هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "ليترا 43" الإيطالية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على حملة التطهير التي يقودها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضد منافسيه في الانتخابات، معتمدا على نظامه "الإرهابي".
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن الرئيس المصري يتشابه في أسلوب إدارته للانتخابات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وقد نجح السيسي في الإطاحة بخصومه، الأمر الذي جعله يسابق نفسه في هذه الانتخابات.
وبينت الصحيفة أن مصر تحتل المرتبة 161 من بين 186 دولة ضمن تصنيف حرية الصحافة. وفي سنة 2017، أغلقت السلطات المصرية ما يقارب 500 وسيلة إعلامية، فضلا عن أن النظام اعتقل حوالي 30 صحفيا. وفي الأثناء، كثف السيسي من الرقابة المسلطة على وسائل الإعلام، وأمر بإغلاق العديد من القنوات الإخبارية.
وأوضحت الصحيفة أنه في الفترة الممتدة بين شهر كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير، شدد الرئيس السيسي من سياسته القمعية، حيث اعتقل أربعة صحفيين معارضين له. في الوقت ذاته، أمر السيسي بمقاطعة شبكة "البي بي سي"، متهما إياها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية للصحافة.
ويعزى ذلك إلى بث قناة الـ"بي بي سي" لتقرير يتناول حملة الاعتقالات الجماعية، وعمليات الإخفاء القسري، ووقائع التعذيب، واغتصاب الفتيات، داخل السجون المصرية، ما أثار غضب السيسي. وقد أطلقت السلطات المصرية حملة ضد قناة الجزيرة وأغلب القنوات التي تمولها قطر.
والجدير بالذكر أن عدد السجناء السياسيين الذين يقبعون داخل السجون المصرية يبلغ حوالي 60 ألف مواطن. في الوقت ذاته، وضعت السلطات المصرية خطا ساخنا للإبلاغ عن المعارضين.
وأكدت الصحيفة أنه في كانون الأول/ ديسمبر، قاد السيسي حملة تطهير ضد منافسيه، حيث بات كل من يرشح نفسه للانتخابات عرضة للاختفاء القسري، ولا يفرج عنه إلا بعد أن يعلن انسحابه من سباق الترشح، على غرار المحامي خالد علي، وأحمد شفيق الذي انسحب بعد يوم واحد من ترشحه. وتفيد بعض الشائعات بأن السلطات المصرية احتجزت أفرادا من عائلة شفيق بعد إعلانه ترشحه. ولم يستثن السيسي الجنرال سامي عنان، الذي ألقي عليه القبض بمجرد ترشحه؛ بتهمة مخالفة القوانين العسكرية.
وأقرت الصحيفة بأن حملة التطهير العشواء التي قادها السيسي ضد خصومه تشبه إلى حد ما حملة ولي العهد السعودي، ابن سلمان، ضد خصومه. عموما، لم يبق من المرشحين والخصوم المحتملين للرئيس المصري سوى موسى مصطفى موسى، الذي يعد بمثابة لعبة في يد النظام. وتعد أجواء الانتخابات المصرية غير مشجعة؛ نظرا لأن ما يقارب 50 مليون شخص لا يتمتعون بحق التصويت، وهو ما يعكس مدى ضعف السيسي ومؤسساته السياسية.
وأحالت الصحيفة ذلك إلى أن السيسي تسبب في أزمة خانقة للبلاد، تجلت من خلال ارتفاع المديونية، حيث وافق صندوق النقد الدولي على منح مصر 12 مليار دولار في إطار برنامج مساعدات. إلى جانب ذلك، أقرضت الإمارات مصر العشرات من المليارات لتمويل اللعبة القذرة التي تشارك فيها القاهرة مع كل من الرياض وموسكو وواشنطن في ليبيا.
وشددت الصحيفة على أن السيسي يمضي قدما في مشاريعه الاستبدادية، حيث تنازل في وقت سابق عن جزيرتي تيران وصنافير. ومؤخرا، وقعت مصر اتفاقية مع إسرائيل تقتضي بتصدير ما قيمته 15 مليار دولار من الغاز الطبيعي لصالح شركة "دولفينوس" المصرية لمدة عشر سنوات. وأثار هذا الأمر موجة من الغضب والاستنكار في صفوف المصريين والفلسطينيين على حد سواء.
وأفادت الصحيفة بأن السيسي قام بالتفريط في 10 بالمئة من حقل الغاز البحري "ظهر" لصالح دولة الإمارات، مع العلم أنه يعد بمثابة ثروة للبلاد. وفي السياق ذاته، تعد شركة إيني الإيطالية شريكا مهما في مشروع حقل ظهر العملاق. ومن المتوقع أن تفاقم هذه المسألة من حدة التوتر مع إيطاليا، مع العلم أن العلاقات المصرية الإيطالية تزعزعت على خلفية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في مصر، حيث تعد القاهرة المتهم الرئيسي في هذه الجريمة التي هزت إيطاليا.
وفي الختام، نوهت الصحيفة إلى أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، يعتمد على نظامه الإرهابي للفوز في الانتخابات، في الوقت الذي يحاصر فيه الجيش المصري مدينة العريش؛ من أجل القضاء على الإرهاب، على حد زعمه، الأمر الذي أدى إلى تدهور الظروف المعيشية للمواطنين. ومن المتوقع ألا يسمح الشعب المصري للسيسي بالمكوث ثلاثين سنة في الحكم على غرار مبارك.