نشرت صحيفة
"لوفيغارو" الفرنسية تقريرا، عرضت فيه أبرز محطات فلاديمير
بوتين خلال 20
سنة من اعتلائه السلطة في
روسيا. وقد عرف الرئيس الروسي بصدامه مع العالم الغربي
بشأن عدة قضايا، ومن المنتظر أنه سيظفر بنتائج
الانتخابات الرئاسية، التي ستنظم
الأحد، وسيحقق انتصارا ساحقا.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن فلاديمير بوتين، البالغ من العمر 65
سنة، يترأس البلاد منذ فترة طويلة قبل أن تقود أنجيلا ميركل ألمانيا سنة 2006. وقد
تتدرج بوتين، الذي كان ضابطا في لجنة أمن الدولة، في مناصب رفيعة ضمن روسيا
الاتحادية منذ سنة 1999، لتنتهي مسيرته في هذا السلك بخلافة الرئيس الروسي، بوريس
يلتسن.
وذكرت الصحيفة أن أولى
محطات الرئيس الروسي كانت سنة 1999، حيث كان يشغل منصب رئيس الحكومة وأمير حرب
الشيشان. وكانت أولى الكلمات التي نطق بها بوتين على إثر توليه أول مناصبه في
روسيا: "سنقوم بدحر الإرهابيين حتى في مراحيضهم". بعد ذلك، أطلق بوتين
حرب الشيشان الثانية ضد الانفصاليين الإسلاميين في القوقاز.
وأكدت الصحيفة أنه على
الرغم من إدانة العالم الغربي للعنف الذي مارسه بوتين في هذه الحرب، إلا أن حرب
القوقاز ساهمت في تشكيل صورة "بوتين الرجل القوي" داخل روسيا خلال فترة
ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. والجدير بالذكر أن الرئيس بوريس يلتسن قدم
استقالته نتيجة تدهور حالته الصحية واهتزاز صورته السياسية سنة 1999، ليترك منصبه
لبوتين بصفة مؤقتة.
أبرز محطات
بوتين السياسية كانت بين سنتي 2000 و2004. وبتاريخ 26 آذار/ مارس سنة 2000، أنتخب
بوتين رئيسا لروسيا منذ الدور الأول من الانتخابات. وفي هذا السياق، ذكر مدير
أبحاث معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية الفرنسي، جون دو جلينياستي، "أن
السياق الذي انتخب فيه بوتين رئيسا كان في إطار عقد عنوانه شريعة قانون الغاب".
وقد عمل بوتين على إخضاع
الطبقة "الأوليغارشية" وأعضائها من الأثرياء، الذين كونوا ثروتهم
مستفيدين من سياسة الخصخصة الهمجية التي طبقت في البلاد خلال التسعينيات. وفي هذه
الحالة، لم يكن أمام المنتمين إلى الطبقة الأوليغارشية خيار سوى دعم بوتين؛ هربا
من السجن أو النفي.
تمت
إعادة انتخاب بوتين من جديد بين سنتي 2004 و2008، بعد أن فاز بقرابة 71 بالمئة من
الأصوات، مستفيدا من النمو الاقتصادي. ولكن هذا الترشح الجديد تسبب في تردي
العلاقات مع الغرب، خصوصا أنه تزامن مع اندلاع ما يطلق عليها باسم "الثورات
الملونة" التي هزت كل من جورجيا وأوكرانيا.
وخلال تلك الفترة، كان
الكرملين قلقا من تطلعات الأمريكيين في توسيع رقعة حلف الشمال الأطلسي على حساب
سبع دول من شرق أوروبا سنة 2004.
في سنة 2008، لم يستطع فلاديمير بوتين الترشح لفترة رئاسية جديدة؛ نظرا لأن
الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين. وعوضا عن إعادة تنقيح
الدستور، قرر بوتين أن يخوض "لعبة الكراسي الموسيقية"، التي تتمثل في
تولي وزيره الأول، ديمتري ميدفيديف، منصب الرئيس مقابل عودة بوتين إلى رئاسة
الحكومة.
وفي سنة 2011، انتقد
الوزير الأول، فلاديمير بوتين، رئيسه ميدفيديف؛ نظرا لأنه لم يرد الفعل على ما
اعتبره تدخلا غربيا في ليبيا إبان سقوط نظام معمر القذافي.
ترشح بوتين لولاية ثالثة خلال الفترة الممتدة بين سنتي 2012 و2018، وهو ترشح تندمج فيه
السلطوية وسياسة المحافظة. وعلى الصعيد الداخلي، اعتبر أغلب المراقبين هذا الترشح
أنه "عبارة عن ولاية قمعية ومتردية".
ونقلت الصحيفة عن مدير
أبحاث معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية الفرنسي، جون دو جلينياستي، أن
"فلاديمير بوتين ما زال يحافظ على مركزه في قلب الحياة السياسية الروسية، حيث
يقف إلى يساره الحزب الشيوعي، وتقف على يمنيه حركة قومية قوية".
وفي الختام، تحدثت
الصحيفة عن ولاية بوتين بين سنة 2018 و2024، حيث أجاب جون دو جلينياستي عن سؤال
"كيف ستكون ولاية بوتين الجديدة؟" مؤكدا أنه "لا أحد يعلم كيف ستكون،
على الرغم من أن ما يطرأ حاليا بين موسكو ولندن وواشنطن ينذر بعلاقات روسية مضطربة
مع العالم الغربي".