هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى تقريرا لمدير برنامج "ستاين" لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في معهد واشنطن ماثيو ليفيت، يقول فيه إن الخارجية الأمريكية أدرجت منظمات جديدة على قائمة الإرهاب، أعلن عنها منسق مكافحة الإرهاب في الوزارة نايان سيلز، خلال كلمة له يوم الأربعاء في المؤتمر السنوي لمعهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في تل أبيب.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الكيانات المدرجة تتهم بالقيام بأنشطة تزعزع الاستقرار، مثل تقويض العملية السلمية، واستهداف مسؤولين مصريين رفيعي المستوى، وتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة.
ويفيد الكاتب بأن من بين المدرجين الجدد على القائمة رئيس حركة حماس إسماعيل هنية، وثلاث منظمات، هي حركة الصابرين (غزة)، وحركة لواء الثورة (مصر)، وحركة سواعد مصر، وتعرف أيضا باسم حسم (مصر).
ويجد الموقع أن "هذا الإدراج يعكس قضيتين تهمان إدارة ترامب: الإرهاب الذي تموله إيران، والإرهاب الذي تلهمه جماعة الإخوان المسلمين".
ويلفت التقرير إلى أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ركز في بيان صحافي، على أن حركتي حماس والصابرين "تمولهما وتوجههما إيران"، وتستمران في محاولة تنفيذ هجمات، بطلب من إيران، منوها إلى أن البيان يشير مثلا إلى أن "القوات الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية ألقت القبض على خمسة ناشطين (من منظمة الصابرين) كانوا يعملون بأوامر إيرانية، ووصلهم تمويل إلى غزة للقيام بهجماتهم".
ويقول ليفيت إنه "على النحو ذاته، فإن هنية حاول تحسين العلاقة مع إيران خلال رئاسته لحركة حماس في غزة، ومع أن علاقة حركة حماس مع طهران تدهورت بعد رفض حركة حماس دعم نظام الأسد في سوريا، إلا أنها تعافت بسرعة خلال تسلم هنية لرئاسة الحركة، خاصة بعد أن أرسل وفدا من الحركة لإيران العالم الماضي، وزعم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت الشهر الماضي بأن تمويل إيران لحركة حماس والمجموعات المتطرفة الأخرى في غزة وصل إلى 100 مليون دولار".
ويفيد الموقع بأنه "بالإضافة إلى اتصالات هنية بإيران، فإن وزارة الخارجية الأمريكية أبرزت (علاقاته الوطيدة) مع الجناح العسكري لحركة حماس، وتورطه (في هجمات إرهابية ضد مواطنين إسرائيليين)، حيث أن (هذه التهم هي السبب في أن إدراجه على القائمة جاء عن طريق وزارة الخارجية، وليس من وزارة المالية، التي في العادة تستهدف ممولي الإرهاب، الذين يوفرون الترتيبات اللوجستية له، وكانت هناك قيود مالية مفروضة على هنية أصلا من وزارة المالية الأمريكية قبل إدراجه على القائمة اليوم)".
وينوه التقرير إلى أنه بحسب التقارير، فإن حركة الصابرين تتلقى 10 ملايين دولار سنويا من طهران، وكان القائد السابق في حركة الجهاد هشام سالم، هو من أسس الحركة، الذي كان هدفا لعدة محاولات اغتيال من حركات جهادية سلفية؛ بتهمة أنه تشيع، مشيرا إلى أن حركة الصابرين تؤيد إيران بشكل علني، وتنظم مظاهرات بمناسبة ذكرى الثورة الإسلامية عام 1979، وتقيم المحاضرات في العقيدة الشيعية، ويشبه علم الحركة علم حزب الله، واتخذت مواقف مؤيدة لإيران في قضايا لا تتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، كما أن "لسالم تاريخا حافلا في الإرهاب، واعتقلته إسرائيل والسلطة الفلسطينية وسلطات حركة حماس على مدى السنوات الماضية".
ويذكر الكاتب أن إيران تدعم حركة الصابرين، بما في ذلك مشاريع خيرية تهدف لإيجاد قاعدة شعبية للحركة، مشيرا إلى أنها تقلد حزب الله بشكل شبه كامل، فمثلا تحمل الأدوات المدرسية الموزعة على الأطفال صور زعيم حزب الله حسن نصرالله، بحسب تقارير في الإعلام الإسرائيلي منذ عام 2015، إلا أنه لم يكتب عن الحركة سوى القليل.
ويبين الموقع أن حركة حسم ظهرت في تموز/ يوليو 2016, بعد إعلان مسؤوليتها عن الهجوم القاتل على ضابط الشرطة المصري محمود عبد الحميد، وقامت منذ ذلك الحين بعدة هجمات محلية، استهدفت شخصيات حكومية وأمنية بالذات، وأعلنت مؤخرا مسؤوليتها عن تفجير في سفارة ميانمار في القاهرة في أيلول/ سبتمبر 2017.
وبحسب التقرير، فإنه بعد شهر من ظهور "حسم"، فإن "لواء الثورة" أعلن عن إنشائه على مواقع التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أن "لواء الثورة" مثل "حسم"، يستهدف بشكل رئيسي الأمن المصري والشخصيات الحكومية، بما في ذلك اغتيال الضابط الكبير اللواء عادل رجائي في تشرين الأول/ أكتوبر 2016.
ويقول ليفيت: "قد يكون ربط (حسم) و(لواء الثورة) مباشرة بالإخوان المسلمين أمرا قابلا للنقاش، لكن المنظمتين منسجمتان مع الجماعة".
وينقل الموقع عن الخبير في الشأن المصري إريك تراغر، قوله: "منذ الإطاحة بزعيم الإخوان محمد مرسي من الرئاسة عام 2013، تكاثرت المنظمات المتطرفة غير البارزة في مصر، ومع أنه لا يمكن ربط تلك المنظمات مباشرة بالتسلسل التنظيمي الصارم لجماعة الإخوان المسلمين، التي قامت الحكومة المصرية بقطع رأسها بعد الإطاحة بمرسي، إلا أن تلك التنظيمات تتبني مبادئ ورواية الإخوان".
ويجد التقرير أن خطاب "حسم" و"لواء الثورة" وأفعالهما تشبه كثيرا تلك التي تميز بها "المتطرف الإخواني محمد كمال (السنانيري)"، بالإضافة إلى أن صفحات التواصل الاجتماعي التي تروج من خلالها المنظمتان هجماتهما عادة ما تستخدم شعارات إخوانية، وتسوق لشخصيات تاريخية، منوها إلى أن كلا من "حسم" وجماعة الإخوان أعلنتا في إحدى الهجمات مسؤوليتهما عن الهجوم على قوات الأمن في تموز/ يوليو 2017.
ويعلق الكاتب قائلا إنه "بشكل عام قد يكون أعضاء من الإخوان انضموا إلى مجموعات متطرفة مدربة جيدا، مثل (حسم) و(لواء الثورة)، التي تدعو طيلة الوقت إلى استهداف المدنيين الأجانب والمصريين".
ويختم الموقع تقريره بالقول إنه "مع أن هدف وزارة الخارجية من هذه التسمية هو حرمان هذه الكيانات من الموارد التي تمكنها من التخطيط للهجمات الإرهابية وتنفيذها، فإنها في الغالب لا تملك أصولا تقع تحت الاختصاص القضائي الأمريكي، فيبقى هذا الفعل في إطار الرمزية في طبيعته، ويهدف لدعم الحلفاء الإقليميين الذين يشاركون واشنطن القلق بشأن دعم إيران للإرهاب والعنف المستلهم من الإخوان".