هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تطرقت صحيفة "ديلي تلغراف" للصور الفضائية، التي كشفت عن إنشاء إيران قاعدة عسكرية لها خارج مدينة دمشق؛ لتخزين الصواريخ التي يمكنها الوصول إلى العمق الإسرائيلي، فيما تعده إسرائيل اجتيازا لـ"الخط الأحمر"، وتحاول منع الإيرانيين من تعزيز وجود دائم لهم في سوريا.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن شركة "إيميج سات إنترناشونال" الإسرائيلية التقطت ما يظهر أنه قاعدة جديدة لنصب الصواريخ، التي تشبه قاعدة لنصب الصواريخ ضربتها إسرائيل العام الماضي.
وتكشف الصحيفة عن أن القاعدة تقع على بعد ثمانية أميال شمال غرب دمشق، ويشرف على إدارتها فيلق القدس التابع للحرس الثوري، الذي يقود عمليات التدخل الإيراني في سوريا، مشيرة إلى أنه في حال التأكد من صحة وجود قاعدة نصب الصواريخ، فإن هذا سيؤدي إلى زيادة التوتر بين إسرائيل وإيران حول سوريا، حيث تشهد العلاقة بينهما تصعيدا منذ أشهر.
ويلفت التقرير إلى أن التوتر زاد في بداية شهر شباط/ فبراير، عندما أسقطت إسرائيل طائرة دون طيار دخلت الأجواء الإسرائيلية من سوريا، وخسرت إسرائيل في العملية مقاتلة "أف-16"، مشيرا إلى :
دبلوماسيين غربيين والأمم المتحدة طالما حذروا من أن المناوشات قد تقود، وبسهولة، إلى نزاع شامل، بشكل يضع إسرائيل في مواجهة مع إيران وحلفائها في سوريا ولبنان.
وتقول الصحيفة إن إسرائيل ظلت خارج النزاع السوري الذي يدور منذ سبعة أعوام، لكنها وضعت عددا من "الخطوط الحمراء"، التي تهدف إلى تحديد وجود إيران وحزب الله في سوريا، لافتة إلى أن أحد هذه الخطوط الحمراء هو منع إيران من استخدام تحالفها مع نظام الأسد لبناء وجود دائم وقواعد في سوريا.
وينوه التقرير إلى تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر ميونيخ للأمن، الذي عقد الشهر الماضي، وقال فيها إن "إسرائيل لن تسمح للنظام الإيراني بوضع حبل المشنقة حول أعناقنا"، لافتا إلى أن الطيران الإسرائيلي ضرب في كانون الأول/ ديسمير قاعدة يعتقد أنها تابعة لإيران في بلدة الكسوة، التي تبعد 8 أميال عن دمشق.
وتفيد الصحيفة بأن الصور الفضائية التي التقطت للقاعدة قبل تدميرها تكشف عن منصات طولها 30 مترا وعرضها 20 مترا، حيث تقول شركة "إيميج سات إنترناشونال" إن الصور الفضائية الجديدة تظهر أزواجا من المنصات في القاعدة الجديدة ذاتها في الجبل الشرقي في شمال غرب دمشق.
وبحسب التقرير، فإن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، قلل من أهمية هذه التقارير، حيث قال يوم الأربعاء: "نستمع ونتابع الأحداث، وسنتحرك في المجتمع الدولي لتحقيق ما يمكن تحقيقه".
وتذكر الصحيفة أن معهد دراسات الحرب في واشنطن نشر الصور الفضائية، وتظهر أن إيران لديها أكثر من عشر قواعد عسكرية دائمة حول سوريا، تتراوح من قواعد للتدريب إلى منشآت لشن طائرات دون طيار.
ويستدرك التقرير بأنه رغم ضرب إسرائيل معظم القواعد، إلا أنها لم تستطع منع انتشارها، مشيرا إلى أن نتنياهو فشل في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالحد من نشاطات إيران.
وتنقل الصحيفة عن المحلل في الشركة الاستشارية "ليوبيك" مايكل هورويتز، قوله: "أعتقد أن لدى إسرائيل رؤية كبيرة لمنع إيران من تقوية حضورها في سوريا"، ويضيف: "لدى إسرائيل إجراءات تكتيكية يمكن أن تؤخر التحصن الإيراني، لكن على المستوى الاستراتيجي فإنهم يحاولون التحاور مع روسيا، ولم ينجح هذا الأمر".
ويورد التقرير نقلا عن مسؤول سابق في سلاح الجو الإسرائيلي، قوله إن غياب الاتفاق السياسي مع روسيا للحد من وجود إيران في سوريا يجعل من الجيش الإسرائيلي يحاول استخدام الضربات الجوية فى محاولة "لزيادة التكاليف" على إيران.
وتبين الصحيفة أن هجوما على إسرائيل من إيران سيكون غير فعال، وستأخذ إسرائيل وقتا للتحضير له، مستدركة بأن هجوما من سوريا سيكون مختلفا؛ لأنها قريبة.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أنه رغم الخطاب المتشدد من إسرائيل وإيران، إلا أن المحللين يرون أن طهران ليست راغبة بمواجهة عسكرية مع الدولة العبرية.