هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال الخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية يوني بن مناحيم إن قيادة مسيرات العودة الفلسطينية قررت الاستمرار فيها لما بعد 15 أيار/مايو "بحيث تحولها لما يشبه انتفاضة جديدة ضد إسرائيل، وهي إستراتيجية تسعى لتسخين الحدود بين غزة وإسرائيل، وجعلها نقطة توتر واحتكاك دائمين تستدعي ضخ المزيد من القوات العسكرية الإسرائيلية".
وأضاف في مقال نشره موقع "نيوز ون"، وترجمته "عربي21" أن هذا "التوجه الجديد لقادة المسيرات الفلسطينية يسعى للاستمرار فيها، وينطلق من وجود قناعة لدى نشطائها أنها أثبتت نفسها".
ويرى الكاتب الإسرائيلي أن المسيرات في نظر منظميها "باتت ورقة رابحة يمكن لها أن تتحول إلى ثورة جديدة ضد إسرائيل، بحيث تضم إليها مسيرات مشابهة في مناطق الضفة الغربية وأراضي الـ48، ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في دول الشتات المجاورة".
ما بعد 15 أيار
وأشار بن مناحيم، وهو ضابط سابق في جهاز الاستخبارات العسكرية "أمان"، إلى أن هذا "يعني أن يقضي الفلسطينيون شهر رمضان خلال هذه المسيرات، صحيح أنها ستبلغ ذروتها في أواسط أيار/ مايو، لكن التوجه بأن تستمر لما بعد هذا التاريخ، لأن لها أهدافا بعيدة المدى، كما يردد ذلك قادتها".
وعدد بن مناحيم ما اعتبرها "إنجازات مسيرات العودة"، من حيث أنها "أعادت القضية الفلسطينية لواجهة الأحداث العالمية، وبات رفع الحصار عن غزة يتصدر الأخبار، وإعادة الحديث في حق العودة، وبالتالي فإن هذه المسيرات تتقدمها أحداث ضاغطة أولها إحياء احتفالات إسرائيل بمرور سبعين عاما على إقامتها، والثانية نقل السفارة الأمريكية للقدس".
ويرى أن هذين التحديين قد يدفعان الفلسطينيين لـ"تعكير صفو الاحتفالات والفعاليات، وصولا لعرقلة تنفيذ صفقة القرن الخاصة بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب، ومحاولة تصعيد انتفاضة جديدة ضد إسرائيل عبر وسائل سلمية".
ويلفت بن مناحيم، إلى أن "إسرائيل تتعامل بجدية مع تطورات الأحداث في مسيرات العودة، وبدأ الجيش بتعزيز قواته تحضيرا لمنتصف أيار، في ظل تهديد الفلسطينيين بأنهم سيذهبون بعشرات الآلاف نحو الحدود، ويجتازون خط الهدنة، وسيحاولون دخول إسرائيل، للوصول إلى الأراضي التي هجروا منها عام 1948، ما يعني أننا وصلنا إلى ذروة هذه المسيرات، لأن المنظمين يسعون لإحضار كل ما أمكنهم من مشاركين لاجتياح الحدود".
سابقة تاريخية وانفجار وشيك
وختم مقاله بالقول: "توجه مسيرات العودة لتحقيق سابقة تاريخية لاجتياز الحدود، بأمواج بشرية، سيثير المجتمع الدولي ضد إسرائيل التي قد تستخدم النار الحية ضد المدنيين الفلسطينيين غير المسلحين، ما يجعلها تقف أمام معضلة أمنية كبيرة، لكنها ستسعى لإيجاد الطرق البديلة لتقليص أعداد الخسائر البشرية الفلسطينية، ومنعهم في الوقت نفسه من اجتياز الحدود".
من جهته، يقول المراسل العسكري لصحيفة مكور ريشون يوحاي عوفر إن "أجهزة الأمن الإسرائيلية تتحضر لجملة أحداث ميدانية وشيكة في الأراضي الفلسطينية، ما يعني أن الجيش سيكون في حالة جاهزية واستنفار لاستقبال شهر مايو المتفجر".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن من السيناريوهات التي تتداولها أجهزة الأمن الإسرائيلية "قيام عشرات الآلاف من الفلسطينيين في غزة باجتياز خط الهدنة، ووصول المناطق الإسرائيلية، كإشارة رمزية، ما دفع الجيش لتوجيه رسائل ردعية للفلسطينيين بعدم الاقتراب من هذا التوجه لأنهم سيدفعون أثمانا بشرية باهظة".
ويختم بالقول: "أحداث مسيرات العودة أدخلت أجهزة الأمن الإسرائيلية في حالة من الاستنفار والضغط الأمني الكبيرين، نظرا لوصول المسيرات مرحلة جديدة، بجانب أن شهر رمضان تتخلله أحداث ومواعيد ساخنة تشكل مناسبات لتصعيد العمليات المسلحة".