هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يترقب العالم إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء، بشأن التزام بلاده في الاتفاق النووي مع إيران أو الانسحاب منه؛ في ظل توقع محللين ودبلوماسيين في واشنطن والعواصم الغربية أن "القرار الذي سيكشف عنه، سيكون الانسحاب من الاتفاق التاريخي المبرم في 2015".
في المقابل، تتباين المواقف الإيرانية حول خياراتها
في حال قرر ترامب الانسحاب بشكل رسمي من الاتفاق النووي، فسبق لأحد مستشاري مرشد
الجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي القول إن "إيران ستنسحب من الاتفاق
إذا نفذت واشنطن تهديدها"، قبل أن يغير الرئيس الإيراني حسن روحاني خيار
بلاده.
وقال روحاني: "يمكن أن تبقى بلاده في الاتفاق
النووي الإيراني حتى إذا قررت الولايات المتحدة الانسحاب منه، شرط أن يضمن الأطراف
الآخرون تحقيق أهداف طهران"، مضيفا أنه "إما أن تتحقق أهدافنا من الاتفاق
بضمان من الأطراف غير الأمريكيين، أو لا يكون الحال كذلك ونتابع طريقنا"،
بحسب تعبيره.
وأمام هذا التباين، تحدثت "عربي21" مع الأكاديمي
والكاتب الإيراني علي نوري زادة، للتعرف على الخيارات التي تمتلكها طهران للرد على
الموقف الأمريكي.
وشدد زادة على أن "إيران ليس لديها خيارات كثيرة،
سوى العودة إلى برامجها النووية العسكرية"، واصفا هذه العودة بأنها
"إطلاق للرصاص على رجليها"، مشيرا إلى أن "الوضع الاقتصادي الداخلي
سيجعل خيارات طهران محصورة".
اقرأ أيضا: قادة إيرانيون: هذه خياراتنا إذا غادرت أمريكا الاتفاق النووي
ورأى زادة
أن "النظام الإيراني ليس أمامه خيارات كثيرة، ولا بد أن يقدم تنازلات حفاظا على
الاتفاقية النووية مع الدول الكبرى"، لافتا إلى أن باريس تقدم جهود وساطة
لطهران، من أجل إبداء مرونة وتعديل الاتفاق، تفاديا لأي تصعيد أمريكي مرتقب.
وفسر تباين التصريحات الإيرانية بأنه "يعود إلى
تبني الموقف المتشدد من قبل الشخصيات التي تقع خارج المسؤولية، بينما الرئيس روحاني
من موقف المسؤولية يتحدث ببراغماتية، لأن الوضع الاقتصادي الداخلي لا يحتمل
إجراءات خارجية إضافية"، معتقدا في الوقت ذاته أن "لغة التشدد مفيدة
للمجتمع الداخلي، أما المجتمع الدولي فلا يمكن التلاعب والمغامرة معه بخطابات
حماسية"، بحسب تعبيره.
وفي الجهة الأخرى، أعلن نائب الرئيس الإيراني إسحق جهانكيري الثلاثاء،
أن بلاده مستعدة لأي سيناريو، إذا انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق
النووي، الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية عام 2015، مضيفا أننا "مستعدون
لأي سيناريو محتمل، وإذا انتهكت الولايات المتحدة الاتفاق فسيكون من السذاجة
التفاوض مع هذه الدولة مرة أخرى".
وتحدث مسؤولون إيرانيون الأسبوع الماضي، عن خيارات بلادهم إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، موضحين أن "إنهاء الاتفاق قد يعني العودة إلى تخصيب اليورانيوم، وكذلك إعادة رسم التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية".
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية محمد باقر
نوبخت، إن "إيران مستعدة لما ستكون عليه الأمور بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق
النووي"، مؤكدا أن "الحصار الاقتصادي لن يزول، وعلينا كسر هذا الحصار
وهذه المسؤولية ليست مسؤولية الحكومة فحسب، بل تقع أيضا على عاتق الشعب والنخب
الثقافية"، وفق قوله.
وفي سياق متصل، قالت صحيفة الأخبار اللبنانية
المقربة من حزب الله في عددها الصادر الثلاثاء، إن "طهران تدرك أن الموقف الأمريكي ينصب على ملاحقة
الدور الإيراني في المنطقة العربية، وهو جوهر موقف ترامب"، لافتة إلى أن رئيس
إيران حسن روحاني يرى أن "قرار واشنطن البقاء في الاتفاق أو انسحابها منه
يهدف بالدرجة الأولى إلى تقليص نفوذ إيران في المنطقة".
اقرأ أيضا: حسم مصير الاتفاق النووي خلال ساعات.. ماذا ستفعل إيران؟
وأكدت الصحيفة اللبنانية أن "القرار الأمريكي
سيحدد ضمنا معالم التصعيد في المرحلة المقبلة، وبالتالي طبيعة الرد الإيراني الذي
يرفض تكبيل يد طهران إقليميا أو إعادتها إلى زمن الحصار الاقتصادي، فضلا عن تقديم
تنازل في برنامجها الصاروخي".
وأضافت أن "الرد على المقلب الإيراني يبدو متناقضا حتى حينه، بين موقف متشدد يتبناه مستشار المرشد، وبين براغماتية روحاني
التي تركت الباب مفتوحا في إمكانية بقاء إيران في الاتفاق رغم خروج واشنطن، في حال
حقق باقي الشركاء أهداف إيران من الصفقة".
ورأت أن "هذا يشكل رسالة إلى الأوروبيين،
بإمكانية إنقاذهم للاتفاق إذا لم ينصاعوا للتصعيد الأمريكي، معتبرة أنه "في
الحالتين، يتفق الإيرانيون على ضرورة اتخاذ خطوات ردا على التصعيد الأمريكي، وقد
تكون الحسابات الاقتصادية العامل الأكثر تحديدا لطبيعتها".