صحيفة: هكذا أعلنت مصر بداية "عرضها المسرحي" الانتخابي

نشرت صحيفة "الموندو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن اتجاه مصر نحو الانتخابات في ظل تفعيل حالة الطوارئ، وغياب المعارضة التي يقبع غالبية رموزها خلف القضبان.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه في خضم شعور الشعب بالغضب والاستسلام للأمر الواقع، أعلنت مصر عن انطلاق حملة الانتخابات الرئاسية التي تحولت إلى مجرد إجراء بالنسبة للمشير السابق، عبد الفتاح السيسي، لضمان استمراريته في القصر الرئاسي، وفق ما أوردته. 

وقالت: "بعد أن زج السيسي بغالبية المعارضين في السجن، لجأ نظامه في اللحظات الأخيرة إلى مرشح منافس لا يخفي ولاءه له".

ونقلت الصحيفة عن الناشط وائل إسكندر، الذي أصيب بالإحباط، شأنه شأن الكثير من المعارضين بسبب القيود التي يفرضها المشهد السياسي الحالي، أن "حملة السيسي الحقيقية بدأت منذ فترة، وهي لا تمت بصلة إلى الانتخابات". 

اقرأ أيضا: قبول ترشح السيسي وموسى رسميا لانتخابات الرئاسة المصرية

وقال: "يتمثل دور هذه الحملة في إخماد أي شكل من أشكال المعارضة، عبر الرقابة، والاعتقالات، والتعذيب، وغيرها من الممارسات الاستبدادية الأخرى".

وأضافت الصحيفة أن البلد الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم العربي، يستعد "للعرض المسرحي" الانتخابي في ظل حالة الطوارئ، وبالتزامن مع انطلاق موجة قمع جديدة. 

وخلال يوم الجمعة الماضي، أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر رسميا عن مرشحي الانتخابات، وهما عبد الفتاح السيسي وموسى مصطفى موسى.

وذكرت الصحيفة أن شعار "النجمة" ميّز حملة انتخابات المرشح الأول، بينما كانت "الطائرة" شعار حملة المرشح الثاني. 

وتجدر الإشارة هنا إلى أنه خلال حملته الانتخابية الأولى، التي أقيمت بعد انقلاب سنة 2013، لم يعقد السيسي اجتماعات عمومية. ومن الممكن أن تتكرر هذه الحالة، خاصة بعد أن ضمن السيسي إعادة انتخابه بشكل مسبق.

وكشفت الصحيفة أن زعيم حزب الدستور، خالد داوود، أفاد بأن "ما يحدث في مصر ليس انتخابات، وإنما أمر شبيه بنوع من الاستفتاءات التي تعرف نتائجها قبل تنظيمها، حيث يعد المرشح الثاني جزءا من الزخارف التي تزين هذا الاستفتاء". 

اقرأ أيضا: كل الطرق لقصر الاتحادية تؤدي إلى السيسي (انفوغرافيك)

وواصل داوود أنه "ينتظر المصريين شهر من الدعاية تكريما للسيسي. أما التحدي الوحيد، فيتمثل في عدد المشاركين في الانتخابات. وفي الوقت الحالي، يجب الانتظار للتعرف على عدد الناخبين الذين سيقنعهم النظام المصري بالتحول إلى صناديق الاقتراع".

وأوردت الصحيفة أنه منذ أوائل شهر كانون الثاني/ يناير اختفى من الساحة الانتخابية جميع المعارضين الذين أعلنوا عن نية الترشح للانتخابات الرئاسية ومنافسة السيسي. 

وكان أحمد شفيق، المعارض الأول الذي رفع الراية البيضاء واستسلم أمام الرئيس الحالي.

وبينت الصحيفة أن حملة الاعتقالات التي قادها النظام المصري، وحالة الاحتقان التي تلتها، أجبرت السيسي على البحث عن منافس له لإضفاء طابع الشفافية على الانتخابات. 

وأثارت استراتيجية الرئيس المصري، التي اعتمدها قبل الانتخابات، موجة من السخرية في صفوف الرأي العام المصري. في المقابل، لوحظ نوع من اللامبالاة من طرف الشعب المصري تجاه الانتخابات التي يغيب عنها عنصر التشويق. 

ونقلت الصحيفة عن الدكتور إتش هيلير، أن "المحللين، والدبلوماسيين، والمراقبين المطلعين على الوضع يلاقون العديد من الصعوبات التي تحول دون تمكنهم من وصف الانتخابات على أنها تنافسية ومفتوحة". 

وأضاف هيلير أن "هذه التجربة الانتخابية كانت قادرة على أن تصبح فرصة لضخ روح جديدة للساحة السياسية المصرية، إلا أنها أكدت أن عالم السياسة في مصر يقيد الحريات إلى حد كبير". 

وفي ظل الاحتقان الذي يسود الشارع المصري، وعد السيسي بالتعامل بحزم مع أي شخص يحاول تعكير صفو الانتخابات التي لم يسجل فيها أي بعثة لمراقبين أجانب. 

وفي خطابات أخرى، وصف السيسي المعارضين له بالأشرار، فيما اتهمت الصحافة المحلية المصرية الأصوات التي لا تتوافق مع السيسي بـ"الإرهابيين".

ونوّهت الصحيفة إلى أن الوضع في مصر والعداء المتنامي ينذر بإمكانية ارتفاع عدد المعتقلين خلال الأسابيع التي تسبق الانتخابات. 

وفي هذا الصدد، أورد داوود أنه "يوجد خطر حقيقي ينبئ باحتمال اعتقال جميع الأشخاص الذين يحثون على مقاطعة الانتخابات".

وفي الختام، نقلت الصحيفة عن المعارض خالد داوود أن "الوضع لا يبشر بخير في مصر، كما أن كل شيء ممكن في بلاد الفراعنة"، مؤكدا أن "مصر تفتقر إلى مؤسسات قضائية خاضعة للمساءلة أو تحترم الدستور".