هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كتبت صحيفة "هآرتس" أنه في الأشهر الأخيرة حدث تدهور آخر في الوضع الصحي لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن). وتم تقديم معلومات عن صحة وأداء عباس، الذي سيحتفل بعيد ميلاده الـ83 في نهاية الشهر، إلى المستويات السياسية والأمنية في إسرائيل.
وعلى الرغم من أن التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية يجري بشكل جيد، إلا أن إسرائيل تستعد لاحتمال أن يؤدي استمرار التدهور في حالة عباس إلى تسريع حرب الخلافة في السلطة الفلسطينية وتقويض الاستقرار النسبي السائد حاليا في الضفة الغربية.
وفي نهاية الشهر الماضي، عندما كان في الولايات المتحدة، لإلقاء خطاب في مجلس الأمن في نيويورك، تم نقل عباس لعدة ساعات إلى مستشفى بالتيمور لإجراء فحوصات طبية. وفي تموز الماضي، أيضا، تم إخضاع عباس للفحص في مستشفى رام الله. وفي كلا الحالتين نفى المتحدثون باسمه الادعاءات بشأن الأمراض التي يعاني منها عباس، وأعلنوا أن حالته الصحية مرضية.
وقال عباس في مقابلة مع التلفزيون الفلسطيني في 22 شباط/ فبراير إن صحته جيدة، ومن ناحية أخرى فإن الناشطين الفلسطينيين المعارضين لسلطة عباس يزعمون أنه مريض وتزداد حالته سوءا. بل كان هناك ادعاء في الشبكات الاجتماعية، والذي لم يتم تأكيده رسميا، بأنه يعاني من سرطان في الجهاز الهضمي.
وقد خفض رئيس السلطة الفلسطينية من ساعات عمله في السنة الأخيرة، ويشعر الناس من حوله بأنه يظهر عدم الصبر والعصبية، ويكثر من المواجهة مع مساعديه ومع مسؤولين آخرين في السلطة الفلسطينية. وبصرف النظر عن صحته وعمره المتقدم، يبدو أن سلوك عباس يعكس عمق الأزمة السياسية التي تواجه السلطة الفلسطينية، وبالتالي قيادة الرئيس.
ويكمن السبب الرئيسي لذلك في العلاقات المتعكرة مع إدارة ترامب ووقوف الولايات المتحدة الواضح إلى جانب إسرائيل في الخلافات حول العملية السياسية بينها وبين الفلسطينيين. وترافق هذا الموقف الأمريكي خطوات أخرى يمكن أن تضر بالاقتصاد الفلسطيني، مثل إقرار قانون تايلور فورس (تقييد المساعدات المالية الأمريكية بسبب دعم السلطة الفلسطينية للمخربين المسجونين وأسرهم)، والعزم على خفض الدعم المقدم للأونروا.
وتواصل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، بتوجيه من عباس، التنسيق الوثيق مع الجيش الإسرائيلي والشاباك، والمساعدة بانتظام في إنقاذ المدنيين الإسرائيليين الذين يدخلون المنطقة A الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية. وفي محافل مغلقة مع دبلوماسيين أجانب، اعترف مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية بأن الجيش الإسرائيلي يتبنى سياسة مقيدة في الضفة الغربية وأن نهجه يمنع نشوب العنف.
ولكن مع تفاقم صحة عباس، من المتوقع أن تتصاعد معركة الخلافة بين العديد من المرشحين الذين يتطلعون لقيادة السلطة الفلسطينية. ويعتبر ما يقرب من عشرة من السياسيين والمسؤولين الأمنيين الفلسطينيين أنفسهم يستحقون المنصب، ويمكن تشكيل تحالفات مؤقتة بين بعضهم في محاولة لتأمين السيطرة على السلطة الفلسطينية.
وتشعر إسرائيل بالقلق إزاء عدم الاستقرار خلال هذه الفترة، حيث يتضح أن ولاية عباس تقترب من نهايتها، ويخشى أن يؤثر التوتر الداخلي أيضا على درجة الكبح التي ستمارسها قوات الأمن الفلسطينية لمنع شن هجمات ضد الجيش الإسرائيلي والمدنيين الإسرائيليين في الضفة الغربية.