حفتر يجري زيارة غير معلنة إلى القاهرة.. ماذا وراءها؟

أجرى اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر زيارة غير معلنة إلى العاصمة المصرية القاهرة، عقد خلالها لقاءات عدة مع مسؤولين مصريين حول التطورات السياسية والعسكرية.

ووصل حفتر إلى القاهرة، مساء الأربعاء الماضي، بهدف "التنسيق المشترك بين مصر وقيادة الجيش في مكافحة الإرهاب"، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية.

وذكرت أن "حفتر عقد سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين المصريين لبحث التطورات السياسية والعسكرية في ليبيا، وأن هناك "ترتيبات لعمل مشترك على الأرض في هذا الإطار".

لماذا سرية؟

وتكررت زيارات حفتر غير معلنة إلى كل من مصر والإمارات، دون ذكر الهدف من عدم إعلان هذه الزيارات.

ورأى متابعون أن "دلالة سرية هذه الزيارات أنها ربما تكون "استدعاء" من قبل القاهرة وأبو ظبي وليست زيارة رسمية بالمعنى التقليدي، والدليل أن كل زيارة غير معلنة يتم كشفها عبر إعلام هذه الدول".

وتثير زيارة حفتر الأخيرة غير المعلنة إلى مصر تساؤلات حول أسباب توقيتها. وهل لمعركة درنة علاقة؟.

"تنسيق عسكري"

من جانبه، قال عضو المؤتمر الوطني العام الليبي السابق، محمد عبد الكريم دومة: "من الواضح أن هناك تنسيق كامل بين قيادة الجيش الليبي (قوات حفتر) وبين دولتي مصر والإمارات، وتحديدا فيما يتعلق بملف مكافحة الإرهاب".

وأعرب في تصريحات لـ"عربي21" عن اعتقاده بأن "عملية تحرير مدينة درنة (شرق ليبيا) أصبحت قريبة جدا، وإذا نجح- الجيش- في ذلك فإنه يكون قد قطع مسافة كبيرة جدا في السيطرة على كامل التراب الليبي".

"استدعاء"

ورأى الكاتب الصحفي الليبي، عبد الله الكبير، أن "الزيارات غير المعلنة لحفتر هي استدعاء بالطبع، وعادة ما يتم فيها إصدار التعليمات الجديدة المواكبة للتطورات السياسية والعسكرية، من قبل أنظمة هذه الدول لحفتر".

وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": أن "الزيارات لا علاقة لها بموضوع توحيد الجيش، لكن أعتقد أن الأمر يخص معركة درنة وتطورات ملف الضابط محمود الورفلي بعد بروزه كقوة فاعلة في بنغازي من خلال رد فعل أنصاره وتهديدهم الصريح والمباشر لنفوذ حفتر"، وفق تقديره.

درنة والانتخابات

وأكد الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد، أن "زيارة حفتر لمصر أو الإمارات لا يمكن لها أن تكون رسمية لاعتراف الأخيرتين بحكومة الوفاق الوطني، ولتفادي مزيد من الإحراج بعد أن أكدت التقارير الدولية تورطهما في تهريب السلاح لقوات حفتر".

وحول أهداف الزيارة، قال لـ"عربي21": "تهدف بالدرجة الأولى للتنسيق بخصوص اقتحام مدينة درنة خاصة، وأن قوات حفتر بدأت تعاني تخلخلا وتفككا في صفوفها، أما فيما يخص توحيد الجيش فأعتقد أن هذا الأمر تمّ تجاوزه بعد رفض المبادرة المصرية وعدم الأخذ بها".

واستدرك قائلا: "ولا يمكن استبعاد الشق السياسي للزيارة حيث يتوقع أن يتم التشاور مع حفتر بخصوص الوضع السياسي وكيفية تقديمه كشخصية سياسية في الانتخابات إذا نجح في السيطرة على درنة"، وفق رأيه.

"وعكة صحية"

من جانبه، قال رئيس مؤسسة "ليبيا للإعلام" (مستقلة)، نبيل السوكني، إنها "ليست زيارة بالمعنى المعروف، لكن حفتر تعرض إلى وعكة صحية نقل على إثرها إلى مصر للعلاج".

وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أنه "فيما يتعلق بزيارات مصر غير المعلنة، فليست المرة الأولى فقد سبقتها عدة رحلات، وكلها تأتي في إطار التعليمات والأوامر الصادرة من السيسي وآل نهيان إلى ابنهم البار "حفتر"، حسب وصفه.

"تدخل أممي"

وطالب رئيس مؤسسة التضامن الليبية لحقوق الإنسان، جمعة العمامي، "البعثة الأممية إلى ليبيا ورئيسها غسان سلامة بضرورة التدخل لتحييد التأثير الإقليمي في القضية الليبية، خاصة أن مثل هذه الزيارات تكون نتائجها سلبية على المشهد في ليبيا".

وتابع: "هذه الزيارات من قبل حفتر لم تتوقف، والتدخل الإقليمي السلبي أجهض حلم الليبيين في بناء دولتهم المدنية التي كانوا يحلمون بها"، كما قال لـ"عربي21".

من جهته، استبعد الناشط السياسي الليبي، مختار كعبار، لـ"عربي21" أن "يكون في مقدور السيسي تقديم أي شيء آخر لحفتر بعد الضربات الجوية التي لم تمكن حفتر من دخول درنة المحاصرة، لأنه مهتم الآن باجتياح سيناء والانتخابات، وكذلك ابن زايد لن يراهنا على حفتر مجددا".