هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ العلاقات المغربية ـ الإسرائيلية، عُزِفَ نشيد دولة الاحتلال الإسرائيلي مرتين على الملأ، في الجائزة الكبرى لمدينة أكادير لرياضة "الجودو" التي نظمها المغرب بشراكة مع الفيدرالية الدولية للرياضة.
وتحتضن مدينة أكادير (جنوب) فعاليات الجائزة الكبرى الدولية للجودو، التي انطلقت مساء الجمعة، وتختم الاحد، بمشاركة 38 دولة، بما فيها "إسرائيل" التي شاركت بتسع لاعبات.
واتصلت "عربي21" بالناطق الرسمي باسم الحكومي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، مصطفى الخلفي، من أجل معرفة موقف الحكومة المغربية من هذا "الاختراق"، غير أن هاتفه ظل يرن دون جواب.
وحصلت رياضيتان من الكيان الإسرائيلي على مداليتين ذهبية ونحاسية، ضمن فعاليات الجائزة الدولية الكبرى للجودو التي تقام في أكادير، حيث عزف نشيد الاحتلال بالمدينة المغربية.
وعُزف النشيد "الإسرائيلي"، خلال مراسم منح الميدالية الذهبية للرياضية "تمناع نلسون ليفي" في وزن 57 كيلوغراما، والميدالية البرونزية للرياضية لـ"غيفين بريمو" لوزن 48 كيلوغراما.
ويشارك في هذه البطولة 241 لاعبا يمثلون 38 دولة، من بينهم تسع لاعبات إسرائيليات هن: تمناع نلسون، وريشوني شيرا، ينسكر نوا، تيمولكوفا بيتنا، مايرسون ياردن، شمش إنبال، شرير جيلي، هيرشيكو راز، وأخيرا غيفن بريمو.
وبحسب شهود عيان، فقد خلف عزف نشيد الاحتلال بالبطولة العالمية لرياضة الجودو التي تحتضنها مدينة أكادير خلال هذه الأيام عدة ردود أفعال متباينة بين مختلف فعاليات المدينة.
وتابعت مصادر "عربي21"، فإن مجموعة من الحاضرين للبطولة عبرت عن سخطها وغضبها من مشاركة الوفد الإسرائيلي في هذه البطولة، وزاد عزف النشيد الوطني لإسرائيل ورفع علمه بعد فوز بطلتين تمثلان البلد بهذه البطولة من استفزاز الجمهور.
وأفادت أن "بعض الحاضرين غادروا حينها القاعة كشكل تضامني مع الشعب الفلسطيني الشقيق".
رفض 30 جمعية
وأدانت "شبكة جمعيات أكادير" استضافة وفد رياضي صهيوني في البطولة الدولية لرياضة الجودو المقامة حاليا بأكادير، ووصفت الحضور الصهيوني بـ"المشؤوم".
واعتبرت شبكة جمعيات أكادير، التي تضم 30 جمعية مجتمع مدني، في بيان أرسلته إلى "عربي21"، أن "هذا الحضور المشؤوم تدنيس لأرض سوس، أرض العلم والعلماء والمجاهدين عبر التاريخ".
ودعت كل الرياضيين الشرفاء إلى مقاطعة منازلة "الرياضيين الصهاينة"، وأعلنت عن "استنكارها الشديد لتواجد الوفد الصهيوني ضمن المشاركين في بطولة رياضة الجودو".
وتابع البيان الموجه للرأي العام، إن "الكيان الصهيوني دولة إرهابية بكل المقاييس في الحق الفلسطينيين وأرض فلسطين، وحضور أي وفد صهيوني في أي ملتقى بالعالم الإسلامي يعد بمثابة تدنيس لهذه الأرض".
وسجلت أن "كل مشاركة في أي نشاط جنبا إلى جنب مع الصهاينة بمثابة خطوة في اتجاه التطبيع"، ودعت جمعيات المجتمع المدني على الصعيد الوطني والفاعلين المدنيين إلى مواصلة كل الأشكال النضالية لمناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني.
كما طالبت في ختام البيان جميع الفرق البرلمانية إلى الإسراع في إصدار قانون تجريم التطبيع.
وكان عدد من الفعاليات الحقوقية قد حذروا من أن التطبيع بين المغرب وإسرائيل مقبل على اختراقات كبيرة لصالح الاحتلال، خاصة في ظل سياق إقليمي ـ عربي داعم للاعتراف بدولة الاحتلال على حساب تصفية القضية الفلسطينية.
وتتواصل فعاليات جائزة أكادير الكبرى للجودو إلى مساء الأحد.