هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
"الحفاظ على مناطق خفض التصعيد في سورية، يعد أولوية أردنية" بهذه العبارة أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، على مدى اهتمام بلاده بضرورة، إبقاء الحدود الشمالية، المتاخمة لمدينة درعا السورية في حالة استقرار.
الصفدي، قال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس في عمان الخميس، إن اهتمام الأردن في الحفاظ على مناطق خفض التصعيد ينبع من رغبة المملكة في "حماية أرواح المدنيين السوريين، والحفاظ على مصالح المملكة وأمنها واستقرارها".
وأكد في المؤتمر أن " الأردن يدعم اللقاء الثلاثي(تركي إيراني روسي) فيما يتعلق بالحل السياسي ووحدة أراضي سوريا".
مضيفا "ستستمر الأردن في الانخراط مع روسيا وأميركا وألمانيا، وغيرها من الدول الأوروبية والعربية من أجل الدفع بحل سياسي في سوريا، كون ذلك يحمي الشعب السوري ويحمي مصالحنا في الأردن، لأن الجنوب السوري بالنسبة لنا أمر في غاية الأولوية مصلحة أردنية بالتأكيد".
ويعلق المحلل العسكري، العميد السوري المنشق، أحمد رحال في حديث لـ"عربي21" على تصريحات الصفدي بالتأكيد على أن " الأردن يهتم في الحفاظ على مناطق خفض التصعيد في الجنوب السوري وتحديدا في درعا وجنوب السويدا، لسببين هما: أن أي عملية قتال تعني المزيد من اللاجئين والنازحين باتجاه الأراضي الأردنية وبالتالي أعباء اضافية على المملكة، كما تخشى الأردن هروب عناصر متطرفة من القتال الى حدوده، وبالتالي هز الأمن الداخلي".
معتبرا منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري، "منطقة ذات امتياز أردني، أمريكي، من خلفهما اسرائيل"، مؤكدا أن "مصلحة الأردن عودة اللاجئين الى بلادهم، بعد استقرار الوضع في المنطقة".
ويعدّ الجنوب السوري المنطقة الخامسة التي تدخل في خفض التصعيد، بعد أن تم التوافق على المصطلح ضمن وثيقة عرضتها موسكو خلال الجولة الرابعة من مفاوضات أستانا بين النظام السوري والمعارضة عام 2017. ويشمل خفض التصعيد وقف إطلاق النار، ووقف تحليق الطيران العسكري، إلى جانب السماح بمرور المساعدات الإنسانية.
المحلل الرئيس السابق للهيئة السورية للإعلام د. ابراهيم الجباوي، يتفهم "تخوف الأردن من وجود معارك على حدودها الشمالية"، قائلا لـ"عربي21" إن "مناطق خفض التصعيد على الحدود الأردنية مبعث استقرار للمنطقة برمتها، نتفهم الهاجس الاردني من اشتعال معارك على حدودها الشمالية، مما يجعل داعش متأهبة للدخول لكن اثق بان الجيش الأردني قادر حماية على الحدود، لكن اذا كانت هذه الحدود مستقرة يكون الجيش مستقرا .
كما أن الأردن وأمريكا طرف ضامن للجيش الحر، في اتفاق خفض التصعيد الذي وقع في عمان، وروسيا ضامنة لجيش النظام بعدم افتتاح أي معارك في المنطقة".
الشأن اليمني
وفي سياق آخر، وردا على سؤال صحفي حول مشاركة الأردن في الحرب الدائرة باليمن، قال الصفدي، خلال المؤتمر الصحفي إن " المملكة تلتزم في أفعالها بالقانون الدولي، ولا تقوم بأي فعل يتناقض ذلك في الحرب او السلم".
مؤكدا على "ضرورة التوصل الى حل سياسي لإنهاء الأزمة في اليمن التي طالت وكثرت تبعاتها كثرت وكلنا في المنطقة راغبون بانتهاء الأزمة" مبيناً أن بلاده "ستستمر بالعمل مع الأشقاء في المنطقة العربية ومع المملكة العربية السعودية، ومع المجتمع الدولي من أجل التوصل على حل سياسي، يضمن لليمن ليس فقط نهاية الحرب وإنما آمنا مستقراً وخالياً من التدخلات الخارجية التي تمعن في تغذية الحرب".
بدوره قال خارجية ألمانيا أن "الأردن عنصر استقرار هام في المنطقة"، مبينا في رد على صحفي ألماني حول أسباب دعم الأردن عسكريا رغم مشاركتها في الحرب باليمن، أن "هنالك اتفاق داخل الحكومة الاتحادية على أنه أينما يوجد مشاركة ملموسة في الحرب ضد اليمن فإننا نوقف المساعدات في هذا الشأن، وأنا سعيد لتصريحات زميلي الصفدي حول الحل السياسي في اليمن وهذا أمر نتفق فيه. لكن بما يتعلق بتصدير المعدات العسكرية للدول التي تشارك مشاركة ملموسة في حرب اليمن هذا سنناقشه في برلين".
فلسطين
بينما اشار الصفدي إلى تناول المباحثات لقضية فلسطين، وضرورة استمرار المساعي للتوصل إلى السلام الشامل الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران، وعاصمتها القدس الشرقية.