هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، الأحد، نداء استغاثة وجهه معتقلون سُنة في سجن الناصرية جنوب العراق، الأمم المتحدة وجميع منظمات العالم المعنية بحقوق الإنسان والسجناء.
وجاء في نداء الاستغاثة: "نحن السجناء السُنة المتواجدين في سجن سوسة سابقا في السليمانية (بإقليم كردستان) تم نقلنا الآن إلى سجن الناصرية (جنوب العراق)، ويتم الآن تعذيبنا بكل الطرق وبأسلوب وحشي بإشراف المليشيات بعيدا عن كل القيم الإنسانية".
وناشد المعتقلون السُنة، وفقا للنداء الذي نشر باللغتين العربية والإنجليزية، العالم أجمع بالالتفات لهم والتدخل السريع لأننا في "خطر وأصبح مصيرنا مجهولا".
وهذه ليست المناشدة الأولى التي ينقلها نشطاء ، عن المعتقلين في السجون العراقية ولاسيما معتقلي سجن الناصرية (جنوب العراق).
ولم يتسن لـ"عربي21" التحقق من صحة ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، من جهة مستقلة.
وكان تقرير أعده مركز بغداد لحقوق الإنسان، نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، عن واقع السجون العراقية، ذكر فيه أن 39 ألفا من الرجال والنساء وعائلاتهم تحت التنكيل وسوء المعاملة والتمييز الطائفي داخل السجون، وأن الانتهاكات في سجون وزارة العدل ارتفعت وتيرتها خلال سنة 2017.
وقال المركز إن "الانتهاكات لم تقف عند المعتقلين فحسب، بل طالت عائلاتهم من حيث تعرضهم لتضييق وسوء معاملة أثناء زيارات المعتقلين الدورية، واستنزافهم مالياً بسبب ارتفاع أسعار المواد التي تبيعها الوزارة للمعتقلين من خلال محالها الرسمية في السجون، في ظل استمرار الوزارة بمنع العائلات من إدخال المواد الغذائية والملابس والأدوية للمعتقلين".
وأوضح التقرير الذي اعتمد على شهادات معتقلين ومعتقلات، وشهادات عدد من عائلات المعتقلين وعدد من المحامين العراقيين، إضافة إلى شهادات منتسبين عدليين وموظفين في شعب الطبابة في دائرة الإصلاح العراقية، إلى أن "أسوأ السجون معاملة هي سجن الناصرية المركزي الواقع في صحراء الناصرية التابعة لمحافظة ذي قار وسجن الحوت المركزي (التاجي)".
اقرأ أيضا: مصادر تروي لـ"عربي21" مشاهد صادمة عن سجون العراق
وأحصى التقرير عدد المعتقلين في جميع السجون بـ 38 ألف معتقل من الرجال، وأكثر من 900 من النساء، مبينا في نفس الوقت أن وزارة العدل العراقية تحجب البيانات الرسمية عن الرأي العام والمنظمات الحقوقية الدولية والمحلية، بسبب سوء ظروف الاحتجاز، وتفشي الأمراض الخطيرة، والإهمال الطبي.
ولفت إلى أن وزارةَ العدل تمارس الطائفية بحق المعتقلين السُّنة في جميع سجونها بمنع رفع الآذان وأداء صلاة الجماعة وأداء صلوات الجمع والعيدين والتراويح.
وتمنع السجون من إدخال المصاحف للمعتقلين، وتوفر نسخا محدودة منها، فتمنع أن يزيد عدد المصاحف في الزنزانة الواحدة في سجن الناصرية على مصحف واحد، وعلى أربعة مصاحف في كل قاعة من قاعات سجن التاجي، وإن عثر على أكثر من هذه النسخ يتعرض معتقلو الزنزانة أو القاعة للضرب والسب والشتم.
وكشف التقرير عن تعرض عدة معتقلين في السجنين للضرب و الإهانة بسبب ذلك، في حين تسمح الوزارة للمعتقلين الشيعة في سجونها بإقامة الصلوات والشعائر الجماعية، وتسمح لهم بإدخال المصاحف والكتب الدينية.
ويجبر المعتقلون السُّنة في أغلب سجون وزارة العدل على حضور محاضرات دينية تقيمها الوزارة داخل السجون، يلقيها رجال دين من شعبة الإرشاد الديني في الوزارة، وجميع رجال الدين في الشعبة من المذهب الشيعي، وأغلبهم ينتمون لحزب الفضيلة الإسلامي، الذي ينتمي له وزير العدل الحالي حيدر الزاملي.
وكشف التقرير عن تعرض عدد غير قليل من المعتقلين لصور مختلفة من التعذيب، فيتعرضون للضرب بالهراوات والقضبان الحديدية والعصي الكهربائية في بعض حملات التفتيش وعمليات إجراء التعداد اليومي، ويجبر بعض المعتقلين على الوقوف على رجل واحدة ورفع اليدين إلى الأعلى عدة ساعات في بعض الأحيان من قبل بعض ضباط وعناصر المناوبات.
وغالبا ما يتعرض المعتقلون أثناء نقلهم من سجونهم إلى المحاكم أو أثناء نقلهم بين السجون إلى الضرب والركل والتنكيل والسب من الحراس، وتبقى أيديهم وأرجلهم مقيدة لأكثر من 10 ساعات متواصلة، بحسب التقرير.
وكانت مصادر حقوقية عراقية مطلعة قد نقلت لـ"عربي21"، في آذار/ مارس الماضي، مشاهد صادمة لما يحصل للمعتقلين في السجون العراقية، من انتهاكات جسدية وتفش للأمراض وحرمان من الغذاء، فضلا عن الإهمال الصحي.
وقالت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها، إن "سجون العراق المركزية في الناصرية جنوب البلاد والحوت في منطقة التاجي شمال بغداد، وآخر يدعى سوسة في إقليم كردستان، إضافة إلى سجن بعقوبة بمحافظة ديالى، تشهد انتهاكات صارخة".
المصادر المتابعة لشؤون المعتقلين، كشفت أن "من أسوأ السجون هو سجن الناصرية في محافظة ذي قار، حيث يتعرض فيه السجناء وجلهم من المكون السني إلى تعذيب وإهانات بشكل يومي على يد السجانين، فضلا عن الإهمال الصحي وسوء التغذية".