هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد إعلان الفريق سامي عنان، ترشحه رسميا للانتخابات الرئاسية بمواجهة السيسي، ومن قبله المحامي المعارض خالد علي، تثار التكهنات حول موقف جماعة الإخوان المسلمين من دعم أي من المرشحين، باعتبار ذلك فرصة لكسر الحاجز الذي فرضه الانقلاب عليهم ولتحريك المشهد بمصر. وفي الآونة الأخيرة تحدث كثيرون عن أهمية وجود دور للإخوان المسلمين في الشارع السياسي المصري والانتخابات الرئاسية باعتبارهم الفصيل السياسي الأكبر في البلاد.
وفي مقال مسرب للمحامي عصام سلطان، من سجن العقرب في تشرين الأول/أكتوبر 2017، تحت عنوان "هل يفعلها الإخوان في الانتخابات المقبلة؟"، قال سلطان: "ما زلنا متمسكين بالشرعية وبموقفنا الرافض للحوار مع الانقلاب، وبالرغم من غياب أكبر فصيل سياسي داخل المعتقلات بما يقدح في أي انتخابات تجري في غيبته.. إلا أننا ليس لدينا مانع من الحوار حول كل الموضوعات التي من شأنها انتشال مصر من الضياع والفشل والإفلاس والاقتتال الداخلي مع الفائز في الانتخابات.. بشرط أن تكون حرة".
وذهب المصري المقيم بأمريكا يسري حبيب بخيت، لأبعد من ذلك، متحدثا عن أهمية ودور الإخوان المسلمين السياسي بمصر، وتوقع عبر "فيسبوك" عودتهم سياسيا، وقال: "أتفق مع أصدقاء كثر أن الفصيل الوحيد القادر علي قيادة البلد بالتعاون مع كافة التيارات الأخرى هم الإخوان"، مطالبا بأن "يتطوروا ويواكبوا متغيرات العصر كالرجل البرجماتي أردوغان (الرئيس التركي)"، مضيفا: "استعدوا للمرحلة الجاية بعد إقالة مدير المخابرات العامة".
وتزامن إعلان الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة السابق، عن قراره بالترشح للرئاسة مع قرار قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ليلة الجمعة، بالترشح، ليعيد إلى الانتخابات الرئاسية المنتظرة في آذار/مارس المقبل، قبلة الحياة ويحيي آمال معارضي السيسي في تغييره عبر الصناديق.
إلا أن جماعة الإخوان المسلمين لم تعلن حتى الآن نيتها المشاركة في الانتخابات أو دعوة أعضائها للتصويت لمرشح بعينه، فيما تتمسك قيادات الجماعة بشكل علني بالشرعية الديمقراطية للرئيس محمد مرسي.
اقرأ أيضا: لماذا يرفض السيسي المصالحة مع الإخوان ويتمسك بعدائهم؟
وبمجرد إعلان الفريق عنان ترشحه؛ اتهمت صفحات مؤيدة للسيسي، الفريق عنان، بأنه مرشح جماعة الإخوان المسلمين وأنه حصل على ملايين الجنيهات دعما لحملته منهم.
تصويت الإخوان
وفي تعليقه، حول إمكانية اتخاذ الإخوان قرارا رسميا أو بشكل غير معلن بدعم عنان أو خالد علي، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، الدكتور عبد الموجود الدرديري: "لا أتوقع هذا الإعلان؛ وإن كنت أرى أن يرحب حزب الحرية والعدالة بالروح السياسية الجديدة والتي تعتبر خطوة صحيحة على طريق الدولة المدنية الديمقراطية لجميع أبناء مصر".
وحول إمكانية أن تترك الجماعة أعضاءها للتصويت بحرية لعنان أو خالد علي، يرى الدرديري، في حديثه لـ"عربي21"، أنه "يجب أن يصوت أبناء التيار الإسلامي لمن له فرصة أكبر في الفوز ويستطيع إخراج مصر من كابوس السيسي".
ويعتقد القيادي بحزب الإخوان المسلمين، أن الفريق سامي عنان هو الأقرب من خالد علي لمنافسة السيسي، وذلك بسبب تركيبة الدولة المصرية، متوقعا أن "يدرس الإخوان المسلمون الأمر دراسة دقيقة ويحددوا موقفهم بناء علي المستجدات".
وحول اعتبار البعض الانتخابات الرئاسية فرصة لجماعة الإخوان لكسر الحاجز الذي فرضه الانقلاب على الجماعة وعدم الوقوف عند حدود عام 2013، أكد الدرديري، أنه "من الممكن الجمع بين المبدأ والتكتيك"، مضيفا أنه "من حق الإخوان الإيمان بشرعية الديمقراطية ولكن يمكنهم أيضا التعاطي مع أي بديل يقربهم أكثر لمشروعهم الديمقراطي لمصر".
وأكد الدرديري، أن "الجماعة حريصة كل الحرص على أن يتم الإفراج ليس عن المعتقلين فقط بل عن مصر كلها"، ناصحا الإخوان بقوله: "ولذلك عليهم ألا يضيعوا أي فرصة تقربهم لتحقيق الحرية لمصر كلها".
اقرأ أيضا: هجوم إعلامي لاذع ضد عنان بعد تهديدات السيسي (شاهد)
أوهام
وعلى الجانب الآخر تساءل المحامي والخبير القانوني الدكتور مختار العشري، قائلا: "أي انتخابات تجري، أنا شخصيا لا أعلم أن هناك انتخابات حقيقية في مصر".
وحول إمكانية أن تكون الانتخابات فرصة لتغيير المشهد السياسي، أكد المستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة، بحديثه لـ"عربي21"، أنه "عندما تكون هناك فرصة حقيقية لكسر الانقلاب؛ ففي هذه الحالة يمكن أن نتحدث عن الانتخابات ونفكر فيما هو لصالح مصر وشعبها".
وأكد العشري، أن "ما نحن فيه بتقديري لا يعدو سوى تمثيلية هزلية لصالح شرعنة الانقلاب وليس كسره".
وبالرغم من مخاوف البعض من تفويت فرصة الانتخابات لإنقاذ قيادات الجماعة والرئيس مرسي من السجن ولتغيير السيسي بوجه أقل حدة، يرى العشري، أن "هؤلاء يتمنون أن تكون هناك فرصة، والسياسة ليست بالتمني، وكما قلت في رأيي الشخصي عندما تكون هناك فرصة حقيقية وليست وهمية يمكن وقتها أن نفكر ونتحدث في الأمر، أما أن تكون أوهام، فلا".