أعلنت الولايات المتحدة الجمعة أن استراتيجية فرض "ضغوط قصوى" على نظام
كوريا الشمالية أرغمت زعيمها كيم جونغ أون على اقتراح عقد قمة تاريخيه مع الرئيس الأميركي دونالد
ترامب للبحث في التخلي عن السلاح
النووي.
وأكد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس غداة الإعلان التاريخي عن قمة بين الرئيس الأميركي والزعيم الكوري الشمالي، أن سياسة عزل بيونغ يانغ التي اعتمدتها إدارة ترامب بفرضها عقوبات اقتصادية بالغة الشدة على هذا البلد، آتت ثمارها.
وأكد بنس الجمعة أن هذه العقوبات ستبقى مفروضة "حتى تتخذ كوريا الشمالية خطوات ملموسة ودائمة يمكن التحقق منها لإنهاء برنامجها النووي".
وكانت موافقة ترامب السريعة على العرض الذي قدمه الزعيم الكوري الشمالي شخصيا الخميس بواسطة مسؤول كوري جنوبي كبير التقى كيم جونغ أون في مطلع الأسبوع، مفاجئة للجميع ولا سيما وزير خارجيته نفسه ريكس تيلرسون الذي كان في زيارة في إفريقيا.
وقال تيلرسون في جيبوتي إن "الأمر شكل مفاجأة قليلا بالنسبة إلينا"، مضيفا: "ينبغي الآن الاتفاق على توقيت لقائهما الأول، وسيستغرق الأمر بضعة أسابيع لتسوية كل الأمور".
ولم ترد أي تفاصيل حول شكل أو مضمون أول قمة بين رئيس أميركي وزعيم من كوريا الشمالية التي تحكمها عائلة كيم منذ نهاية الحرب الكورية عام 1953.
ومن المفترض أن يجري اللقاء "بحلول نهاية أيار/مايو" بحسب ما أوضح شونغ اوي يونغ مستشار الأمن القومي للرئيس الكوري الجنوبي، على أن يتم تحديد مكان القمة وترتيباتها.
سذاجة أم جرأة؟
يرى بعض الخبراء في هذا التسرع لإعطاء كيم جونغ أون مكانة دولية دليل سذاجة أو قلة خبرة من جانب الرئيس الأميركي.
ورأى جيفري لويس الخبير في مراقبة الأسلحة لدى معهد ميدلبيري للدراسات الاستراتيجية أن موافقة ترامب تصب لصالح كوريا الشمالية، موضحا أن "كيم لا يدعو ترامب لتسليمه أسلحة كوريا الشمالية، إنه يدعو ترامب ليبرهن أن استثماره في القدرات النووية والصاروخية أرغم الولايات المتحدة على معاملته على قدم المساواة".
غير أن الموفد الكوري الجنوبي الذي كشف هذا الخبر المباغت في كلمة مقتضبة ألقاها عند مدخل البيت الأبيض مساء الخميس، أكد أن كيم جونغ أون تعهد العمل على "إخلاء (شبه الجزيرة الكورية) من الأسلحة النووية" ووعد بالامتناع عن إجراء "أي تجربة نووية أو صاروخية جديدة" خلال أي مفاوضات محتملة.
وتسعى الأسرة الدولية عبثا منذ ثلاثين عاما لانتزاع هذين التنازلين من نظام بيونغ يانغ الذي تمكن من الدخول إلى دائرة الدول التي تملك السلاح النووي بعد تجربة نووية تحت الأرض أجراها في تشرين الأول/أكتوبر 2006.
وتلت ذلك خمس تجارب أخرى، كما نجح النظام في الوقت ذاته في تطوير صواريخ بالستية يعتقد أن لها القدرة الآن على ضرب أي موقع في العالم.
وشدد ترامب في تغريدة على أن الزعيم الكوري الشمالي تحدث عن "نزع الأسلحة النووية" مع ممثلي كوريا الجنوبية، وليس فقط مجرد "تجميد" للأنشطة النووية.
تطور إيجابي
بعد سنتين من التصعيد في التوتر، شهد الشهران الأخيران نشاطا دبلوماسيا مكثفا عبر المنطقة المنزوعة السلاح بين الشمال والجنوب.
وفي آخر تطورات هذا التقارب، قيام وفد بارز من كوريا الجنوبية بزيارة إلى الشمال في مطلع الأسبوع هي الأولى من نوعها منذ عشر سنوات.
وأثار الإعلان المفاجئ عن القمة في حين كان الرئيس الأميركي يصف كيم قبل أسابيع بـ"رجل الصاروخ" و"البدين القصير القامة" فيما ينعت الزعيم الكوري الشمالي ترامب بـ"المضطرب عقليا"، ردود فعل حذرة امتدت من أوروبا إلى الصين.
ورحب الاتحاد الأوروبي بـ"تطور إيجابي" فيما اعتبرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنه "بصيص أمل".
كما تحدثت بكين عن "إشارة إيجابية" ورحبت موسكو بـ"خطوة في الاتجاه الصحيح".
وحض الرئيس الصيني شي جينبينغ نظيره الأميركي في مكالمة هاتفية على "التحاور بأسرع وقت ممكن" مع كوريا الشمالية مرحبا بـ"النوايا الإيجابية" التي يبديها ترامب.
وتمنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن يفضي هذا الإعلان إلى "تقدم ملموس" في الملف النووي وإلى استئناف محتمل لعمليات التفتيش في كوريا الشمالية.
أما رد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، فكان أكثر تحفظا إذ أكد أن "لا تغيير في السياسة" من قبل طوكيو وواشنطن، مضيفا: "سنبقي على أقصى ضغط ممكن إلى أن تتخذ كوريا الشمالية تدابير ملموسة في اتجاه نزع الأسلحة النووية".