هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شنت السلطات بمصر حملة أمنية ضارية بحق المعارضين والمنافسين للسيسي منذ الإعلان عن فتح الباب لانتخابات الرئاسة قبل نحو أقل من شهرين بشكل فج؛ بحيث أغلقت المجال العام أمام الجميع بمن فيهم أنصار 30 يونيو، وشركاء 3 يوليو وما أعقبهما من انقلاب على مكاسب ثورة 25 يناير.
وحمل
سياسيون ومحللون النظام القائم والمعارضة المشرذمة في مصر مسؤولية انفراد زعيم
الانقلاب عبدالفتاح السيسي بالسلطة، واستئثاره بها سياسيا واقتصاديا دون منازع،
وباتت خيارات المعارضة في التغيير السلمي بعيدة، والتخوفات من حدوث انفجار شعبي
قريبة.
التصحيح قبل فوات الأوان
وعلق عضو ائتلاف
شباب ثورة يناير السابق، والناشط السياسي، شادي الغزالي حرب، بالقول إن "على المصريين أن يتمسكوا
بخيار السلمية طوال الوقت، ويعبروا عن آرائهم عبر القنوات السلمية، والتمسك بأن
المسار السياسي الحالي مسار خاطئ، ولا بد للعودة لمسار ديمقراطي حقيقي".
وأكد
لـ"عربي21" أن الأجواء الآن أشد قتامة عما كانت عليه بعد انتخابات 2010
المزورة في عهد الرئيس الأسبق، حسني مبارك، وقال: "كان هناك هامش من الحرية،
وكانت الحياة السياسية تزخر بالحركات المعارضة مثل حركة كفاية، والحركة الوطنية
للتغيير، وأحزاب سياسية مختلفة بما فيها التيارات الإسلامية، بالإضافة إلى نشاط
الجامعات، والحركات العمالية".
واضاف:
"السلطة لم تستوعب أنه عند إغلاق جميع منافذ التعبير عن الرأي، وقطع جميع
الطرق السلمية للتغيير، سيؤدي ذلك إلى الانفجار بشكل عشوائي، وفوضى لا يريدها أحد،
ولذلك ننصح طوال الوقت بالعودة للمسار الديمقراطي، وفتح المجال العام أمام الكيانات السياسية كافة، دون تنكيل أو اعتقال من أجل تصحيح المسار السياسي، ونترك فرصة
لتصحيح سياسي بعيد عن العنف".
اقرأ أيضا: صحيفة ألمانية: "صمت القبور" في مصر قبل الانتخابات الرئاسية
النخبة المأزومة
وحمل زعيم تيار الأمة،
ورئيس حزب الفضيلة، محمود فتحي، السلطات المصرية والنخبة السياسية مسؤولية الوضع
السياسي الراهن، قائلا: "السيسي نفسه قال لا تغيير إلا على جثتي، هو
الذي يريد سيناريو الفوضى"، مضيفا أن "أزمة مصر الآن ليست في النظام المجرم أو الوعي
الشعبي، إنما في النخبة التي لم تنتج عددا من المشروعات تحتوي فيه الطاقات
وتجمع حوله حاضنة شعبية".
وأكد
لـ"عربي21" أن الثورة المصرية لم تنتج بعد تياراتها الثورية
وقياداتها الثورية، متوقعا أن "تنفجر الأوضاع بمصر قريبا، ولو لن تنتج الثورة
وقياداتها مجموعة من المشروعات التي تقود وتوجه الشعب، فإن هذه الفوضى ستأكل الثورة
وقياداتها وستقع في النهاية كما وقعت أول مرة".
ورأى أن "هناك تشابها كبيرا في انسداد الأفق السياسي بين أجواء ما قبل انتخابات 2018 وقبل ثورة 2011، إلا
أن مبارك كان يفعل هذا بغطاء مدني، أما السيسي فيهدد الجميع بسيناريو سوريا
والعراق، وبغطاء عسكري".
وذهب إلى القول بأنه
"لا خيار للمصريين إلا الثورة"، لكنه حذر من أن "أي انفجار دون
قيادة، سيصل بنا إلى نفس ما حدث بعد 25 يناير، ولا حل لنا إلا بوجود مشروعات
جديدة وتيارات ثورية تتشكل لها قيادة، ومشروع ورؤية وخطة، ثم هذه التيارات الجديدة
من الممكن أن تشكل مظلة اصطفافية".
اقرأ أيضا: "البناء والتنمية": انسداد الأفق السياسي يفتح أبواب الشر بمصر
خيارات التغيير
واستبعد المحلل السياسي،
غاندي عنتر، أن يستمر الوضع في مصر على ما هو عليه، قائلا: "لا يمكن أن يستمر
الحال بهذا الشكل؛ فالنظام وصل إلى مرحلة السعار وأصبح ينتقم من الجميع دون تفريق، بما فيهم من وقف معه في 30 يونيو، وهذا الوضع لن يستمر، فالمعطيات على الأرض تقول
بأن هناك حراكا في الدوائر المغلقة لحل المشكلة بين عنان والسيسي، ولذلك لا بديل
عن استمرار الطرق السلمية".
وأضاف عنتر
لـ"عربي21" أن "خيار السلمية هو خيار ثورة يناير التي كانت سلمية،
وستظل كذلك؛ فالتجارب التاريخية في مصر أثبتت أن حمل السلاح والتغيير القسري بالقوة
لم يفلح، ولا بد من الاستمرار في تغيير النظام عبر كل الآليات والأدوات الشرعية
بما فيها الانتخابات".
وشبّه ما يحدث الآن
"بما حدث قبل ثورة يناير بشهور من حالة الانسداد السياسي والكبت، ووصول الناس إلى
مرحلة الانفجار"،
مرجحا حدوثه بسبب "غباء النظام
في التعامل مع المعارضين السياسيين، إلا إذا تداركه البعض في المؤسسة العسكرية
بتغييره قبل إزاحته شعبيا".
اقرأ أيضا: التبشير بموجات جديدة من "الربيع العربي" على ماذا يستند؟