هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ذكرت مصادر إعلامية متفرقة أن إسرائيل تواصل الدفع بحشود عسكرية وصفت بـ"الضخمة" إلى هضبة الجولان السوري المحتل، وذلك على خلفية المواجهة الصاروخية مع قوات إيرانية في سوريا.
ورصدت المصادر تمركز دبابات وجرافات كبيرة في مرتفعات الجولان، الأمر الذي أثار تكهنات عن وجود نوايا لدى إسرائيل بالتوغل البري داخل الحدود السورية، بهدف تشكيل منطقة عازلة تضمن لها عدم اقتراب المليشيات الإيرانية من حدودها.
وفي هذا الإطار، اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أحمد رحال، أن "التحركات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في الجولان السوري المحتل، والحشود العسكرية التي تصل تباعا إلى هناك، تؤكد توجها إسرائيليا نحو تشكيل حزام أمني جديد".
اقرأ أيضا: الضربات الإسرائيلية في سوريا: "الإسرائيليون أقوى من ذي قبل"
وقال لـ"عربي21": إن "إسرائيل قد تقوم بالتوغل البري في الأراضي السورية بعمق قد يصل إلى 15 كيلومترا، بغية جعل المنطقة منزوعة السلاح".
واستدرك رحال قائلا: "لكن ليس بالضرورة أن يبقى الجيش الإسرائيلي فيها، بل يكفي أن تغلق المنطقة وتمنع دخول قوات إليها".
وعن موقف روسيا ومعارضتها للقيام بمثل هذه الخطوة بعد طرحها من قبل إسرائيل أثناء المحادثات التي جرت في عمّان والتي تم التوصل فيها إلى إعلان "خفض التصعيد" في الجنوب السوري في تموز/ يوليو الماضي، وفق صحيفة "التايمز" البريطانية، قال رحال: "لا قدرة لا لروسيا ولا غيرها بمعارضة رغبة إسرائيل".
وبحسب التسريبات التي كشفتها صحيفة "التايمز" حينها، فإن المنطقة العازلة المقترحة من قبل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، تمتد على بعد أكثر من 30 ميلا إلى الشرق من الجولان، متجاوزة مدينة درعا، التي تعد الموضوع المباشر للمحادثات الروسية الأمريكية، كما ستشمل مدينة السويداء.
الباحث في "مركز جسور للدراسات" عبد الوهاب عاصي، أشار بدوره إلى أن إسرائيل أبدت أكثر من مرة عن رغبتها بإقامة منطقة عازلة لها في الجنوب السوري، مبينا أن كل من الولايات المتحدة وروسيا فضلا إقامة منطقة فصل فقط محدودة النطاق.
وأضاف لـ"عربي21" أن إقامة منطقة عازلة بالشكل الذي تطالب به إسرائيل "لن يكون مقبولا"، وتابع "لكن من ناحية أخرى يمكن استنساخ تجربة الجولان وتشكيل منطقة فصل جديدة (منطقة خالية من وجود السلاح) على الحدود المشتركة بين الأردن وسوريا والأراضي المحتلة، وهذا يشمل مناطق مشتركة بين ريف درعا الغربي المسيطر عليه من قبل الثوار وبين منطقة الحرمون جبل الشيخ المسيطر عليها من النظام".
اقرأ أيضا: ماذا طلب ليبرمان من بشار الأسد أثناء زيارة للجولان المحتل؟
واستطرد عاصي قائلا: "بطبيعة الحال تشريع إقامة مثل هذه المنطقة هو بحاجة لتوافق روسي-أمريكي-أردني، وكما هو معلوم فهذه الدول الثلاث شاركت في صياغة مذكرة خفض التصعيد في الجنوب التي قالت إسرائيل لاحقا إنها غير ملزمة فيها، وبالتالي فإن إشراك إسرائيل يعني بالضرورة إما إقامة اتفاق جديد لخفض التصعيد يشمل منطقة الفصل أو تعديل الاتفاق السابق."
ثمانية خطوط حمراء
وفي السياق ذاته، عرضت دراسة صادرة عن مركز "برق للاستشارات والدراسات المستقبلية" ثمانية خطوط حمراء تنطلق منها إسرائيل في شن هجماتها الجوية على أهداف عسكرية في الأراضي السورية.
وبحسب الدراسة التي جاءت تحت عنوان "الضربات العسكرية الإسرائيلية في سوريا، من الألف إلى الياء"، والتي اطلعت عليها "عربي21"، فإن هذه الخطوط الحمراء هي: تقييد جهد إيران في إنشاء بنية تحتية عسكرية متطورة وطويلة الأجل في سوريا ولبنان تخرق التوازن وتؤثر على أيّة مواجهة مستقبلية محتملة مع إسرائيل، ومنع إنشاء خط اتصال أو إمداد عسكري مباشر بين إيران وسوريا ولبنان، ومنع النظام السوري من امتلاك قدرات دفاع جوي متطورة واستخدامها، والحفاظ على منطقة الفصل بين قوات النظام السوري وجيش الاحتلال الإسرائيلي، ومنع إقامة مراكز عمليات تابعة لإيران ووكلائها على الشريط الحدودي مع إسرائيل أو على مقربة من منطقة الفصل.
وكذلك، تعطيل مساعي إيران في تشكيل قوة عسكرية لها متجذرة في سوريا على غرار حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق، وإنشاء منطقة عازلة تصل إلى ما بين 50 و60 كيلومترا، وإنهاء قدرات النظام السوري الكيماوية ويشمل ذلك تدمير الترسانة الكيماوية الموجودة لديه.