هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف موقع "أسرار عربية" عن امتلاكه وثائق تثبت تورط دولة الإمارات العربية المتحدة في إنشاء شبكة تجسس "عملاقة" في تونس، يديرها جهاز أمن الدولة الإماراتي، في محاولة للتأثير على الحياة السياسية في البلاد.
وقال الموقع، إن الوثائق والمراسلات التي حصل عليها، والمسربة من دولة الإمارات؛ كشفت تورط شخصيات كبيرة في تونس، من بينها الرجل الثاني في حزب نداء تونس محسن مرزوق، مشيرا إلى أن الشبكة تجسست على الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، وحركة نداء تونس التي يتزعمها، إضافة إلى حركة النهضة، وأعضاء في البرلمان.
ومن بين
المتورطين أيضا؛ رجل الأعمال التونسي سليم شيبوب صهر الرئيس المخلوع زين العابدين
بن علي، والذي يقيم في الإمارات حالياً، ويلتقي على الدوام مع ضابط الأمن المسؤول
عن شبكة تونس والذي يحمل لقب (ضابط محطة تونس)، حسب الموقع.
وبدأت الشبكة عملها في أعقاب سقوط نظام المخلوع زين العابدين بن علي، حيث تولى إدارتها ضابط في جهاز أمن الدولة الإماراتي، بتوجيه من ضابط أعلى رفيع في أبو ظبي وهو المسؤول النهائي عن الشبكة. وبحسب الموقع فإن الشبكة عملت بشكل خاص على إفشال وضرب حركة النهضة التونسية في الانتخابات البلدية المقبلة والمقررة في السادس من أيار/ مايو 2018.
ويقول الموقع بحسب الوثائق التي بحوزته؛ إن الشبكة عملت على اختراق حزب "نداء تونس" الحاكم ودخلت إلى الدائرة المحيطة بالرئيس الباجي قايد السبسي، إضافة إلى اختراق البرلمان، وشراء ولاءات وذمم رجال أمن ومسؤولين في الدولة، كما عملت على اختراق الأحزاب السياسية ومحاولة التأثير في عملها، وخاصة حركة النهضة الإسلامية.
وأضاف "أسرار عربية"، أن الشبكة حولت مبلغاً مالياً ضخماً من الإمارات إلى تونس بواسطة شركة وسيطة في لندن، وبحسب الموقع فإن حزب نداء تونس تلقى مبلغاً مالياً ضخما من الإمارات قبل أسابيع من انتخابات الرئاسة 2014.
وفي هذا السياق، كشف الموقع عن علاقة الرجل الثاني في حركة نداء تونس محسن مرزوق بجهاز الأمن الإماراتي المسؤول عن شبكة التجسس.
اقرأ أيضا: محسن مرزوق ينفي علاقته بدولة الإمارات
وتثبت إحدى الوثائق تورط مرزوق مع شبكة التجسس الإماراتية، وتلقيه تمويلا من أبو ظبي، فضلا عن عقده اجتماعات مستمرة مع ضباط إماراتيين، بحسب الموقع الذي أشار إلى أن مرزوق حصل على مبلغ مالي ضخم من الإمارات قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية في تونس، وتحديداً في أيلول/ سبتمبر 2014، من أجل دعم موقف "نداء تونس" في الانتخابات، ولاحقاً تسبب الرجل بخلافات داخل الحركة، وهي الخلافات التي يسود الاعتقاد بأن الإمارات لعبت دوراً في إشعالها نتيجة عدم رضاها عن السبسي.
ومن المعروف أن الانتخابات الرئاسية في تونس جرت يوم 23 نوفمبر 2014 وانتهت بفوز السبسي على منافسيه.
و"اللافت في قضية مرزوق أنه استقال من الأمانة العامة لحركة نداء تونس بعد أقل من عام واحد على الانتخابات التي أوصلت السبسي إلى السلطة في 23 تشرين ثاني/ نوفمبر 2014 بعد أن أشعل خلافات داخل الحزب وكاد يتسبب بشق صفه، وحينها قال إنه يريد محاربة المال السياسي الفاسد، وذلك بعد شهور قليلة من الملايين التي حصل عليها من الإمارات بشكل غير مشروع من أجل الإطاحة بالسبسي". حسب ما أورد الموقع.
يذكر أن محسن مرزوق، أمين عام حركة مشروع تونس، نفى أي علاقة تربطه بدولة الإمارات العربية المتحدة
وقال في تصريحات إعلامية على هامش ندوة صحفية عقدها حزبه (21 مقعدا من 217، ويضم منشقين عن حزب نداء تونس)، الخميس بالعاصمة تونس، إنّ "ما يروج له مؤخرا عن علاقته بالإمارات هو مجرّد إشاعات سخيفة"، على حدّ تعبيره.
وتابع مرزوق بقوله: "هناك تنافس انتماء قطري إمارتي في تونس؛ فمنذ أشهر، تتهمني أطراف بأنني أنتمي إلى مجموعة قطر، والآن اتهامات بانتمائي لمجموعة الإمارات.. فأنا رجل تونسي وعميل تونسي، وسياستي العلم التونسي، والبقية مجرّد إشاعات تم ترويجها".