيا المسلمين قتلوا في الشهر الأول لبدء العملية العسكرية.
وذكر لاجئون في بنغلادش روايات عن عمليات اغتصاب جماعية مفترضة، وإحراق متعمد للمنازل على أيدي جنود وغيرهم من الغالبية البوذية في راخين.
ويقيم عدد من اللاجئين في بنغلادش منذ سنوات عدة، لكن اتفاق إعادتهم يشمل فقط الذين وصلوا بعد تشرين الأول/ أكتوبر 2016. وقال الطرفان، أمس الثلاثاء، إنهما اتفقا على إنجاز العملية في غضون سنتين، في أول جدول زمني ملموس لعودة اللاجئين.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن قلقه إزاء ذلك الاتفاق قائلا: "نعتقد أنه من المهم جدا أن تكون المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة مشاركة في العملية لضمان التزامها بالمعايير الدولية".
وقال غوتيريس إنه من الضروري أن تكون العودة طوعية وأن يسمح للروهينغيا بالعودة إلى منازلهم الأصلية، وليس إلى مخيمات.
وأعربت مجموعات حقوق الإنسان عن القلق إزاء وتيرة العملية، خصوصا في ظل استمرار فرار الروهينغيا من راخين.
وقال جيمس غوميز المدير الإقليمي لمنظمة العفو الدولية لجنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ، الثلاثاء، إنه "فيما لا تزال ذكريات الاغتصاب والقتل والتعذيب ماثلة في عقول اللاجئين الروهينغيا، فإن خطط إعادتهم إلى بورما لا تزال سابقة لأوانها بشكل مقلق".
وأضاف أن "التشويش والنفي الذي تمارسه سلطات ميانمار لا يعطيان سببا للأمل في أن تكون حقوق الروهينغيا العائدين محمية، أو أن أسباب فرارهم أساسا لم تعد قائمة".