هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كتب برينت بودوسكي، الذي عمل مساعدا للسيناتور الديمقراطي لويد بينتسن والنائب الديمقراطي بيل ألكسندر، مقالا نشره موقع "ذا هيل"، عن حالة الفزع التي أصابت الحزب الجمهوري تحضيرا لمقابلة الرئيس دونالد ترامب مع المحقق الخاص روبرت مولر.
ويقول بودوسكي في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها النواب الجمهوريون ضد مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) تظهر درجة من الخوف من قيام المحقق الخاص روبرت مولر بتحرك في الأيام أو الأسابيع المقبلة، سيحدد مسار التحقيق في الهجوم الروسي ضد أمريكا.
ويشير الكاتب إلى أن سلسلة من المعلومات والأسرار عن مقابلة ترامب ومساعديه مع المحقق الخاص مولر وفريقه ظهرت في الأيام القليلة الماضية.
ويلفت بودوسكي إلى أن المعلومات التي تسربت تأتي من مقربين من ترامب، الذين سيقوم مولر بالتحقيق معهم، أو من المحامين الذين يمثلونهم، وتدخل تلك المعلومات في صلاحياتهم، سواء كانت قانونية أم مدفوعة بدوافع سياسية.
ويجد الكاتب أن "الأخبار عن وجود مفاوضات بين محامي ترامب ومولر حول شروط مساءلة الرئيس، تشير إلى أن المقابلة قد تحصل خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، وتؤشر إلى أن بعض القرارات الحاسمة سيتخذها مولر في شباط/ فبراير".
ويذهب بودوسكي إلى أن "احتمال مساءلة ترامب تحت القسم جاء ليشكل لحظة ذروة للتحقيقات، وربما شكلت تلك المساءلة أزمة دستورية لترامب لو رفض الموافقة على شروطها، ويتحرك مولر لاستدعاء ترامب ليقدم شهادته أمام هيئة محلفين".
ويعلق الكاتب قائلا:"لقد حذرت القراء من أن هناك احتمالا قويا لعدم موافقة ترامب للمثول طوعا أمام مولر، مهما كان يريد قوله، وما قاله ترامب للصحافيين يوم الاثنين بأنه مستعد للمثول أمام المحقق تحت القسم لا معنى له؛ لأنه قال أيضا إن موافقته على المثول تعتمد على النصيحة القانونية التي سيتلقاها من المحامين".
ويقول بودوسكي إن "ترامب يعلم مقدما نصائح المحامين له، وعندما يضيف هذه النصائح إلى رغبته بالمثول، فإن الاحتمالات أن هذا لن يحدث، وستفتح أبواب جهنم القانونية والسياسية كلها عندما سيقول أو يخبر ترامب بأنه لن يمثل أمام مولر".
ويبين الكاتب أنه "خلف الستائر وفي المؤسسات الرسمية كلها هناك انتظار للعاصفة التي ستغمر التحقيقات، إن هذا هو سياق الهجمات، التي تتخذ أحيانا شكلا سخيفا ضد (أف بي آي)، ومصدرها عدد من الجمهوريين في مجلس النواب والشيوخ ومن يدعمونهم في الإعلام".
ويذهب بودوسكي إلى أن "معظم هذه الهجمات مثيرة للضحك، ولن يتم نشرها هنا أكثر من القول إن هذه الهجمات تعد خطأ فظيعا، وهي خطيرة من الناحية السياسية على الجمهوريين؛ لأن هذه الهجمات ضد (أف بي آي) تعد من الناحية السياسية مدمرة سياسيا، وكارثية من الناحية القانونية؛ لأنها تشير للناس العقلانيين إلى أن مطلقيها لا ثقة لديهم في تبرئة ساحة ترامب والمقربين منه من التحقيقات".
ويختم الكاتب مقاله قائلا إن "أمريكا تدخل محورا خطيرا، فلو كان ترامب ينوي التخلص من مولر، ومنح تبرئة استباقية (وقائية) لمن لم توجه اتهامات لهم، أو من وجهت لهم اتهامات بناء على الحقيقة المحتومة، وهي أن ترامب سيمثل أمام مولر تحت القسم أم لا، فإن ذلك سيؤدي إلى أزمة دستورية وردة فعل عسكية ضخمة ضد ترامب والجمهوريين الذين يدافعون عنه، من خلال الهجوم على مكتب التحقيقات الفيدرالي".