قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، وولي العهد
السعودي الأمير
محمد بن سلمان، بحثا الوضع في
اليمن الذي تمزقه الحرب، خلال اجتماع
أمس الثلاثاء بما في ذلك مقاتلو
الحوثي، والتصرفات الإيرانية، والأزمة الإنسانية.
وأضاف
في بيان الأربعاء: "فيما يتعلق باليمن، بحث الرئيس وولي العهد الخطر الذي
يمثله الحوثيون على المنطقة بمساعدة الحرس الثوري الإيراني".
وتابع:
"بحث الزعيمان الخطوات الإضافية اللازمة للتعامل مع الوضع الإنساني، واتفقا
على أنه من الضروري التوصل لحل سياسي للصراع في نهاية المطاف؛ لتلبية حاجات الشعب
اليمني".
وصوّت
مجلس الشيوخ الأمريكي، الثلاثاء، ضد مقترح تقدّم به أعضاء من الحزبين الجمهوري
والديمقراطي لوقف التدخل الأمريكي في الحرب الدامية في اليمن، ليسقط بذلك مسعى
برلماني نادر لتجاوز التفويض العسكري الرئاسي.
وكان
هذا التصويت النادر بشأن التدخل الأمريكي في الحروب يرمي إلى وقف التدخل العسكري
الأمريكي في اليمن خلال أشهر، إلا إذا وافق الكونغرس رسميا على استمرار هذا التدخل.
وصوّت
55 سناتورا ضد المقترح مقابل 44 صوتوا معه، في نتيجة كانت متوقعة؛ نظرا لأن
القيادة الجمهورية وعددا من كبار الشخصيات من الحزبين في لجنة العلاقات الخارجية أعلنوا
مسبقا معارضتهم مثل هذه الخطوة.
إلا
أن التصويت سلّط الضوء على التدخل الأمريكي والنزاع العسكري المتصاعد في أفقر دولة
في الشرق الأوسط تعاني من "أكبر أزمة إنسانية في العالم"، بحسب الأمم
المتحدة.
ويدعم
الجيش الأمريكي حاليا التحالف الذي تقوده
السعودية ضد الحوثيين المدعومين من إيران
في اليمن.
وتم
التصويت على المقترح بمبادرة من 15 عضوا في مجلس الشيوخ من الحزبين، من بينهم
المرشح الرئاسي السابق السناتور المستقل بيرني ساندرز، وقد تزامن مع استقبال
الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض ولي العهد السعودي، الذي يقوم بجولة في
الولايات المتحدة تستمر ثلاثة أسابيع.
وأعرب
عدد من أعضاء الكونغرس الأمريكي عن قلقهم بشأن النزاع في اليمن، الذي قتل فيه عدد
كبير من المدنيين، وتسبب بأزمة إنسانية فادحة، وأوصل الملايين إلى حافة المجاعة.
ومنذ
2015، قدّم البنتاغون في ظل رئاسة باراك أوباما "دعما غير قتالي"
للسعودية، يتضمن تبادل معلومات استخباراتية، وتزويد المقاتلات بالوقود جوا.
وقال
السناتور الجمهوري، مايك لي، في قاعة المجلس، إن "الإدارة الحالية واصلت حرب
أوباما".
وأكد
أهمية إدراك أن حل المسألة "لن يعيق القدرة العسكرية لقتال جماعات إرهابية
مثل تنظيم الدولة داخل اليمن".
والأسبوع
الماضي، طلب وزير الدفاع الأمريكي، جيم ماتيس، من الكونغرس عدم التدخل في الدور الأمريكي
في الحرب، محذرا من أن فرض قيود يمكن أن "يزيد من أعداد القتلى المدنيين، ويعيق التعاون بشأن مكافحة الإرهاب، ويخفض نفوذنا مع السعوديين".
وقتل
أكثر من 9200 شخص وجرح عشرات الآلاف في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات في اليمن، التي تشهد حربا أهلية وحربا بالوكالة بين القوتين الإقليميتين السعودية وإيران.
ولكن
زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، أعلن مسبقا رفضه مبادرة ساندرز
وزملائه، مؤكدا أن القوات الأمريكية "لا تشارك في تبادل إطلاق النار مع قوات معادية"
في اليمن.
إلا
أن ساندرز طعن في التلميحات بأن الولايات المتحدة ليست ضالعة في الحرب.
وأضاف
الثلاثاء: "قل ذلك لليمنيين الذين تدمر منازلهم وحياتهم بأسلحة مصنوعة في
الولايات المتحدة، وتسقط عليهم من طائرات يقوم الجيش الأمريكي بتزويدها بالوقود،
على أهداف تم اختيارها بمساعدة أمريكية".
وهذه
المبادرة، التي دعمها كذلك السناتور كريس ميرفي، أجبرت المجلس على تصويت هو الأول
من نوعه لـ"سحب القوات الأمريكية من الحرب غير المصرح بها".
وقال
ساندرز إنه "إذا أراد الكونغرس السماح بالحرب في اليمن أو أي مكان آخر، فعليه التصويت
على الذهاب إلى الحرب".
وأضاف: "هذه هي مسؤوليتكم الدستورية. توقفوا عن التخلي عن هذه المسؤولية وإعطائها
للرئيس".
وفي
تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قال عدد من كبار المستشارين العسكريين والدبلوماسيين إن
الإدارة الأمريكية لا تسعى إلى الحصول على تفويض جديد بشن عمليات عسكرية في
المناطق الساخنة في العالم.
وأصدر
الكونغرس أول تصريح باستخدام القوة العسكرية في 14 أيلول/ سبتمبر 2001، بعد ثلاثة
أيام من الهجمات على نيويورك وواشنطن.
ومنذ
ذلك الحين، اعتمد الرؤساء جورج دبليو بوش وباراك أوباما وترامب على ذلك التفويض، إضافة
إلى تفويض لاحق في 2002 كأساس للعمليات ضد الجماعات المسلحة.