شككت صحيفة إسرائيلية،
في إمكانية نجاح الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، في تحييد القنبلة النووية الموقوتة
في
كوريا الشمالية، التي يقودها زعيم "خطر" وفق وصفها.
وقالت صحيفة
"هآرتس" العبرية إنه من المبالغ فيه والمبكر جدا التفكير بأن احتمالات
قيام ترامب بتحييد القنبلة النووية الموقوتة في كوريا الشمالية أمر مؤكد، خاصة في
الوقت الذي "ما زال فيه من غير الواضح ما إذا كان هو الذي يسيطر على اتخاذ
القرارات في المنطقة أو أنه مسيطر عليه".
وأوضحت الصحيفة في مقال للكاتب الإسرائيلي، حيمي شليف، أن رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون،
"أعتبر زعيما معتديا وخطيرا ومتطرفا لحين اجتاز بسهولة المنطقة الفاصلة بين
كوريا الشمالية والجنوبية، وظهر فجأة معتدلا ومحبا للسلام".
وأضاف شليف: "حتى
لو أنه لم يثبت بعد أنه يستحق جائزة نوبل للسلام، فان الطاغية كيم بالتأكيد يستحق
الأوسكار"، معتبرا أن الطريق ستكون "طويلة في تسوية النزاع الذي استمر
65 سنة بين الكوريتين، لأن استعداد كيم لاجتياز الروبيكون (كناية عن نهر قليل
العمق يقع في إيطاليا) ونزع سلاحه النووي ما زال بحاجة إلى إثبات".
وأوضح أن
"الخبراء يشككون جدا، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سارع لمنح نفسه كل
الفضل على هذا الانقلاب، واسمه اصبح يذكر كمرشح لجائزة نوبل، في حين فضلت كأمر
تكتيكي دبلوماسي وزيرة خارجية كوريا الجنوبية، كانغ كونغ، التقليل من الدور
المركزي الذي لعبه الرئيس مون جاي إن في تنظيم اللقاء وتعظيم دور ترامب".
ونوهت الكاتب
الإسرائيلي إلى أنه "حتى لو كانت التهديدات الفاضحة لترامب والعقوبات الشديدة
التي فرضت على بيونغ يانغ بمبادرة أمريكية، لدفع كيم إلى القيام بعدة مشاهد مبهجة
مع مون، فالوقت ما زال مبكرا لأن نقرر إذا كان هو الذي يدير أو يدار في الدراما
الكورية".
ولفت إلى أن
"الاختبار الحقيقي لترامب سيأتي عندما يعقد لقاءه المرتقب مع كيم، الذي حسب
أقواله من المتوقع أن يجري في وقت قريب"، مضيفة: "صحيح أن كيم عرف كيف
يظهر كنموذج مبتسم ولطيف، لكنه بقي طاغية قاس يقمع شعبه ويشكل خطرا على سلام
العالم كله".
وأضاف "بشأن
أصحاب الذاكرة القصيرة أن هذا ليس اللقاء الأول، بل الثالث بين زعماء الدولتين؛
الشمالية والجنوبية، الذي يجري منذ بداية القرن، علما بأن تلك اللقاءات التي
رافقتها تصريحات جارفة ووعود بعيدة المدى، انتهت بخيبة أمل".
ورأى شليف أن
"المشكلة ليست فقط في السجل المؤكد لحكام كوريا الشمالية في خرق الاتفاقات
المتعلقة بمشروعهم النووي، لكن لدى كيم أيضا عداء للغرب بشكل عام، وبناء ترسانة
نووية بشكل خاص، يشكل لبنات أساسية للنظام الشامل الذي يعتمد عليه في بناء مكانته
الدولية".
وأكد أن "التسريع
الكبير في برنامج الصواريخ البالستية لكوريا الشمالية، والخوف المتزايد من قدرتها
على أن تضرب مباشرة في قارة أمريكا الشمالية هي التي حولتها إلى لاعب مركزي في
الساحة الدولية"، موضحا أنه قد "يسمح لنفسه باللعب بالصياغات والتعهدات
بخصوص المستقبل، لكنه يعرف أن أي تنازل حقيقي عن مشروعه النووي سيسحب منه القدرة على
الردع التي أوصلته الى هذه اللحظة، وهذا من شأنه أن يعرض للخطر استمرار
حكمه".
ونبه الكاتب
الإسرائيلي إلى أنه "مشكوك فيه ما إذا كانت لدى كيم نية لقص الغصن الذي يجلس
عليه؛ كما أنه من الصعب التوفيق بين المقاربة المتسامحة لترامب مؤخرا تجاه كوريا
الشمالية التي خرقت كل تعهد نووي وقعت عليه وبين مقاربته المتشددة تجاه إيران
والتي كما هو معروف تنفذ بدقة كل القيود التي أخذتها على نفسها في الاتفاق
النووي".
وشد شليف على أن
"الكثيرين يعتقدون بأنه هنا يكمن الفرق؛ فترامب ببساطة يمقت سلفه باراك
أوباما، وأقسم أن يمحو كل تراثه بقدر استطاعته"، وبحسب "هآرتس"
التي نقلت عن تحليل نشر في "نيويورك تايمز" أمس ، تمت الاشارة إلى أنه
"من الصعب جدا على ترامب تجنيد حلفاء لواشنطن لدعم اتفاقاته مع كيم - اذا
وجدت - في الوقت الذي يتجاهل فيه دعوتها لعدم
الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران".
وقالت الصحيفة:
"إن تذبذب ترامب وعدم ثباته ربما لعب دورا مركزيا في التغيير الذي حدث في
المقاربة العلنية لكيم، لكن من شأنها أن تظهر كسلاح ذو حدين لاحقا"، مضيفة
"ترامب الذي يشجع قادة أقوياء؛ من فلاديمير بوتين ومرورا بكيم وانتهاء برئيس
الفلبين، لكنه يجد صعوبة في الحصول على ثقة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل
حليفته".
ولفتت الصحيفة، إلى أن
تفكير ترامب بالنجاح في تحييد القنبلة الموقوتة للترسانة النووية في كوريا
الشمالية، أمر مؤكد؛ لكنه تفكير مبالغ فيه وسابق لأوانه"، وتابعت:
"ترامب بالتأكيد يرى في احتمالية أن يفوز بجائزة نوبل بمشاركة كيم انتقام
جميل من سلفه أوباما، لكن الحصول على ميدالية الجائزة المنقوش عليها "من أجل
السلام والأخوة الانسانية"، ما زال بعيدا".