هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلنت مجموعة من الهيئات السياسية والحقوقية والنقابية والطلابية المغربية مشاركتها في مسيرة وطنية للتضامن مع الشعب الفلسطيني وللتعبير عن رفضها لقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، في الوقت الذي أحجمت فيه جماعة العدل والإحسان عن إصدار أي بلاغ بخصوص المشاركة في المسيرة.
وأعلن كل من حزب العدالة والتنمية (قائد الائتلاف الحكومي)، وحزب الاستقلال (معارضة)، وفيدرالية اليسار الديمقراطي (معارضة)، وحزب النهج الديمقراطي (يسار)، إضافة إلى الائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والاتحاد الوطني للشغل، وحركة التوحيد والإصلاح، ومنظمة التجديد الطلابي، وشبيبة العدالة والتنمية، وهيئات أخرى، المشاركة في المسيرة المزمع تنظيمها غدا الأحد، تحت شعار "من أجل القدس عاصمة أبدية لفلسطين.. ودعما لمسيرة العودة الكبرى".
العدل والإحسان الغائبة الحاضرة
لم تصدر جماعة العدل والإحسان (أكبر جماعة إسلامية معارضة بالمغرب) أي بلاغ بخصوص المسيرة، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت قد أقصيت من طرف المنظمين للتظاهرة، مع العلم أنه من المعروف على الجماعة مشاركتها في كافة التظاهرات المناصرة للقضية الفلسطينية، بحضور الآلاف من أعضائها المشهود لهم بحسن التنظيم.
في هذا الصدد، قال عبد الصمد فتحي، رئيس "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" التابعة للجماعة، إن "جماعة العدل والإحسان، كتنظيم، ليست طرفا في تنظيم المسيرة ولم تستدع أو يتشاور معها في المسألة"، مؤكدا أن الجماعة لم تمنع أعضاءها من المشاركة في المسيرة باعتبار ذلك "حرية شخصية".
اقرأ أيضا: مغاربة بمئات الآلاف في مسيرة شعارها "القدس عاصمة فلسطين"
وأوضح فتحي، في تصريح لـ"عربي21" أن العدل والإحسان تحترم رغبات الناس، مشددا على أنها "تبارك أي مبادرة مناصرة للقضية الفلسطينية".
وأكد رئيس الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة أنه "عندما يكون الأمر مرتبطا بالقضية الفلسطينية أي خلافات أو مناوشات لا نريدها أن تشوش على المسيرة"، مضيفا: "لا نريد لخلافات الأطراف أن تطغى على الحدث المهم وهو نصرة القضية الفلسطينية".
من جانبه، نفى رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، محمد بنجلون الأندلسي، إقصاء منظمي المسيرة لجماعة العدل والإحسان من المشاركة فيها.
وقال بنجلون في تصريح لـ"عربي21": "لقد أخبرنا الجماعة وتشاورنا معهم بشأن تنظيم المسيرة قبل أن يتم الإعلان عن تاريخها، ووجهنا لهم الدعوة بالمشاركة"، مؤكدا: "علاقتنا بالجماعة أخوية".
ودعت الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، عموم الشعب المغربي، للمشاركة في المسيرة للتعبير عن "الرفض المطلق والتصدي لكل قرارات أمريكا الصهيو_استعمارية بحق القدس ومحاولات جعلها عاصمة لما يسمى “الدولة اليهودية”، واستكمال جريمة الاغتصاب التي بدأت منذ وعد بلفور المشؤوم وتواصلت عبر عقود الاحتلال الاستيطاني المجرم".
بدوره أعلن الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان الذي يضم 21 هيئة حقوقية، عن مشاركته في المسيرة لتأكيد دعمه لـ"كافة أشكال المقاومة ضد المؤامرات الأمريكية والصهيونية والعربية التي تحاك ضد القضية الفلسطينية، في صمت مريب لمنظمة الأمم المتحدة، التي ظلت قراراتها على امتداد 70 سنة لا تطبق نهائيا على الكيان الصهيوني العنصري المغتصب للأرض الفلسطينية، في سابقة لم يشهد التاريخ الحديث للإنسانية مثيلا لها".
وأدان الائتلاف في بلاغ له توصلت "عربي21" بنسخة منه، "كافة أشكال التطبيع السياسي والاقتصادي والثقافي والرياضي والفني الذي تشهده المنطقة العربية والدول المغاربية وضمنها بلادنا، والذي يتوجب على كل القوى الحقوقية الوطنية والدولية المحبة للسلام، التصدي له بكافة الصيغ النضالية المشروعة، لتعزيز صيغ المقاطعة التي يقودها أحرار العالم ضمن حملات BDS".
من جانبه، أعلن حزب العدالة والتنمية تعليق جميع أنشطته المركزية والمجالية المقررة في نفس يوم المسيرة، داعيا الشعب المغربي إلى "المشاركة المكثفة في هذه المسيرة والانخراط القوي من أجل إنجاح هذه المحطة الهامة دعما للشعب الفلسطيني والتزاما بالموقف الثابت للشعب المغربي تجاه قضية فلسطين".
وأشارت الأمانة العامة للحزب في بلاغ لها، توصلت "عربي21" بنسخة منه، إلى أن مشاركتها في المسيرة تأتي "انسجاما مع مواقف الحزب المبدئية والثابتة الداعمة للقضية الفلسطينية، وبمناسبة مرور سبعين سنة على الاحتلال الصهيوني العنصري لفلسطين، ودعما لمسيرات العودة الكبرى للشعب الفلسطيني البطل، ووفاء لأرواح الشهداء الفلسطينيين، واحتجاجا على القرار الأخرق للإدارة الأمريكية القاضي بنقل سفارتها إلى مدينة القدس".
فيما أعلن حزب النهج الديمقراطي، انخراطه في المسيرة الشعبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، داعيا الجميع إلى المشاركة بقوة وحماس في مختلف التظاهرات والأشكال الاحتجاجية وعلى رأسها، المسيرة الشعبية التي دعت لها كل من الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ومجموعة العمل الوطنية لدعم فلسطين، غدا الأحد.
كما أعلن الحزب، عن مشاركته، في "الوقفة الاحتجاجية التي دعا لها الائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع يوم الاثنين 14 أيار/ مايو الجاري أمام مبنى البرلمان بالرباط، وكذا الأنشطة التضامنية المتنوعة في كل مكان يوم الثلاثاء 15 أيار/ مايو، والتي دعا لها الائتلاف المغربي من أجل فلسطين ومناهضة التطبيع وكذا المسيرة الشعبية بالدار البيضاء والتي دعت لها لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني بالبيضاء"، وفق بلاغ توصلت "عربي21" بنسخة منه.