"الأمم المتحدة" تندد بتهديد نازحي تاورغاء أثناء محاولة عودتهم

أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في بيان صحفي، الجمعة، عن أسفها إزاء منع أبناء مدينة تاورغاء وعائلاتهم من العودة لمنازلهم من قبل من وصفتهم ببعض العناصر المتشددة.

ونددت البعثة بالتهديدات التي طالت النازحين أثناء محاولتهم العودة، كما انتقدت بشدة محاولات ابتزازهم ماليا للسماح لهم بالعودة الآمنة إلى ديارهم.

ودعت البعثة إلى العودة للعقل وتنفيذ الاتفاقات المعقودة، والاستفادة من التزام حكومة الوفاق الوطني الليبية بتأمين عودة النازحين أمنياً وبتعويض المتضررين مالياً، وللاستفادة أيضاً من استعداد المجتمع الدولي للإسهام في نجاح العملية.

وأضاف البيان: "لا يمكن الوصول إلى استقرار دائم في ليبيا إلا بحصول كل صاحب حق على حقه، وبعودة الأهالي إلى ديارهم، وبتغليب روح التفاهم والوئام بين عموم شرائح الشعب الليبي".

اقرأ أيضا: بلدية مصراتة تطالب بتأجيل عودة نازحي تاورغاء

وأكد البيان أن الأمم المتحدة رعت منذ سنتين ونيف مشروع المصالحة بين مصراتة وتاورغاء ورحبت بقرار حكومة الوفاق الوطني بتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه - بدعم ومتابعة حثيثين من قبل البعثة- وبتخصيص الأموال اللازمة لتعويض المتضررين من جراء الأحداث التي حصلت في تلك المنطقة.

وعبرت البعثة عن ترحيبها بدعوة الحكومة أبناء تاورغاء للعودة إلى منازلهم في 1 شباط/ فبراير الجاري، وأبدت استعدادها الكامل للإسهام في نجاح هذه المبادرة من خلال مختلف وكالات الأمم المتحدة المعنية.

وكان مسلحون معارضون لعودة نازحي تاورغاء قد أغلقوا الخميس بوابات الدافنية والكراريم والسدادة، وتجمعوا على الطريق أيضا شرق مدينة سرت الليبية ومنعوا عودة نازحي مدينة تاورغاء إلى مدينتهم، بحسب مصدر محلي من مدينة مصراتة.

وأوضح المصدر أن المسلحين الذين قاموا بإغلاق والبوابات ينتمون إلى كتائب مسلحة مختلفة، وأن بعضهم يتبع للمجلس العسكري مصراتة.

من جهة أخرى قال وزير الدولة لشؤون النازحين والمهجرين يوسف جلالة إن بعض المسؤولين يعملون على التفاوض مع المسلحين الرافضين لعودة نازحي تاورغاء إلا أنهم لم يصلوا إلى نتيجة إيجابية.

وطالب المجلس البلدي لمدينة مصراتة، أمس الخميس، بتأجيل عودة أهالي تاورغاء، موضحا أن هذه الخطوة جاءت نظراً لما وصفه بالتصعيد الإعلامي من بعض الأطراف التي لا يهمها تنفيذ الاتفاق بين مصراتة وتاورغاء لعودة النازحين إضافة إلى اختراق بعض الأطراف لتراتبية بنود الاتفاق، مما يسبب خللا في الترتيبات الفنية والأمنية المعدة مسبقاً.

وكانت حكومة الوفاق الوطني الليبية قد أعلنت موعد عودة أهالي تاورغاء إلى مدينتهم مع بداية فبراير وذلك بعد الاتفاق بين لجنتين من مدينة تاورغاء ومصراتة في يونيو الماضي على عودة النازحين وجبر الضرر وذلك بعد نزوح أهالي المدينة منذ أكثر من ست سنوات عقب أحداث ثورة السابع عشر من شباط/ فبراير في عام 2011.